قبل اللقاء المرتقب الذي سيجمع السلطات الموريتانية بالاتحاد الأوروبي منتصف السنة الجارية، من واجب الإعلام الوطني أن يتناول دور موريتانيا ومكانتها واهميتها في التوازنات السياسية والعسكرية الإقليمية وكذلك دورها في الأمن والاستقرار من خلال مقارباتها في مجال مكافحة الارهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية اللذان جعلا منها فاعلا في أمن واسقرار العالم .

ليست مزايدة إذا قلنا إن الدولة الموريتانية جزء أساسي من الأمن القومي الاوروبي لكونها من ضمن البوابات الرئيسية لأفريقيا مع أوروبا وما يترتب على ذلك من مخاطر تهدد أمنها واستقرار اقتصادها

وعلى هاذا الأساس يمكننا أن يجب ان نثمن دور موريتانيا وأهميتها بنسبة للاتحاد الأوروبي في
مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية
من خلال الاتفاقيات الموقعة مع المملكة الإسبانية ، التي شهدت علاقتها مع موريتانيا تطورا ملحوظا في الاونة الأخير في جميع مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي نتيجة لما تقوم به بعثتنا الدبلوماسية المعتمدة في المملكة الإسبانية با قيادة سعادة السفيرة الغاليه منت اعل سالم والتي تميزت با العديد من الزيارات المتبادلة كان من بينها زيارة فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني علي راسي وفد كبير شمل السيدة الاولي الدكتورة مريم محمد فاضل الداه وعدد من الوزراء و مجموعة كبير من رجال الأعمال

وكذلك زيارة الملكة الإسبانية ليتيسا اورتزا روكاسو لانو صحبة وفد كبير من المسؤولين الإسبان والعديد من الخباء في مجال التعاون

كما تبادل الزيارات بعد ذلك صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني مع الوزير الاول بيدرو صاشيز رفقة رئيسة مفوضية الأتحاد الأروبي أورسولا فون دير لان حيث تم توقيع العديد من اتفاقيات التعاون بين الطرفين

كما قامت سعادة السفيرة القاليه منت اعل سالم بتنسيق مع القنصلة العامه السيدة مريم منت أوفا والسلطات المحلية الكندري علي تحضير زيارة رئيس اقليم الجزر الكناري السيد فرناندو فيخو الذي يقوم يزيارة عمل حاليا علي رأس وفد يضم العديد من الشخصيات المهمة من الإقليم حيث اتفق مع السلطات الموريتانية علي تطوير علاقات الشراكة في عدة مجالات من بينها التكوين المهني والزراعة والبيئة والصيد البحري .

كما يحسب لموريتانيا دورها في محاربة الارهاب من خلال مقارباتها الامنية الناجحة

وعلي المستوي الإنساني تحتضن موريتانيا آلاف الاجئين الماليين على أرضها وتوفر لهم ظروف العيش الكريم وتلبية حاجياتهم منذ عقدين .

- ⁠دورها العسكري الحاسم في فرض الأمن بمنطقة الساحل ووقوفها ضد كل من يحاول زعزعة الامن فيها

- ⁠مساهمات جيشها المشرفة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في وسط أفريقيا منذ عشرة سنوات والذي تميز بإشادة وتوشيح من هيئة الأمم المتحدة

علاقاتها مع الاتحاد الأروبي الثابت و المتميزة بالنسبة لجميع دول الاتحاد المغاربي

- تبني مواقف معتدلة تحافظ علي مصالحها مع الأقطاب المتصارعة علي قيادة العلم

- علاقاته المتميزة و نفوذها على مستوى دول الخليج العربي
خاصة الإمارات ، السعودية ، قطر ، الكويت

ان مكانتها ونفوذها في أفريقيا قبل وبعد ترأس صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني لمنظمة الوحدة الافريقية الذي شكل تحولاً في مسارها السياسي حيث أصبحت عضو دائم G20 وحصلت على التمويلات الضرورية لنهوض با اقتصادها من قبل الدول المانحة وتم ترشيحها للعضوية في مجلس الأن الدولي بعد أن حظيت بدعم أغلب دول العالم

- ⁠موقعها الجيو_سياسي كا احدي البوابات الرئيسية لأوروبا وحلقة وصل بين أفريقيا والعالم العربي

- ⁠استقرارها الأمني والسياسي وتجربتها الديمقراطية النموذجية وما قامت به باعتراف المجتمع الدولي في مجال حقوق الإنسان واحترام الاتفاقيات ذات الصلة وكذلك حرية التعبير و الحكامة الرشيدة ومحاربة الفساد .

-اهمية موقعها الاستراتيجي بنسبة لأي مقاربة أمنية وعسكرية في المنطقة

تمتلك موريتانيا إمكانيات اقتصادية هائلة يمكن للاتحاد الأوروبي المساهمة في تطويرها و الاستفادة منها في إطار شراكة رابح رابح
أبرزها : الحديد ، الذهب ، السمك ،
فوسفات ، الغاز ، الهيدروجين الأخضر ، الزراعة ، الثروة الحيوانية ،

-إن وضعية موريتانيا الجيوسياسية ومصداقيتها الدولية تجعل منها اليوم الحليف المفضل لأوروبا دون منازع .
وفي هذا السياق يتعين على موريتانيا تقديم مشاريع استراتيجية كبرى الاتحاد الأوروبي تساهم في تقوية اقتصادها في المجالات الحيوية

- العمل على جعل موريتانيا قوة عسكرية ضاربة يحسب لها حسابها و تشكل رادعا قويا في المنطقة من اجل خلق توازنات حيث يتم التركيز على البنية التحتية العسكرية مثل المطارات الاستراتجية ووسائل الاتصال وتزويد القوات المسلحة با المعدات الحديثة و كذلك التكوين العسكري بما في ذلك دعم الكليات العسكرية باحدث الأدوات وتزويد القوات الجوية بطايرات مقاتلة على مستوي ما هو موجود في المنطقة .
يمكن أن يتصور البعض أننا نبالغ في المطالب لكن من يدرك دورنا ومكانتنا اليوم وأهميتنا بنسبة للأمن القومي الأوروبي وأهميتنا الاقتصادية والجيوسياسية سيدرك ما نقول وسيفهم بأنه منصفاً

ومن هاذا المنطلق نرجو من الحكومة أن ترفع سقف طموحها لأن المرحلة التي يمر بيها العالم تملي على اوروبا أن تجد "شريكا" مثلنا في وقت لا يوجد فيه منافس يتوفر على ما نتوفر عليه و بالتالي يجب أن ندرك ذلك وأن يكون طموحنا يتناسب مع أهميتنا ودورنا .

* محمد ولد كربالي
عضو المجلس الوطني لحزب الإنصاف