باكو / تقرير منجد جادو موفد شبكة فلسطين الاخبارية PNN لمؤتمر المناخ العالمي COP 29.

مع تواصل فعاليات المناخ في اسبوعه الثاني وسعي التجمعات الدولية لمتابعة واقع التغيير المناخي كل في قارته ومجموعته حيث تفصل تقارير الخبراء الواقع الدولي ومن بينها تقارير الواقع في المنطقة العربية التي اظهرت انها من اكثر المناطق تاثرا بالتغيير المناخي باشكال مختلفة.

وبحسب التقارير الصادرة عن منظمات الامم المتحدة ومؤسسات دولية مثل الاتحاد من اجل المتوسط تعنى بالمناخ الى ان التغير المناخي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتزايد حيث يظهر بمزيد من ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض كميات الامطار وزيادة الجفاف والتصحر وانعكاسات ذلك على الزراعة.

وبحسب هذه التقارير فان التغير المناخي يضيف ضغطًا كبيرًا على الموارد المائية والزراعية النادرة بالأصل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأمر الذي يهدد الأمن القومي والاستقرار السياسي في جميع البلدان المشمولة.

اشكال من التغيير المناخي

خلال فعاليات مؤتمر المناخ تحدثت شبكة فلسطين الاخبارية PNN مع مجموعة من المسؤولين والخبراء العرب حول اشكال التغيير المناخي الذي تعاني منه المنطقة العربية والذين بينوا اشكال واسباب التغيير المناخي وانعكاساته على المجتمعات العربية واهمية العمل المشترك من اجل حماية مستقبل الاجيال العربية.

في مركز الجامعة العربية خلال فعاليات مؤتمر المناخ الذي شهد لقاءات ومحاضرات وفعاليات متعددة التقت PNN الدكتور محمود فتح الله مدير دائرة البيئة والارصاد الجوية في جامعة الدول العربية حيث قال في معرض اجاباته على اسئلة الشبكة ان هناك اسباب عديدة تدفع الى حدوث تغيير بالمناخ بشكل متسارع في المنطقة العربية وهي حوض البحر المتوسط وشمال افريقيا والمغرب العربي والخليج العربي رغم انها ليست من الدول الصناعية راجع الى ان جزء كبير منها هو انها صحراء بطبيعتها اضافة لزيادة نسبة التصحر ونقص المياه نتيجة قلة الامطار.

ويضيف الدكتور فتح الله ان ما يفاقم تدهور التغيير المناخي ايضا هو ان المنطقة العربية منطقة حروب وصراعات حيث تفاقم هذه الصراعات ازمة المناخ نتيجة توجه الدول للتسلح بدل زيادة سعيها لحماية المناخ.

ومن العوامل الاخرى لاشكال تغيير المناخ في المنطقة العربية بحسب فتح الله التغيرات الشديدة في درجات الحرارة، والتغيرات في مستوى سطح البحر، والتحول في أنماط هطول الأمطار، وزيادة وتيرة حدوث الظواهر الجوية المتطرفة بعضًا من الآثار الرئيسية للتغير المناخي.

وقال فتح الله تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معرضة بشكل خاص لمثل هذه التأثيرات بسبب بيئتها الجافة وشبه القاحلة، وتواجه تحديات مناخية عديدة، كتراجع المعدل السنوي للهطول المطري وارتفاع درجات الحرارة وجفاف التربة.

من ناحيته يقول الدكتور محمد عبد المنعم وهو احد اعضاء مجموعة خبراء تغيير المناخ على البحر المتوسط ان هناك اشكال بدات تظهر على المناخ في المنطقة نتيجة اسباب طبيعية او اسياب تتعلق بالحروب عموما التي تزيد من معاناة الناس الناجمة عن التغيير المناخي ليس في المنطقة العربية لوحدها بل في كل العالم .

واكد الدكتور عبد المنعم ان الحروب تزيد من معاناة الناس حيث تتعرض منازلهم للقصف وتؤدي الحروب لانهيار البنية التحتية وحدوث الفيضانات و تدمير البنى التحتية وتلوث المياه الجوفية وتلوثها بمياه الصرف الصحي وبالتالي اذا كانت هذه البلدان والاقاليم تعاني من انخفاض المياه والامطار يحدث زيادة في المعاناة الناجمة تن الحروب التي تسرع انعكاسات التغييرات المناخية.

