شدّد قائد حركة أنصار الله اليمنية، عبد الملك بدرالدين الحوثي، على أنّ التطورات تلقي بظلالها على الوضع في المنطقة، "منذ جريمة استهداف القائد الإسلامي إسماعيل هنية والقائد الجهادي فؤاد شكر".
ورأى أنّ "جرائم العدو الأخيرة، استهدفت شخصيات من قادة الأمة ومن رجال المسلمين، الذين يقومون بدور مميز في حمل راية الجهاد والمواجهة لعدو الإسلام والمسلمين".
وفي خطاب متلفز، ألقاه اليوم، أشار الحوثي إلى التماسك التام لحركة المقاومة الإسلامية - حماس، الذي رافق الجريمة الكبيرة، فيما كان "هدف العدو النيل من صمودها وثباتها والتأثير على قرارها".
وهذا ما أفشلته كل من حماس، حينما "استمرت في نشاطها وتماسكها، دون أن تظهر ملامح لحالات اختلاف أو ضعف أو تراجع في موقفها"، لافتاً إلى أنّ القسام "واصلت رغم الجريمة الكبيرة، أداء مهامها الجهادية بكل فاعلية وبتماسك تام وبجدارة عالية" .
واعتبر الحوثي، أنّ "اختيار القائد الكبير، يحي السنوار، بالإجماع، لتولي رئاسة المجلس السياسي للحركة، وهو الذي يعرفه العدو والصديق بصلابته وثباته وحِنكته وجدارته القيادية، هو بحد ذاته رسالة مهمة للعدو الصهيوني ، وتأكيد على مواصلة الثبات على الجهاد، والموقف والمبادئ الأساسية".
كذلك، لفت عبد الملك الحوثي، إلى أنّ جبهة الإسناد اليمنية، نفذت هذا الأسبوع، عملياتها العسكرية بـ16 صاروخاً باليستياً وطائرة مسيرة ومن أبرزها "استهداف مدمرتين أميركيتين وإسقاط طائرة MQ-9"، كما بلغ عدد السفن المستهدفة من قبل هذه جبهة 177 سفينة.
وأوضح أنّ "من النتائج المعلنة والصريحة لعمليات اليمن المساندة: إفلاس ميناء أم الرشراش، وهذا ما تظهره التقارير الإعلامية من داخل الميناء، المتعطل تماماً عن أي نشاط".
وبعد النجاح والانتصار الكبير في منع الملاحة لصالح الاحتلال الصهيوني في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، يضيف الحوثي: "أصبح نطاق عمليات قواتنا على مدى بعيد جداً. ومعظم العمليات أصبحت باتجاه المحيط الهندي على مسافة أبعد من 1000 كلم، وإلى البحر الأبيض المتوسط وعمق فلسطين المحتلة بأكثر من 2000 كلم".
وأكد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، أنّ "قرار الرد هو قرار من الجميع على مستوى المحور كله، وعلى مستوى كل جبهة بحد ذاتها".
وعن الجبهة الإسنادية عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، أشار الحوثي، إلى "استمرار عمليات الإسناد بفاعلية عالية، وضربات قوية ونوعية مع التأكيد على حتمية الرد على استهداف القائد شكر والعدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت".
كما أكّد حتمية الرد من إيران، وفق ما صدر عن "أعلى المستويات القيادية" فيها، والرد أيضاً من القوات المسلحة اليمنية على العدوان الصهيوني الذي استهدف خزانات الوقود في ميناء الحديدة.
كذلك، أشار إلى أنّ تأخر الرد "من المحور بشكل عام في مقابل التصعيد الإسرائيلي، هو مسألة تكتيكية بحتة، وبهدف أن يكون الرد مؤثراً على العدو في مقابل استعداداته".
كذلك، تحدث قائد حركة أنصار الله، الحوثي، عن "مساع أميركية وأوروبية وعربية حثيثة، لاحتواء الرد"، إذ لم تتوقف الاتصالات والرسائل والوسطاء، لمحاولة إقناع إيران تحديداً بأن يكون ردها متواضعاً وبسيطاً وغير فاعل ومؤثر، موضحاً أن "محاولات الترهيب والإغراء، تقابلها الجمهورية الإسلامية بكل وضوح، لأن المسألة تمس بشرف الجمهورية الإسلامية بقتل ضيفها في عاصمتها".
وانتقد الحوثي "الموقف الإسلامي عموماً"، وتحديداً بيان منظمة التعاون الإسلامي، التي أصدرت بياناً، كان يمكن أن تصدر "جمعية خيرية صغيرة، أفضل منه بشأن جرائم الاغتيال".
ومع موقفها البارد والجامد"، يتابع عبد الملك الحوثي، "تسخّر بعض الأنظمة العربية وسائلها الإعلامية لإسناد العدو الصهيوني ، كجبهة إسناد لصالح العدو بكل وضوح وبشكل مفضوح".
وأشار إلى "المسؤولية تجاه مأساة الشعب الفلسطيني، "لا يمكن أن تسقط بالتجاهل، ولا يمكن أن يسقط وزر التفريط فيها باللامبالاة".
وتناول الحوثي، في خطابه، الحاضنة الشعبية في غزة التي "لم تفتح مجالاً للعدو الصهيوني ولا لعملائه لاختراقها وابتزازها رغم الجوع والفقر والمعاناة الشديدة".
وأضاف: "الشعب الفلسطيني هو في الخندق الأول للأمة ولولا صموده وثباته وجهاده لكان العدو قد تجاوزه إلى غيره ولكانت الأحداث في مسرح آخر".