الداخل المحتل / PNN - طالب وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الأحد، بـ"فتح أبواب الجحيم بسرعة وبقوة" على غزة، معلنا تأييده قرار الحكومة وقف المساعدات الإنسانية عن القطاع، فيما تواصل أصوات من الداخل الإسرائيلي المطالبة بإتمام الاتفاق.

وصباح اليوم الأحد، قررت الحكومة الإسرائيلية وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عقب ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس، وسط مماطلة تلك أبيب ببدء مفاوضات المرحلة الثانية.

وقال سموتريتش في تدوينة بحسابه على منصة إكس: "القرار الذي اتخذناه بوقف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كامل حتى يتم تدمير حماس أو استسلامها بالكامل وإعادة جميع مختطفينا هو خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح".

ووصف القرار بأنه "عتبة أبواب الجحيم"، مضيفا: "الآن علينا أن نفتح هذه الأبواب بأسرع ما يمكن وبقوة ضد العدو القاسي، حتى تحقيق النصر المطلق. لقد بقينا في الحكومة للاهتمام بهذا الأمر"، وفق تعبيره.

ولاقت خطوة الحكومة الإسرائيلية بوقف المساعدات لغزة ترحيبا داخل أوساط اليمين المتطرف، حيث قال وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير علىحسابة بمنصة  إكس: "أرحب بقرار وقف المساعدات الإنسانية إذا تم تنفيذه. لقد تم اتخاذ القرار أخيرا – أن تأتي متأخر أفضل من ألا تأتي أبدا".

وأضاف: "ينبغي أن تظل هذه السياسة سارية حتى عودة آخر مختطف. الآن هو الوقت المناسب لفتح أبواب الجحيم، وقطع الكهرباء والمياه، والعودة إلى الحرب".

ومضى بن غفير الذي استقال من منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي احتجاجا على التوقيع على صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس: " الأهم من ذلك - عدم الاكتفاء بنصف المختطفين، بل العودة إلى مهلة الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب - (بإطلاق سرح) جميع المختطفين على الفور وإلا فإن الجحيم سوف يُفتح على غزة".

وفي وقت سابق الأحد، قال مكتب نتنياهو في بيان على منصة "إكس": "مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة المختطفين، وفي ضوء رفض حماس قبول مخطط ويتكوف لمواصلة المحادثات ـ الذي وافقت عليه إسرائيل ـ قرر رئيس الوزراء أنه ابتداء من صباح اليوم (الأحد) سيتوقف دخول كل البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة".

وقوبل موقف نتنياهو بانتقاد شديد وهجوم من قبل أهالي الأسرى وسياسيين حيث قال زعيم حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي المعارض يائر غولان، إن حكومة نتنياهو تهربت من المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة.

واعتبر في مقابلة أجرتها معه الأحد صحيفة "معاريف" العبرية، أن نهاية الحرب كارثة سياسية بالنسبة لنتنياهو الذي قال إنه "يفضل مصالحه السياسية على حياة الجنود والأسرى".

وفي السياق، تظاهر مئات الإسرائيليين، صباح الأحد، أمام منازل 8 وزراء ومسؤولين بالائتلاف الحاكم مطالبين باستكمال صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، واحتجوا على مماطلة اسرائيل في الدخول بمفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.

أما حماس، فقالت في تعليقها على البيان الإسرائيلي، إن قرار نتنياهو وقف المساعدات الإنسانية يعد "ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق".

ودعت الوسطاء والمجتمع الدولي إلى "التحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة".

وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

ويعرقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك، إذ كان يريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.

فيما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.