الرئيس غزواني خلال خطابه في افتتاح القمة الافريقية الـ 38

قال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إن قيام السلام الشامل والمستديم في افريقيا ما زال هدفاً ينتظر التحقق “رغم جهود الاتحاد والمجموعات الإقليمية وآحاد الدول الأعضاء”.

 

ودعا الرئيس غزواني، خلال افتتاح القمة الافريقية الثامنة والثلاثين، اليوم السبت، إلى تنفيذ ما أسماها القرارات الجريئة التي اتخذتها قمة مالابو الاستثنائية في مايو 2022، مؤكداً ضرورة مساءلة هيكل السلم والأمن الإفريقي، في اتجاهات أربعة: التناغم، واستدامة التمويل، والتفعيل والشمول، وكذلك من حيث ملاءمته لطبيعة التحديات الأمنية الراهنة والتغييرات اللادستورية الطارئة.

 

وأوضح الرئيس غزواني أن من شأن ذلك أن يتيح فرصة استكشاف أساليب أكثر نجاعة في مواجهة تحدي السلام والأمن والاستقرار بإيجاد الآليات المناسبة التي تمكن من الحل السلمي للنزاعات، وهو ما يشكل في الوقت ذاته واجبا أخلاقيا ومسؤولية جماعية.

 

وأضاف الرئيس غزواني الحاجة لجهود الجميع في هبّة عامة ضمن جهد جماعي منسق وشامل لرفع هذا التحدي.

 

حل النزاعات في افريقيا..
‎وقدم الرئيس غزواني حصيلة العمل خلال رئاسته للاتحاد الافريقي، فيما يتعلق بتعزيز جهود السلام وحل النزاعات بالطرق التفاوضية السلمية.

وأكد الرئيس غرواني أنه تم في هذا الإطار بذل جهود من طرف الرئيس دنيس ساسو انكيسو على رأس لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا، والاتصال المنتظم مع بول كاغامي، وفليكس اتشيكسيدي، سعياً إلى وقف العنف والنزاع في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

مضيفاً أنه في هذا الإطار؛  احتضنت موريتانيا في ديسمبر 2024، أعمال الاجتماع التشاوري الثالث لتعزيز تنسيق مبادرة جهود السلام في السودان، كما تم استقبال الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان منتصف يناير 2025 في نواكشوط، للتداول معه حول ضرورة وقف أعمال العنف في السودان وصون سلامة شعبه وحوزته الترابية.

 

رصد التمويلات..
واستعرض الرئيس محمد ولد الشيخ الغرواني جهوده لرصد التمويلات خلال رئاسة الاتحاد الافريقي؛ مؤكداً أنه في إبريل 2024، عُقدت قمة نيروبي لدعم دورة التمويل الحادية والعشرين للمؤسسة الدولية للتنمية، وعززت عملية الدعم أثناء القمة الاقتصادية رفيعة المستوى، التي انعقدت بأبيدجان أكتوبر 2024.

 

وأوضح الرئيس غزواني أن جهود الدعم والمناصرة مكنت من تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية بمستوى غير مسبوق وصل 100 مليار دولار.

 

وأضاف الرئيس غزواني: "شاركنا في أعمال القمة الأفريقية – الكورية، وحصلنا خلالها على زيادة كبيرة من الأموال الكورية الموجهة نحو المساعدة الإنمائية في أفريقيا، والتي ارتفع حجمها من 5.5 مليار دولار إلى 10 مليار دولار علاوة على مبلغ 14 مليار دولار مخصصة لتمويل الصادرات دعما للشركات المستثمرة في القارة. 

 

وأشار الرئيس غزواني إلى حصيلة النسخة الرابعة من قمة التعاون الصيني– الإفريقي على مستوى الرؤساء، والتي شملت تخصيص جمهورية الصين 50 مليار دولار لدفع عجلة التنمية في افريقيا.

 

نحو حل مشكل المديونية..
الرئيس غزواني أكد أنه حرص خلال قمة مجموعة السبع بإيطاليا، في يونيو 2024، وقمة مجموعة ابريكس في روسيا الاتحادية أكتوبر 2024، وقمة مجموعة العشرين G20 في البرازيل نوفمبر 2024، وغيرها من المحافل الأخرى، على تأكيد ضرورة حل مشكل المديونية "التي تعيق بقوة جهود افريقيا التنموية".

 

وأضاف الرئيس غزواني أن دعا إلى مراجعة نظام المساعدة العمومية الإنمائية القائم "لقصوره عن تحقيق الأهداف المبتغاة منه".

 

وأشار الرئيس غزواني إلى أنه طالب باستحداث ميثاق جديد لتمويل التنمية، يكون أكثر مرونة واستدامة ويضمن للدول الأقل نموا نفاذا سلسا، ومنصفا لتمويلات تناسب أولوياتها "كما دأبنا على المطالبة بتحسين تمثيل القارة في المؤسسات المالية المتعددة الأطراف، لضمان مراعاة حاجاتها الإنمائية الملحة في الأجندة الدولية".

 

دعوة لاعتماد "إعلان نواكشوط"..
ودعا الرئيس غزواني القمة الافريقية لاعتماد إعلان نواكشوط بما يرسمه من آفاق لتعليم يكون دعامة تنموية مستدامة، ورافدا قويا للأمن والاستقرار وخلق فرص العمل الملائمة، تقليصا لدوائر البطالة، والفقر، والهشاشة.

 

وأكد الرئيس غزواني أن الشباب الإفريقي يحتاج إلى نظام تعليمي وتكويني فعال، فإنه يحتاج كذلك مثل كل مواطن إفريقي عموما، إلى منظومات صحية تؤمن نفاذا شاملا لخدمات صحية جيدة وتكون قادرة على الصمود في وجه الجوائح والصدمات الصحية الطارئة، كالتي شهدتها القارة مؤخرا: مثل جدري القردة وماربورغ والكوليرا.

 

ونوه الرئيس غزواني بالإدارة الاستباقية التي واجه بها المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا ما استجد مؤخرا من صدمات صحية مفاجئة.