أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة المحاصر، اليوم الإثنين، مقتل 20 شخصا على الأقل من "عصابات لصوص شاحنات المساعدات" خلال عملية أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية في مدينة رفح، جنوبي القطاع.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تلغرام"

وقال مصدر في الوزارة، فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح لوكالة "فرانس برس": "قتل أكثر من عشرين من عصابات لصوص شاحنات المساعدات في عملية أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع لجان عشائرية".

وأشار إلى أن "الأجهزة الأمنية رصدت اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال" التي اتهمها "بتغطية أعمال العصابات وتوجيه مهامها وتوفير غطاء أمني لها من قبل ضباط الشاباك (جهاز الأمن العام الإسرائيلي)".

وشدد على أن "الأجهزة الأمنية ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص... العملية الأمنية اليوم لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل أمني موسع".

وذكر شهود عيان أن "عناصر أمن حماس داهموا مجموعة من اللصوص شرق مدينة رفح. وقع إطلاق نار عنيف، وسقط عشرات بين قتلى وجرحى".

من جانبه أكد مصدر في المستشفى الأوروبي، شرق المدينة، وصول 15 جثة لثلاجة الموتى بعد الحادثة. وأفاد المصدر في وزارة الداخلية في غزة أن الحملة "تهدف للقضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات التي أثرت بشكل كبير على المجتمع وتسببت في بوادر مجاعة جنوب قطاع غزة".

وعلى صلة، قالت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة إن نحو 100 شاحنة محملة بالطعام تعرضت لعملية نهب باستخدام العنف يوم السبت الماضي، بعد دخولها إلى قطاع غزة، في واحدة من أسوأ الخسائر في العمل الإغاثي خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع حيث يتفاقم الجوع.

وذكرت المسؤولة بالطوارئ في وكالة الأونروا، لويز ووتريدج، أن القافلة المحملة بالمواد الغذائية من الوكالة وبرنامج الأغذية العالمي تلقت أمرا دون فترة إعداد كافية من إسرائيل بالدخول عبر طريق غير معتاد من معبر كرم أبو سالم.

وتأكيد ووتريدج على تنسيق الوكالات الأممية مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل إدخال قوافل المساعدات، إلى جانب إشارتها إلى أن إسرائيل أصدرت أوامر بمرور القوافل عبر طريق غير معتاد، يُبرز احتمالية وجود تنسيق بين عصابات اللصوص وسلطات الاحتلال.

وأضافت المسؤولة الأممية أن 98 شاحنة تعرضت للهجوم من أصل 109 في القافلة وإن بعض عمال النقل أُصيبوا، دون أن توضح الجهة التي نفذت هذا الكمين. وقالت ووتريدج "هذه (الواقعة) تسلط الضوء على شدة التحديات التي تعوق إدخال المساعدات إلى جنوب ووسط غزة".

وتابعت "ليست هناك أي مبالغة في مدى شدة الأزمة. وبدون التدخل الفوري، من المتوقع أن يتفاقم النقص الحاد في الغذاء، مما يهدد حياة أكثر من مليوني شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة".

وأكد متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي عملية النهب، وقال إن عددا كبيرا من الطرق في غزة صار غير صالح للاستخدام حاليا بسبب مشكلات أمنية. وقال مسؤول إغاثة في الأمم المتحدة يوم الجمعة إن دخول المساعدات إلى غزة وصل إلى أدنى مستوياته، وأصبح إيصالها إلى أجزاء من شمال القطاع المحاصر مستحيلا تقريبا.