(وكالة الوئام الوطني - افتتاحية)/ ليس غربيا ان تقود موريتانيا قاطرة التعليم في القارة الافريقية، وهي المعروفة بغزارة العلم ووفرة العلماء وبكونها البداوة العالمة التي تشكل استثناء في العالم. 

ولم يكن ملفتا أن تكون مثالا للاهتمام بالشباب، فهي بلد جل مواطنيه من هذه الفئة العمرية.

ومستساغ جدا أن تكون ملهمة القارة في ميدان التشغيل، وهي التي تتوفر على آلاف فرص العمل التي تخلقها المصادر المتعددة للثروة، حيث مصادر الاقتصاد المتعددة، والموقع الجغرافي الرائع.

تلك حقائق هامة أدركها رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وهو يترأس القارة الافريقية التي يرى ضرورة تكاملها واستمثار مقدراتها لصالح شعوبها الكادحة.

لقد قدم ولد الشيخ الغزواني للقارة الافريقية نموذج العودة لمنابع الانسجام المجتمعي وتكافئ الفرص من خلال توحيد المناهج التربوية والحجرات الدراسية وظروف التحصيل المعرفي.

كما خصص نصيب الأسد من برنامجه الانتخابي الجديد للشباب، حتى أن المراقبين اصطلحوا على تسمية مأموريته الجارية بمأمورية الشباب. 

كما أن رئيس الجمهورية، لطالما دعا، في أكثر من مناسبة وعبر كافة المنابر الوطنية والإقليمية والدولية، إلى أن تنصب جهود القارة الافريقية حول توفير الظروف الملائمة لشباب القارة كي يعمل وينتج في بلدانه المليئة بالمواد الأولية التي تفتقدها الكثير من دول العالم.

من هذه المحاور الثلاثة، جاءت فكرة تنظيم "المؤتمر القاري - على مستوى الرؤساء- حول التعليم والشباب والتأهيل للتشغيل في القارة الافريقية" تحت شعار "التعليم وتأهيل إفريقيا للقرن الواحد والعشرين"، والذي احتضته العاصمة نواكشوط خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

 لقد تم تنظيم المؤتمر من طرف وزارة التربية وإصلاح النظام التعليمي، بالشراكة مع مفوضية الاتحاد الأفريقي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، شارك فيه عدة رؤساء وأكثر من 30 وزيرا، بالإضافة إلى ممثلين دائمين ل26 دولة. 

كان خطاب رئيس الجمهورية أمام نظرائه الحاضرين واضحا وجليا في أهمية التعليم ومتطلبات الشباب وضرورة التأهيل وفرص التشغيل. 

 لقد شدد فخامته على أن "التعليم هو المحور الأساس في بناء الأفراد والمجتمعات، وبه تكتسب المعارف والمهارات وتتهيأ شروط التطور والنما للدول والشعوب"، مضيفا أن الاتحاد الافريقي قرر جعل هذه السنة سنة للتعليم، ومعتبرا أن ما تعانيه افريقيا من صعوبات جمة في رفع التحديات الجسيمة التي تواجهها اقتصاديا واجتماعيا وامنيا وبيئيا مرده في جزء معتبر منه، إلى عجزها عن بناء أنظمة تعليمية تضمن الشمول والجودة بنحو يرفع فعاليتها في إكساب المعارف والمهارات والتمكين للشباب من حيث التكوين والتشغيل تحريرا لطاقته الابداعية وليكون بحق قاطرة التنمية والإزدهار.

وأكد رئيس الجمهورية أن هذا المؤتمر القاري يتيح فرصة لتبادل الرأي بين أهل الإختصاص والخبرة حول أهم التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية، من حيث مناهج التكوين، والقضاء على التفاوت والفوارق في النفاذ، وكذلك من حيث التمويل والشمول والجودة، معبرا عن التطلع الى ان تنير مخرجات هذا المؤتمر الطريق الى تطوير آليات اكتساب المهارات الأساسية واستخدام التقنيات المعاصرة ودعم جاذبية المدارس وأمنها وتأهيل المدرسين ودعم قدراتهم وتحسين ظروف عملهم ورفع مستويات الاستثمار في التعليم وتعزيز الشراكات البينية والمتعددة الأطراف لذلك الغرض.

لقد توج المؤتمر بإعلان نواكشوط، الذي سيمكن من تطوير التهذيب والتعليم بالقارة الإفريقية في العقد القادم، وسيتيح فرص تأهيل وتشغيل شباب القارة في الأمد القريب، حيث طالب بإلزامية التعليم ومجانيته مع إعطاء الأولوية للبنات في المجالات الفنية والمهنية، ومناصرة التعليم للفترة (2025-2034)، لتكون عشرية تحول التعليم في دول الاتحاد الافريقي.

ودعا إعلان نواكشوط إلى تمكين كل طفل من حقه في التعليم، وتعزيز مكانة المعلم وجعله قادرا على أداء مهمته، إضافة إلى تدعيم تعليم المواد العلمية للاستفادة من التقنيات الجديدة، وتحديث البنية التحتية التعليمية بهدف رفع جودة التعليم، وتمكين الشباب في الريف من الولوج إلى التعليم، مع المواءمة بين محتوى التعليم وحاجيات سوق العمل.

لقد شكل المؤتمر شكل فرصة فريدة لتبادل التجارب والأفكار بين المشاركين حول سبل كسب رهان المرحلة الحالية، وتصور وسائل مواجهة التحديات القائمة والمتوقعة لضمان تعليم عصري شامل وذي جودة يستجيب لطموحات أجيال المستقبل في تحقيق مستقبل قوامه المواطنة الصالحة واكتساب القيم النبيلة ومعارف ومهارات العصر، فتم تقديم أفكار رائدة ومقترحات إبداعية وجدية من شأنها أن تفضي إلى المساهمة البناءة في تحمل همّ البلدان الإفريقية وطموحها المشروع في توفير تعليم نوعي منصف وشامل لجميع الأطفال في سن التمدرس وتوفير أسباب التعلم الشامل مدى الحياة.

إنها الرؤية الثاقبة لرئيس الجمهورية، والتي تم وضع أسسها لتشمل دول القارة الإفريقية بعد أن وضعت على منصة الإطلاق محليا من خلال اعتماد نظام الاعتناء بالتعليم والبدء في مأمورية الشباب.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء