الداخل المحتل / PNN - حذر محللون إسرائيليون اليوم، الإثنين، من عواقب خطوات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في الأيام الأخيرة، بدعم من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وأشاروا إلى أن مواقف ترامب الحالية يمكن أن تتغير وفقا لمصالحه.
وحسب المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، فإن ترامب وفقا لمنتقديه يسعى إلى إقامة "تحالف الفتوة"، الذي يضم ترامب والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني، شي جين بينغ، بهدف تقاسم مناطق التأثير في العالم بينهم. "بوتين يسيطر على أوكرانيا، وليتوانيا ولاتفيا وبولندا. وشي يحتل تايوان. وترامب يحصل على غرينلاند. وأحزاب فاشية تسيطر على أوروبا وتندمج بسهولة في القارة التي فيها بوتين وترامب هما حليفان".
وأضاف برنياع أن "هذا عالم بإمكان إسرائيل أيضا الاندماج فيه. فهو عالم يحترم القوة، والقوة حاليا بأيدينا؛ ويحترم السيطرة على أراض، والأراضي حاليا بأيدينا؛ وهو يشمئز من القيم الديمقراطية القديمة، ومن حقوق الإنسان والمعاناة الإنسانية، ومن العدالة والقانون، وهذا الاشمئزاز بأيدينا حاليا".
وأشار إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تسمح لنفسها بتنفيذ خطوات لم يكن سيفكر فيها أحد في فترات ولاية رؤساء أميركيين سابقين ديمقراطيين وجمهوريين. والقائمة طويلة: خرق الاتفاق الذي وقعت عليه في إطار صفقة المخطوفين؛ الاستيلاء على نقاط داخل الأراضي السورية والإعلان عن أننا سنبقى فيها إلى الأبد؛ التهديد علنا بالتدخل في المواجهة النظام السوري والدروز في بلدة جرمانا، قرب دمشق، بينما كلا الجانبين رفضا التدخل الإسرائيلي؛ السيطرة على نقاط داخل الأراضي اللبنانية، خلافا لاتفاق وقف إطلاق النار؛ طرد آلاف السكان من مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، في المناطق A، والإيعاز للجيش بالاستيطان؛ منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة؛ التنكر من المرحلة الثانية في المفاوضات والتخلي عن 59 مخطوفا، أحياء وأمواتا".
ورأى برنياع أنه "قد يكون هذا مجديا في المدى القصير، وطالما أن ترامب يدعم إسرائيل فإنها تتمتع بحصانة. لكن، مثلما تعلم زيلينسكي على جلده، فإن دعم ترامب هو مسألة مراوغة. وأقدر أنه عندما شاهد توبيخ زيلينسكي في البيت الأبيض تقرقر بطن نتنياهو. فقبل عدة أسابيع جلس على المقعد نفسه. وعندما لا تكون هناك قيم مشتركة، تكون الخيانة سهلة. وربما لهذا السبب يسارع نتنياهو في فرض وقائع على الأرض، من غزة حتى نابلس وإلى سورية حتى لبنان. فمن يدري كيف سيكون مزاج أكبر أصدقاء إسرائيل غدا".
وفيما أعلن نتنياهو، أمس، أن إسرائيل وافقت على مقترح المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، بخصوص تبادل أسرى، وأن حماس رفضت هذا المقترح، رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن الحقيقة هي أن "إسرائيل تخرق اتفاق المخطوفين، لم تنسحب من محور فيلادلفيا، وتراجعت عن التزامها بوقف القتال وليست مستعدة للدخول إلى المرحلة الثانية من الصفقة".
وتوقع هرئيل أن يثير منع دخول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة انتقادات دولية كبيرة ضدها، خاصة أن إعلان إسرائيل عن ذلك جاء في بداية شهر رمضان. "والادعاء سيكون أن إسرائيل تمارس تجويع متعمد بحق المواطنين في القطاع".
وأشار إلى أن ويتكوف يدعم خطوات نتنياهو من خلال مقترح جديد ومريح لإسرائيل، يقضي بتمديد وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، وأن ينتهي في 19 نيسان/أبريل. والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين في دفعتين، بحيث تنفذ الأولى في بداية فترة تنفيذ المقترح، والثانية في نهايتها، وبالمقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين. وأعلنت حماس عن رفضها لهذا المقترح.
واعتبر هرئيل أنه إذا أصرت حماس على رفضها، وكذلك استمرار الدعم الأميركي لنتنياهو، فإنه "من شأن ذلك أن يؤدي إلى استئناف الحرب. وهذا سيحدث على حساب المخطوفين، الذين سيحكم على قسم منهم بمكوث متواصل في الأنفاق وعلى آخرين بالتضحية بهم وموتهم، إلى جانب الجنود الإسرائيليين الذين سيقتلون خلال هجوم جديد، وفيما من الواضح أن حماس استغلت فترة وقف إطلاق النار من أجل تنظيم نفسها في الدفاع".
وأضاف أن "حكومة نتنياهو تتصرف بشكل مغامر نوعا ما، في جميع الجبهات، لأن رئيسها يشعر أن بإمكانه السماح لنفسه بذلك. وهي لا تتخوف من شن هجمات والسيطرة على مناطق جديدة، ولفترة غير محدودة حاليا"، بزعم "الدفاع عن مصالحنا الأمنية".
وتابع هرئيل أن "السؤال الذي يتعالى هو ماذا يقول خرق إسرائيل لالتزاماتها لدول المنطقة حول التزامات إسرائيل؟ وذلك في الوقت الذي استوفت فيه حماس معظم شروط الاتفاق معها".
ولفت هرئيل إلى أن "التطلعات الإمبريالية التي أشعلها ترامب لدى نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين لا تتلاءم مع أمر آخر، وهو أن الجيش الإسرائيلي بكل بساطة أصغر من عبء المهمات والجبهات التي تؤخذ بالحسبان الآن. ومن يتسلى بأفكار حول السيطرة على مزيد من المناطق واستئناف الحرب في جبهات أخرى، يجدر به التفكير بالقيود التي يفرضها حجم قوات الجيش الإسرائيلي. وتنقص الجيش قوات بحجم لواءين، بعد القتلى والمصابين والمتضررين نفسيا خلال أشهر الحرب الـ16. وذلك قبل أن نبدأ بالتحدث عن الأزمة الهائلة في وحدات الاحتياط. ومن يسعى إلى شن حروب جديدة، يفضل أن يستوضح قبل ذلك إذا كان الجيش والجمهور يدعمونه".