في خطوة تعتبر من بين أذكى وأهم القرارات السياسية في تاريخ موريتانيا المعاصر، اختار رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الأستاذ موسى أفال لتولي مهمة التنسيق للحوار الوطني الذي يُعتبر أداة أساسية لخروج البلاد من أزماتها السياسية والاجتماعية المستمرة. 
إن اختيار الرئيس للأستاذ موسى أفال لم يكن محض صدفة، بل هو نتيجة للرصيد الكبير من النزاهة والصدقية التي يتمتع بها الرجل باعتباره أبرز الشخصيات الوطنية المشهود لها بالكفاءة والإخلاص لوطنه.
1- انتماء موسى أفال إلى جماعة الكادحين..
 ينتمي موسى أفال إلى جماعة الكادحين الذين تبنوا خطابًا معتدلاً طوال فترة نشأة الدولة الموريتانية وحتى اليوم، فمع بداية الاستقلال وبناء الدولة، كان الكادحون يشكلون تيارًا يسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة، بعيدًا عن التعصب والتطرف. 
2- الصدق والنزاهة سمة موسى أفال البارزة..
 يشهد الكثيرون للأستاذ موسى أفال بصدقه الكبير ونزاهته التي أصبحت سمة من سماته الشخصية، فلطالما كان الرجل معروفًا بوفائه لمبادئه، وباتت ثقافة الصدق في العمل والمواقف جزءًا لا يتجزأ من شخصيته. 
لقد استطاع أن يكون موضع ثقة من جميع أطياف المجتمع الموريتاني، وجاء اختياره لهذا المنصب في وقت حساس ليؤكد على التزامه العميق بمصلحة الوطن.
3- مدرسة أبي تلميت وجيل التأسيس..
ينحدر الأستاذ موسى أفال من مدرسة أبي تلميت التي كانت ولا تزال منبعًا هامًا للعديد من النخب الوطنية التي تميزت بالاستقامة والروح الوطنية العالية، حيث وضعت بصماتها في تاريخ موريتانيا، وكانت سباقة في تبني قيم الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
4- رؤية رئيس الجمهورية في الخروج من أتون الصراعات..
من خلال اختياره للأستاذ موسى أفال، يظهر رئيس الجمهورية نظرة ثاقبة ورؤية استراتيجية تهدف إلى إخراج موريتانيا من أتون الصراعات التي عصفت بها لأكثر من أربعة عقود، فبفضل قدرات موسى أفال القيادية وحكمته السياسية، أصبح من الممكن التطلع إلى حوار وطني حقيقي قادر على لم شمل الشعب الموريتاني بكل فئاته، وفتح أفق جديد للتعاون والتفاهم بين جميع الأطراف السياسية والاجتماعية.
لقد جاء هذا الاختيار في وقت يمر فيه البلد بتحديات كبيرة تتطلب من الجميع التكاتف والتعاون، وهو بلا شك القادر على تجسيد حلم موريتانيا في حل نقاط الحوار العالقة منذ عقود، لتصبح بلدًا مستقرًا ومزدهرًا يعمه السلام والوحدة.

 

نوح محمد محمود كاتب صحفي .