منذ الليلة البارحة، وبعد إقدام مجرم على اقتحام منزل المدير الإداري والمالي لوزارة العدل، الشيخ المامون سعد بوه، في تفرغ زينه، والبعض يسعى لنشر الرعب في صفوف الناس من خلال توظيف الحادث المأساوي باعتباره ظاهرة باتت تعم مختلف أحياء العاصمة، متجاهلا أنها حالة معزولة قام بها شخص مختل عقليا ليس لديه أي دافع لاستهداف الضحية.

صحيح أن القضية تسلط الضوء على ضرورة الإسراع في جهود تقنين تواجد الأجانب، والتي بدأتها السلطات العمومية خلال الفترة الأخيرة مثل رقمنة الإقامة وتسجيل الأجانب، خاصة القادمين من دول الجوار الجنوبي والشرقي باعتبارهم يتزايدون باستمرار نظرا لرغبتهم في اتخاذ موريتانيا كنقطة عبور نحو ما يعتبرونه الفردوس الأوروبي.

وصحيح أيضا، أننا كمواطنين، لا زلنا نتعامل مع الأجنبي بحسن نية فنتخلى عن شروط تشغيله التي تتضمن التعاقد معه أمام جهة رسمية تصدر وثيقة تتضمن بياناته وبصمته ووثائقه الثبوتية... وحتى وضعه النفسي.

إن هذا الحادث، وغيره من الأحداث المأساوية التي تقع من حين لآخر، لا يبرر إطلاق حملة ترويع للآمنين، وتشكيك في قدرات سلطاتنا الأمنية التي تعتبر من أقوى الأجهزة الأمنية والاستخبارية في المنطقة.

كما أن مثل هذه الحوادث، التي تقع بشكل دائم في كل مدن العالم، يجب ألا تكون مطية للاستغلال السياسي الرخيص، حيث يسعى البعض لركوب كل الأمواج من أجل مآرب خاصة كلما قررت الدولة إنفاذ القانون وتحقيق العدالة، مهما كانت رتب وألقاب المتهمين.

شفى الله المدير الإداري والمالي لوزارة العدل، الشيخ المامون سعد بوه، وأعاده إلى بيته وعمله سالما معافى.

 

من صفحة المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء، إسماعيل ولد الرباني، على فيسبوك