مثال على التغييرات المناخية في سلطنة عمان

من ناحيته يقول الدكتور د. علي بن عبيد العلوي مدير دائرة الابحاث الزراعية في وزارة الزراعة بسلطنة عمان في حديث مع شبكة PNN على هامش فعاليات قمة المناخ العالمية المنعقدة في عاصمة اذربيجان باكو ان اشكال التغيير المناخي في  دول المنطقة العربية متعددة ومن هذه الدول سلطنة عمان التي تعاني منذ سنوات من انخفاض معدلات الامطار.

واشار العلوي ان هناك ظواهر جديدة متزايدة في مياه سلطنة عمان مثل ظاهرة الاعاصير التي اثرت وانعكست على القطاع الزراعي حيث اثرت على قطاع الزراعة ومربي الثروة الحيوانية و ادت لحدوث الفيضانات واشتداد الرياح التي اثرت على الممتلكات مثل تدمير البيوت المحمية والاشجار الزراعية وهذه الامور لها انعكاساتها المتعددة على الانسان العربي عموما والعماني خصوصا.

جهود عربية منفصلة وفردية للدول لمواجهة التغيير المناخي

وعن الجهود العربية لمواجهة التغيير المناخي وانعكاساته السلبية على الاجيال العربية يقول الدكتور العلوي ان سلطنة عمان تسعى لعمل عربي مشترك لكنها حاليا تبذل جهود كبيرة بشكل فردي لمواجهة التغيرات المناخية منها السعي لحماية  القطاع الزراعي عبر انشاء المزيد من السدود للحفاظ على المياه موضحا وجود نحو  ١٨٧ سد منها ما هو سدود للحماية ومنها سدود للتغذية الجوفية.

كما اشار  مدير دائرة الابحاث الزراعية في وزارة الزراعة بسلطنة عمان الى وجود جهود من بلاده من اجل استغلال مياه الصرف الصحي المعالجة في ري المزروعات العلفية كونها الاكثر استهلاكا للمياه .

اما الدكتور محمود فتح الله مدير دائرة البيئة والارصاد الجوية في جامعة الدول العربية يشير الى وجود جهد عربي لمواجهة هذا الواقع من خلال سياسات تقوم على اساسين هي التخفيف من اثار التغيير المناخي والتكيف مع هذا التغيير.

و فيما يتعلق بالتكيف يقول الدكتور فتح الله ان الدول العربية غير مسؤولة عن التلوث الناجم عن الانبعاثات الكربونية الضخمة في العالم حيث لا تتعدى نسبة الانبعاثات الكربونية عربيا عن المستوى العالمي ٣ الى ٤ بالمئة وهي نسب قليلة اذا ما قورنت مع الارقام العالمية لكن اثار التغيير المناخي ظاهر بشكل اكبر على المنطقة العربية.

و فيما يتعلق بالتخفيف يشير الدكتور فتح الله الى اهمية تنفيذ مشاريع ضخمة لاستخدام الطاقة المتجددة وتدوير الكربون وغيرها لكن العائق حتى الان هو توفر الامكانيات.

واكد المسؤول في جامعة الدول العربية ان هناك دراسات لمؤسسات عربية متخصصة في مجال التكيف لتعزيز الزراعة ومكافحة التصحر حيث تسعى مؤسسات متخصصة في التمويل لتمويل مشاريع في هذا المجال.

العقبات المالية والاقتصادية

ويوضح الدكتور فتح الله ان هناك مشكلة اخرى في الجهود العربية  لمواجهة التغير المناخي وهي المشكلة الكبرى التي تتمثل بالحصول على التمويل موضحا ان الجامعة العربية تعمل الجامعة العربية مع هيئة الامم المتحدة للمناخ وعدد من المؤسسات الدولية لوضع استراتيجية مالية عربية تركز على التمويل وبناء القدرات ونقل التكنلوجيا والتي تعتبر مهمة لجميع الدول معربا عن الامل في تكاتف وتوحيد الجهود والامكانيات لتحقيق خطة عربية موحدة و واضحة لمواجهة التغيير المناخي.

وعودة للحروب واثرها الغير مباشر على التغيير المناخي يقول المسؤول في جامعة الدول العربية ان ما يحول دون استغلال الموارد المالية للمنطقة العربية هذه الصراعات المسلحة الدي ادت لجعل المناخ و البيئة والمناخ في اخر سلم اولويات الدول العربية حيث يتم تركيز التمويل على الالة العسكرية  التي تدمر وتخرب وتؤذي البيئة و هذه احدى القضايا التي تسهم في تدهور المناخ عربيا.

