أكدت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، خلال كلمتها في افتتاح النسخة الثالثة عشرة من مهرجان مدائن التراث بمدينة شنقيط، التزام المنظمة بدعم جهود موريتانيا في حماية تراثها الثقافي والتاريخي في مواجهة التحديات المعاصرة، خاصة التغير المناخي.

 

وأشادت أزولاي بأهمية مدن موريتانيا القديمة، وعلى رأسها شنقيط، وادان، تيشيت وولاته، المصنّفة على قائمة التراث العالمي منذ ما يقارب 30 عامًا. وأبرزت القيمة التاريخية لهذه المدن كمراكز إشعاع علمي وثقافي، مشيرة إلى دور مكتباتها العريقة في الحفاظ على مخطوطات نادرة، تشمل علوم الرياضيات، الفقه، والطب، والتي يعود بعضها إلى قرون بعيدة.

 

وقالت المديرة العامة إن اليونسكو عملت مؤخرًا على دعم هذه المكتبات من خلال توفير تجهيزات حديثة تشمل معدات الحفظ والأرشفة، لضمان صون هذا التراث للأجيال القادمة.

 

وأثنت أزولاي على التنوع الثقافي لموريتانيا، الذي ينعكس في لغاتها الوطنية الأربع: العربية، البولارية، الصونينكية والولفية، ودورها التاريخي كمفترق طرق للحضارات الكبرى، بدءًا من إمبراطورية غانا وصولًا إلى حركة المرابطين.

 

كما تناولت أهمية التراث الطبيعي للبلاد، مستشهدة بموقع حديقة حوض آرغين الوطنية المُصنّف منذ 1989 ضمن التراث العالمي، باعتباره نموذجًا فريدًا للتنوع البيئي والحفاظ على الطبيعة.

 

واختتمت أزولاي كلمتها بالتأكيد على أن الحوار بين الثقافة والطبيعة في شنقيط ومدن موريتانيا القديمة يُلهم العالم أجمع في مواجهة التحديات الراهنة.