تنظم سفارة موريتانيا في الجزائر يوم الجمعة حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ 64 لعيد الاستقلال الوطني والذي يصادف 28 نوفمبر من كل عام.
ويحضر الاحتفال كبار المسئولين في الجزائر وممثلون عن مجلس الامة و المجلس الوطني الشعبي و بعض رؤساء الأحزاب السياسية  و سفراء الدول العربية والأجنبية بالجزائر وجمع غفير من أفراد الجالية الموريتانية المقيمة بالجزائر.
وفي هذا الإطار قال السفير سيدي محمد عبد الله سفير موريتانيا بالجزائر، في لقاء خص به موفد “البيان الصحفي” إلى الجزائر الزميل مولاي إبراهيم ولد مولاي امحمد،  إن ذكرى عيد الاستقلال الذي نالته موريتانيا عام 1960 تشكل طابعا خاصا ومميزا عند الشعب الموريتاني لارتباطها بقيم الحرية و التضخية و بمعاني العزة والشموخ و بجلاء المستعمر وإعلان نشوء الجمهورية الإسلامية الموريتانية في 28 نوفمبر 1960.
.كما يشكل شهر نوفمبر – يقول سعادة السفير- الشهر الذي نتشارك فيه أفراح التحرر مع الأشقاء الجزائريين الذي يفتتحونه بذكرى تخليد ثورة التحرير المجيدة
واستعرض سعادة السفير التطور الكبير للعلاقات الموريتانية الجزائرية، منذ تولي رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لقيادة موريتانيا وأخيه الرئيس عبد المجيد تبون قيادة الجزائر الشقيقة.
وأكد سعادة السفير أن العلاقات بين البلدين الشقيقين تشهد ديناميكية وحيوية كبيرة وتطورا متسارعا في شتى المجالات وعلى مختلف الأصعدة، تجسيدا للإرادة السياسية القوية لقائدي البلدين من أجل بناء شراكة استراتيجية فاعلة وشاملة تكون نموذجا رائدا في المنطقة خدمة لمصالح البلدين في تحقيق التنمية والتكامل.
و أشاد السفير بمستوى التنسيق والتشاور السياسي المستمر بين البلدين الشقيقين والذي انعكس في الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات بين كبار المسؤولين وفي التطابق التام لوجهات النظر حيال مختلف القضايا الاقليمية والدولية.
وبخصوص التعاون الاقتصادي أوضح سعادة السفير أن التبادل التجاري قد شهد نموا قياسياً سنة 2023 مسجلا أكثر من 480 مليون دولار ، وتوقع أن يصل إلى أكثر من مليار دولار في الأفق القريب بعد اكتمال انجاز مشاريع  البنية التحتية التي أطلقها الرئيسان الموريتاني و الجزائري في تيندوف مطلع العام الحالي وعلى رأسها الطريق الاستراتيجي الرابط بين مدينة تيندوف الجزائرية ومدينة الزويرات الموريتانية ومنطقة التبادل الحر.
كما ثمن سعادة السفير تدشين المعبرين الحدوديين وتجهيزهما بكافة المستلزمات الإدارية و اللوجيستية و فتح فروع لبنك الاتحاد الجزائري في نواكشوط ونواذيبو لتسهيل المعاملات التجارية بين المتعاملين الاقتصاديين الموريتانيين والجزائريين وتعزيز ربط البلدين بخطوط تجارية بحرية وجوية جديدة ، وهي خطوات  تهدف إلى تنشيط التبادل التجاري وفتح المجال لتسهيل وتسريع حركة البضائع والأشخاص بين البلدين ، مضيفا أن البلدين يعملان على تفعيل نظام المقايضة وتوسيع قائمة السلع المعنية بهذه التجارة، وذلك في إطار اتفاق تجاري تفاضلي يتم إعداده حاليا بين وزارات التجارة والمالية
وأوضح السفير سيدي محمد عبد الله أن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يعمل منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد على إِرْسَاءِ نَهْجٍ قَوِيمٍ يُكَرِّسُ لِقِيَم الجمهورية من عدل ومساواة وحرية وديمقراطية وترقية لحقوق الإنسان و حمايتها والانفتاح والتسامح وترسيخ الوحدة الوطنية وتهدئة المناخ السياسي العام عبر خلق جو من الثقة والانفتاح والتشاور مع مختلف الطيف السياسي.
وأضاف سعادة السفير  أن  الحكومة الموريتانية تولي اهتماما كبيرا لتحسين مناخ الأعمال والاستثمار وتشجيع الشراكة، مما سيفتح آفاقا واسعة أمام جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، خاصة وأن موريتانيا تتوفر على مُقَدِّرَاتٍ اقتصادية هائلة ومتنوعة (الزراعة؛ الثروة السمكية؛ المعادن؛ الثروة الحيوانية، الغاز والنفط والسياحة…)، وهي مُقَدِّرَاتٌ تُشَكِّلُ فرصا استثمارية واعدة.
وفي مجال توفير الأمن الاستقرار أشار سعادة السفير إلى أن موريتانيا اليوم تعتبر واحة أمن واستقرار بفضل اعتمادها مقاربة أمنية محكمة و شاملة، تراعي كافة الأبعاد الأمنية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية وأضحت نموذجا رائدا في المنطقة ومحل إشادة وتقدير من المجتمع الدولي، فقد شكلت موريتانيا استثناء في منطقة الساحل والصحراء، حيث لم تسجل منذ 2011 أية عملية إرهابية ضد بلادنا.
وفي المجال الدبلوماسي أكد السفير الموريتاني أن الدبلوماسية الموريتانية شهدت نقلة نوعية في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لاعتماده سياسة خارجية متوازنة تقوم على تعزيز التعاون مع دول الجوار والنأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودعم ومناصرة القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والاستماع لجميع الأطراف وجعل مصلحة موريتانيا وسيادتها فوق كل اعتبار، مستشهدا بالتقدير الخارجي الكبير للدور الذي تضطلع به موريتانيا على الصعيد العربي والأفريقي والدولي، وعلى العناية التي يحظى بها رئيس الجمهورية خارجيا، وهو ما جسده اختيار رئيس الجمهورية رئيسا للاتحاد الأفريقي بالإجماع.
وفي هذا الصدد أشاد السفير بنجاح الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في قيادة الدبلوماسية الافريقية من خلال سعيه في كافة المحافل والمؤتمرات الدولية إلى إسماع صوت القارة والدفاع عن مصالحها حتى تتبوأ مكانتها اللائقة في النظام الدولي، مطالبا بإصلاح منظومة الأمم المتحدة ورفع الظلم التاريخي عن القارة ومنحها مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي.
وفي المجال الثقافي والعلمي، الذي يعتبر من أبرز وأقدم ملفات التعاون الثنائي، أكد سعادة السفير أن الجزائر تقدم سنويا لموريتانيا حصة رسمية تصل إلى 380 منحة دراسية موزعة بين التعليم العالي والتكوين المهني منوها بمساهمة الجزائر  في تكوين آلاف الطلبة الموريتانيين في مختلف المجالات والتخصصات العلمية .