رام الله /PNN / تواجه بلدية سلواد العديد من التحديات المالية واللوجستية، إضافة إلى الضغط الناتج عن الاحتلال والمصادرة المستمرة للأراضي. لكن رغم هذه الصعوبات، تسعى البلدية لتحقيق تطورات ملموسة في مجالات الصحة، الطرقات، والنفايات من خلال التعاون مع الجهات المحلية والدولية.

قضية الصرف الصحي: أزمة تمويلية مستمرة

وأكد رئيس بلدية سلواد، رائد نمر حامد، أن قضية الصرف الصحي في البلدة تعتبر واحدة من أهم القضايا التي تواجهها، حيث ترتبط أساسًا بمشكلة التمويل، موضحا "كانت هناك محاولات لإقامة محطة تنقية للمياه العادمة في منطقة وادي البلاط، والتي تخدم أراضي سلواد، ولكن المشروع تأخر، على الرغم من تخصيص 20 مليون دولار من الحكومة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي قبل عامين، لكن لم يتم تنفيذ المشروع حتى الآن بسبب التعثرات السياسية والمالية".

الديون الحكومية وتأثيرها على تنفيذ المشاريع

وأوضح حامد خلال برنامج ساعة رمل الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش "أن بلدية سلواد تعاني من ضعف الدعم الحكومي"، مؤكداً: "حيث لم تتلق البلدية أي مشاريع جديدة منذ عامين، كما أن هناك ديونًا على وزارة المالية تبلغ حوالي 4 مليون شيكل، والتي تُعيق تنفيذ المشاريع الضرورية، في حين أن المبالغ التي تحصل عليها البلدية من الحكومة لا تتجاوز 150 ألف شيكل سنويًا، مما يضعف قدرة البلدية على تنفيذ خططها التنموية".

المكب العشوائي: أزمة مستمرة مع الاحتلال

وأشار حامد إلى أن بلدة سلواد تعاني من أزمة كبيرة في إدارة النفايات، حيث لا يوجد مكب خاص للبلدية، مضيفاً: "يتم إنتاج نحو 25 إلى 30 طنًا من النفايات يوميًا، ينجم عنها مشاكل عدة جراء تراكمها بسبب الاحتلال الذي يمنع البلدية من استخدام أراضٍ لتأسيس مكب قانوني، وفي آب الماضي، صادرت قوات الاحتلال سيارة جمع النفايات الخاصة بالبلدية، مما زاد من تعقيد المشكلة".

تحديات الطرقات والتضاريس الصعبة

ولفت حامد الى أن الطرقات والشوارع تعد من أكبر التحديات في سلواد، حيث تعاني البلدة من تضاريس جبلية صعبة تجعل عملية تعبيد الشوارع مكلفة ومعقدة، ورغم ذلك، نجحت البلدية في تعبيد حوالي 4 كيلومترات من الطرقات خلال عامين، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تم تنفيذها بتمويل ذاتي.
وتابع "لا تزال هناك حاجة ملحة لتعبيد المزيد من الشوارع في البلدة، وهو ما يتطلب تمويلًا ضخمًا لتنفيذها"

الواقع الصحي: تقدم ملحوظ في الخدمات

وحول الواقع الصحفي في البلدة، أوضح حامد ان البلدية "نجحت بالتعاون مع وزارة الصحة في افتتاح مركز طوارئ يعمل على مدار الساعة".
وأضاف حامد "يعتبر هذا المركز خطوة كبيرة نحو تحسين الخدمات الصحية في البلدة، وهو يخدم سكان سلواد والقرى المجاورة، وقد بلغت تكلفة المشروع حوالي 600 ألف دولار، ويعد من الإنجازات الهامة في القطاع الصحي المحلي".

مشاريع جديدة لتحسين الخدمات:

وأكد حامد أن بلدية سلواد تسعى إلى تنفيذ المزيد من المشاريع لتحسين الحياة اليومية للسكان.

وأضاف حامد "من أبرز المشاريع التي تعمل عليها البلدية هو افتتاح مركز للداخلية لتسهيل معاملات المواطنين، إضافة إلى توقيع اتفاقيات مع وزارة النقل لإنشاء دائرة سير محلية تم تمويلها من تبرعات أبناء سلواد في الولايات المتحدة، وهي ستساهم في تخفيف معاناة المواطنين الذين يضطرون للسفر إلى رام الله لإنجاز معاملاتهم".

الشباب: أمل البلدة في المستقبل

وعن واقع الشباب في البلدة قال نم إنه "رغم عزوف الشباب عن المشاركة في الأنشطة المجتمعية، فان البلدية تسعى لتفعيل دورهم من خلال برامج وأنشطة ثقافية ورياضية".
وأضاف "تم إنشاء نادي شبابي رياضي ثقافي، والذي يحتاج إلى مزيد من التفعيل لاستقطاب المزيد من الشباب. كما تعمل البلدية على إنشاء حدائق ومرافق ترفيهية للأطفال والشباب لتوفير بيئة صحية ملائمة للعب والترفيه."


ديون المواطنين وتأثيرها على المشاريع

وحول الواقع المالي للبلدية، قال حامد ان بلدية سلواد تواجه مشكلة أخرى تتمثل في ديون المواطنين التي تقدر بحوالي 3 مليون شيكل، ما يعيق قدرة البلدية على تنفيذ مشاريعها، وهي ناجمة عن جراء عدم انتظام المواطنين في دفع المستحقات ما يزيد من تعقيد الأمور المالية للبلدية، ويؤثر على قدرتها على توفير الخدمات الأساسية.

الاحتلال: أكبر التحديات التي تواجه سلواد

وأكد حامد أن سياسة الاحتلال تعد أحد أبرز العوائق أمام تنمية سلواد، وهو الذي صادر أكثر من 2000 دونم من أراضي البلدة، بالإضافة إلى مصادرة أراضٍ أخرى لصالح الشارع الالتفافي رقم 60.
وأضاف " أن المشكلة الأكبر تكمن في الأراضي التي تقع بالقرب من المستوطنات والتي يُمنع الاقتراب منها أو استخدامها"، لافتا ان هذه السياسات تضع ضغوطًا كبيرة على السكان وتعرقل خطط التنمية في البلدة.

التعاون مع المجتمع المحلي: أمل في التغيير

وعن العلاقة مع المجتمع المحلي، قال حامد إنه رغم التحديات الكبيرة، فإن بلدية سلواد تبذل جهودًا حثيثة للتعاون مع المجتمع المحلي لتنفيذ مشاريع تحسن الحياة اليومية، وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها المجتمع، لا تزال هناك أمل في تحقيق التغيير من خلال تعزيز المشاركة المجتمعية ودعم المانحين المحليين والدوليين.