تعرضت السيدة الأولى، الدكتورة مريم بنت الداه، لوعكة صحية مفاجئة، ولكن ما شهده ربوع الوطن من تعاطف واهتمام شعبي واسع من قبل المواطنين كان بمثابة شهادة حية على الأثر الطيب الذي تركته في قلوب الناس.
لم تكن هبة المواطنين وخاصة الضعفاء، مجرد تعاطف عابر، بل كان تفاعلًا عميقًا يعكس الجهود الخيرية والإنسانية التي بذلتها السيدة الأولى مريم  بنت الداه طوال مسيرتها في خدمة الفئات الضعيفة والمحرومة.
لقد كانت وما زالت السيدة مريم بنت الداه رمزًا للعطاء والعمل الخيري، حيث سخرت وقتها وجهدها لخدمة الأيتام والمحتاجين، من معوزين وأطفال توحد، والذين يجدون في دعمها مصدرًا للأمل.
لقد أثبتت الدكتورة مريم بنت الداه أن العمل الخيري لا يقف عند حدود معينة، بل يمتد ليشمل جميع جوانب الحياة، فبإيمانها العميق برسالتها الإنسانية، قدمت نموذجًا يحتذى به في العطاء والتفاني، فلم يكن عملها في المجال الخيري مجرد ظرف عابر كغيره، بل كان رسالة تعكس حبها للآخرين وحرصها على تحسين أوضاعهم.
بعد أن ألمت بها الوعكة الصحية التي استدعت إجراء عملية جراحية تكللت بالنجاح ولله الحمد في المملكة المغربية، تلا ذلك هبة شعبية وطنية اجتاحت جميع أنحاء البلاد، فقد تدفق الدعاء للسيدة الأولى من جميع أفراد الشعب، خاصة من فئات الضعفاء الذين اعتادوا على تلقي دعمها، وكانت هذه الدعوات بمثابة جزء من رد الجميل لها على ما قدمته طيلة السنوات الماضية من أعمال خيرية سخية، استهدفت تحسين أوضاع الفئات الأكثر حاجة.
تعد السيدة الأولى الدكتورة مريم بنت الداه، نموذجًا يحتذى به في مجال العطاء والعمل الخيري، فهي ليست فقط امرأة ذات مكانة سياسية واجتماعية وسيدة أولى في البلد، بل هي شخصية ملهمة سخرت نفسها وجهدها لخدمة الضعفاء والمحتاجين في مجتمعها، مؤلفة بذلك بين مختلف فئات المجتمع ومكوناته.
إن مما يجمع عليه المويتانيون بمختلف تنوعاتهم العرقية، بقويهم وضعيفهم، أن السيدة الأولى الدكتورة مريم بنت الداه مثال حي للإنسانية والعطاء، فقد استطاعت بفضل جهدها المتواصل في خدمة المجتمع أن تبني جسورًا من المحبة والاحترام مع الجميع، وهي اليوم تحصد تلك الثمار وتجنيها بعد أن أيْنَعتْ في صورة مجتمع يبتهل ويتضرع بدعوات مخلصة، سائلا المولى عز وجل الشفاء لها، تأكيدًا على عمق تأثيرها في قلوب مختلف فئات المجتمع.

نوح محمد محمود