لقد أثبت التاريخ أن السيدة الأولى الدكتورة مريم بنت محمد فاضل ولد  الداه إحدى الشخصيات الرائدة التي برهنت من خلال مسيرتها الإنسانية والتزامها المستمر أنها ليست مجرد شخصية عادية، كغيرها ممن سبقتها في تاريخ البلاد من سيدات القصر، بل هي رمز حيّ للإنسانية والعطاء المستدام، فقد كرست وقتها وجهودها لمساعدة الفئات الهشة في المجتمع، خاصة النساء والأطفال، مما جعلها محط احترام وتقدير على المستويات المحلي والدولي.
أحد أوجه التفرد في دور السيدة الأولى بنت الداه هو تركيزها المستمر على قضايا النساء والأطفال، باعتبارهما من أكثر الفئات الاجتماعية عرضة للظلم والفقر، فمنذ بداية مسيرتها، عملت السيدة الأولى على توجيه الأنظار نحو احتياجات هذه الفئات، سواء من خلال التمكين الاقتصادي للنساء أو عبر المبادرات التي تهدف إلى تحسين ظروف حياة الأطفال، وخاضة المعوزين.
إن المرأة في كثير من المجتمعات  تعاني من تحديات متعددة تبدأ من قلة فرص التعليم وصولًا إلى العنف الاجتماعي والاقتصادي، ومن خلال دورها الفاعل، استطاعت السيدة الدكتورة  مريم بنت محمد فاضل ولد  الداه أن تفتح أمام النساء العديد من الفرص للمشاركة الفعالة في المجتمع، حيث شجعت النساء على التدريب في مجالات متنوعة، بداية من التعليم مرورا بالتدريب المهني وصولاً إلى تحسين الوضع الصحي ولاقتصادي. 
كما كان لها دور مهم في مناهضة العنف ضد النساء، حيث عملت على نشر الوعي وتقديم الدعم القانوني للنساء المعنفات.
أما في ما يخص الأطفال، فقد سعت السيدة الأولى إلى تأمين بيئة صحية وآمنة لهم، فكانت دائمًا ما تُعزز حقوق الأطفال في التعليم والرعاية الصحية، حيث كانت تشارك في تطوير برامج تهدف إلى مكافحة التسرب المدرسي، وتحسين مستوى الرعاية الصحية للأطفال في المناطق الريفية والنائية.
علاوة على الجهود الاجتماعية المباشرة، أطلقت السيدة مريم بنت الداه العديد من المبادرات التي تستهدف تخفيف معاناة الطبقات الفقيرة، إذ لم تقتصر تلك المبادرات على تقديم المساعدات التقليدية فقط، بل كان لها تأثير طويل الأمد من خلال توفير الوسائل التي تساعد على تحسين مستوى حياة هذه الأسر، كما أولت اهتمامًا خاصًا بمساعدة الأيتام والأطفال في الأوضاع الصعبة.  
لم تقتصر جهودها على المستوى المحلي فقط، بل استطاعت أن تسهم في تعزيز حضور قضايا النساء والأطفال في الساحة الدولية، فقد شارك نساء البلد بفضل دعمها في العديد من المنتديات العالمية، حيث طُرحت قضايا حقوق الإنسان، لا سيما حقوق المرأة والطفل، في إطار من المساواة والعدالة، وساهمت هذه المشاركات الفعالة في تعزيز العلاقات الدولية للمجتمع الذي تمثلّه، مما انعكس إيجابيًا على تفاعل المجتمع المحلي مع القضايا الاجتماعية في البلاد.
على المستوى المحلي، كان للسيدة الأولى دور كبير في تحفيز العديد من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية للعمل على مشاريع اجتماعية تهدف إلى تعزيز الوضع الاجتماعي والاقتصادي للطبقات الهشة.
إن ما راكمته السيدة الأولى مريم بنت الداه، من بذل للخير ووقوف مع الضعيف، لن يتوقف في مرحلة من التاريخ الإنساني للبلد، بل سيتواصل عبر الأجيال القادمة، فقد وضعت أسسًا قوية للمساواة الاجتماعية والتمكين الاقتصادي للنساء والأطفال، وستظل هذه الأسس واقفة شامخة في جميع أصقاع الوطن.