بيت لحم /PNN / للعام السادس على التوالي، أطلقت "تكية عايدة" التابعة لجمعية الرواد للثقافة والفنون أعمالها الخيرية في اليوم الأول من شهر رمضان، مستأنفة دورها الإنساني والإغاثي في تقديم وجبات الإفطار الساخنة للصائمين في مخيم عايدة والمناطق المجاورة في محافظة بيت لحم، في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعصف بالفلسطينيين تحت الحصار والتهجير القسري والعدوان المستمر على المخيمات والمدن الفلسطينية .

وتستهدف التكية هذا العام تقديم أكثر من 1000 وجبة يوميًا، ليصل مجموع ما سيتم توزيعه حتى نهاية الشهر الفضيل إلى أكثر من 30 ألف وجبة، في محاولة لتخفيف العبء عن الأسر التي تعاني الفقر والتهميش، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تفاقمت جراء العدوان المستمر على الضفة الغربية وقطاع غزة، وما خلفه من تداعيات على الوضع المعيشي للأهالي.

و تحت شعار #لباب_بيتك، تواصل التكية عملها من خلال إيصال وجبات الإفطار الساخنة مباشرة إلى منازل العائلات ، بما يضمن حفظ كرامتهم وتوفير وجبات مغذية تقيهم مشقة البحث عن الطعام في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والقيود المفروضة على الحركة.

ومنذ ساعات الصباح الأولى لليوم الأول من رمضان، بدأ الطهاة والمتطوعون في التكية بإعداد الوجبات لتوزيعها قبل موعد الإفطار على العائلات المتعففة والمهمشة التي لطالما كانت التكية سندًا لها خلال الأعوام الخمسة الماضية. ووسط أجواء يسودها التكافل والتضامن، يشارك عشرات المتطوعين في عمليات التحضير والتوزيع، حاملين معهم روح العطاء الذي يميز أهل المخيم، في تأكيد على أن "كلنا في المخيم بيت واحد".

احتياجات متزايدة وسط ظروف قاسية

تستمر التكية في تقديم خدماتها وسط واقع اقتصادي صعب، حيث يعاني سكان المخيم والمناطق المحيطة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وشح الموارد الأساسية، مما جعل الحاجة إلى مثل هذه المبادرات أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. ومع استمرار الأوضاع المتأزمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، يجد آلاف المواطنين في التكية طوق نجاة يوفر لهم وجبات كريمة تساهم في التخفيف من معاناتهم اليومية.

جهود مجتمعية مستمرة لتوسيع الدعم

تسعى جمعية الرواد إلى توسيع نطاق العمل وزيادة عدد الوجبات المقدمة، لتشمل أكبر عدد ممكن من الأسر التي باتت تعتمد على التكية كمصدر رئيسي للإفطار خلال الشهر الكريم.

رسالة أمل وصمود

في ظل التحديات القاسية التي يواجهها الفلسطينيون، تواصل "تكية عايدة" عملها كرمز للصمود والتكافل الاجتماعي، لتؤكد أن رمضان ليس مجرد شهر للصيام، بل هو شهر تتجسد فيه معاني الرحمة والتضامن، حيث تمتد الأيادي البيضاء لتخفيف معاناة الآخرين، وتصل رسالة الأمل والمحبة إلى كل بيت يحتاجها.