وفي هذا الاطار يقول الدكتور عبد المنعم احد خبراء تغيير المناخ واثاره على البحر المتوسط ان ما يجري في غزة من حرب وتدمير والتي اوردتها تقارير الامم المتحدة ومحطات التلفزة تظهر اثار الحروب المباشرة على التغيير المناخي.

مراقبون : الجهود العربية غير كافية

وفي تعليقها على الجهود العربية تقول الصحفية المتخصصة بمجال المناخ وحماية البيئة الصحفية سوزان بعقليني انه لا يوجد جهد عربي كافي لمواجهة التغيير المناخي حيث ان الجهد العربي الغير كافي ياتي في اطار الجهد الاممي الغير كافي ايضا وهو ما نشهده هنا في فعاليات قمة المناخ التاسعة والعشرين.

واضافت بعقليني ان التغيير اصبح تحصيل حاصل في البلدان العربية مؤكدة ان الصراعات والحروب تزيد وتفاقم الازمة ويضاف الى ذلك الازمات الاقتصادية وعدم توفر الامكانيات مما يؤخر المنطقة العربية في مواجهة وتعديل اثار التغيير المناخي وهو ما جعلها اكثر تضررا.

مبادرات وخطط لمواجهة التغير المناخي

المتحدثون من مسؤولين وخبراء عرب حول التغيير المناخي حذروا من تجاهل ما تعانيه البيئة العربية واكدوا اهمية توحيد الجهود وتطوير مبادرات متعددة من اجل مواجهة هذا التغير.

يقول الدكتور العلوي ان هناك مبادرات عربية واقليمية خلاقة مثل مبادرة المملكة العربية السعودية وهي مبادرة بعنوان الشرق الاوسط الاخضر لاستزراع خمسين مليار شجرة حيث ستقوم المملكة بزراعة ١٠ مليار شجرة في السنوات القادمة فيما ستقوم الدول العربية الاخرى بزراعة اربعين مليار شجرة اخرى.

ويقول الدكتور فتح الله ان هناك جهود عربية تبذل لمواجهة تغيير المناخ على اكثر من صعيد رغم صعوبة الموقف والانقسامات العربية وقلة الموارد.

اما سوزان بعقليني صحفية متخصصة في مجال البيئة فتقول ان المطلوب ان يتم تغيير نمط الحياة على اكثر من مستوى وصعيد للتخفيف من الانبعاثات من اجل التاخير في الضرر الذي يؤدي لتغيير المناخ.

واكدت ان هناك مبادرات و جهد في مجال الطاقة النظيفة وهو امر مهم جدا لكن هذا يحدث في الدول الغنية والتي يتوفر فيها النفط وهذا يحدث فروقات في معالجة اثار التغيير المناخي بين دولة واخرى.

الدكتور محمد عبد المنعم وباعتباره خبير دولي في مجال البيئة يقول انه يجب ان ناخذ نماذج ايجابية مشيرا الى ان الاردن تحاول وتبذل جهود للتعامل مع متغيرات المناخ بطريقة ذكية جدا وكيف انها تعاني ازمة المياه نتيجة قلة الامطار والجفاف لكنها استطاعت ادارة الازمة وهذا يعتبر نموذج لدول في المنطقة والعالم.

كما تشير بعقليني الى وجود مشكلة اخرى وهي عدم وجود وعي كافي لدى المجتمعات العربية في مواجهة اثار التغيير منا يفاقم المشكلة.

وتختم بعقليني الصحفية متخصصة في مجال البيئة حديثها بان كل ما سبق يؤكد عدم كفاية الجهود العربية لمواجهة التغيير المناخي.

و يؤكد الخبراء والمسؤولون العرب أن الظروف المناخية تتفاقم نتيجة التغييرات الحاصلة مناخيا ومن المتوقع ان تصبح بعض اجزاء الشرق الاوسط وشمال افريقيا مناطق غير صالحة للسكن بحلول العام 2100 في حال لم يتم وضع الخطط المناسبة عربيا لمواجهة كافة اشكال تغييرات المناخ فيما يظهر التباين بالاراء حول الجهود الحاصلة ازمة حقيقية تزيد المشكلة مشاكل اضافية.