بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي الكريم

السادة الوزراء؛

السيد رئيس المحكمة العليا؛

السيد المدعي العام لدي المحكمة العليا؛

الفريق المدير العام للأمن الوطني؛

السادة القادة العسكريون و الأمنيون؛

السادة الولاة؛

السيدة رئيسة جهة انواكشوط ؛

السيد الحاكم؛

السيد العمدة؛

السادة الضباط وضباط الصف والوكلاء؛  

أيها السادة والسيدات:

نخلّد اليوم ـ في هذا الحفل البهيج ـ عيدَ الشرطة الوطنية، المستمدَّ من ذكرى انعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العربي بمدينة العين بدولة الإمارات العربية سنة 1972، هذا المؤتمر الذي رسم ملامح سياسة التعاون بين أجهزة الشرطة العربية، ووضع أسس اعتماد مفاهيم ومقاربات أمنية عربية حديثة، وهي فرصة  ثمينة، أغتنمُها لأتقدم ـ إلى كافة أفراد شرطتنا الوطنيةـ ضباطا وضباط صف ووكلاءـ بأصدق عبارات التهنئة والتقدير على تضحياتهم الجليلة في إرساء قواعد منظومتنا الأمنية.

إن أهمية هذا اليوم تتجلى في كونه فرصة لاستحضار الرؤية الأمنية التي تصدرت خطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني،خلال حفل تنصيبه في مأموريته الثانية، حين أكد: "سأمنح الأولوية لضمان الأمن والاستقرار، لما يمثله ذلك كأساس وشرط لا غنى عنهما لإنجاز أي برنامج تنموي." ( انتهى الاستشهاد).

كما يشكل هذا اليوم مناسبةً جديرةً بتقدير الأدوار الطلائعية لشرطتنا الوطنية في تعقّب المجرمين و تقديمهم للعدالة،و حماية الأرواح والممتلكات، و المحافظة على الأمن واستتبابه، إنفاذاً للقانون  وضمانا لسيادة الدولة، وصيانةً للمصلحة العامة.

أيها الضباط وضبط الصف و الوكلاء

إن تضحياتِكم اليوميةَ، وسهرَكم الدائمَ على أمن البلاد، هما ما يجعل المواطن ينعم بالطمأنينة نهارَه، وينام  ليلَه قرير العين، مرتاح البال.

ومن هذا المنطلق، فإننى أتقدم إليكم بالتهنئة على مصادقة الجمعية الوطنية مؤخرًا على مشروع القانون المتعلق بالنظام الأساسي للشرطة الوطنية، في خَطوة مهمة، نحو تحسين ظروف عمل الشرطة الوطنية، وضمانِ مسار ٍمهني محفِّز وواضح لمنسوبيها، ومواءمةِ أسلاكها مع أسلاك الأجهزة العسكرية، تحقيقا للإنصاف وتجسيدا للعدالة في الحقوق والواجبات.

و تأتى هذه النٌّقلة النوعية للقطاع، في وقت تتزايدُ فيه التحديات الأمنية، مع تطور الجريمة المنظمة، وتوسيعِ الروابط بين عصابات الإجرام، وتفاقُمِ جرائم المخدرات والجرائم الإلكترونية،عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت تهدد لُحمتنا الوطنية ونسيجَنا الاجتماعي، على حدّ سواء، ولا شك أن هذه الظواهر، إلى جانب تدفقِ؛ اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، بوتيرة غير مسبوقة، تضاعِفُ المسؤوليات الجسيمة التي تقع على عاتق شرطتنا الوطنية.

أيها الحضور الكريم:

أغتنم الفرصة لأعبّر لشرطتنا الوطنية عن امتناننا العميق ،متمنيا لها المزيد من التقدم والنجاح، ومجددا التزامنا المستمر بتطوير قدراتها ومسيرتها المهنية، بما يواكب متطلبات العصر ويعزز كفاءتها في مواجهة التحديات الأمنية المتجددة.

ختامًا، أسأل الله العلي القدير أن يحفظ وطننا العزيز، وأن يُديم علينا نعمة الأمن والاستقرار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته