يتعامل لبنان "بإيجابية كبيرة" إزاء مقترح أميركي لوقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل ويعمل على صياغة "ملاحظات نهائية" قبل نقل الرد إلى الجانب الأميركي، كما أفاد مصدر رسمي مطلع على الاتصالات، الإثنين.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تلغرام"

ومنذ تكثيف إسرائيل غاراتها على معاقل حزب الله في جنوب وشرق لبنان وفي الضاحية الجنوبية لبيروت في 23 أيلول/ سبتمبر، باءت الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بالفشل.

وتقود فرنسا والولايات المتحدة الأميركية جهود وقف إطلاق النار؛ وقال المصدر الرسمي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، الإثنين، "يمكن القول إننا قطعنا شوطا كبيرا"، مضيفا أن "التوجه إيجابي ولبنان يتعاطى بإيجابية كبيرة مع المقترح".

وأوضح المصدر "نحن نضع ملاحظاتنا النهائية على الصياغة الأميركية" وقال مصدر حكومي آخر، "ننتظر قدوم (المبعوث الأميركي الخاص عاموس) هوكشتاين، لبحث بعض النقاط العالقة معه"، علما بأن هوكشتاين قد يصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت، الثلاثاء.

ولاحقا الإثنين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة عرضت "مقترحات على كل من الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية"، وشدد على أنه "لقد رد الطرفان على المقترحات التي قدّمناها".

وأوضح في تصريح للصحافيين "جرى تبادل للأفكار" حول آلية "التطبيق الكامل للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي نعتبر أنه يصب في مصلحة الجميع"، مؤكدا أن واشنطن "ملتزمة في هذه العملية".

بدوره، أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، في تصريحات صحافية، أن زيارة هوكشتاين إلى بيروت في موعدها، الثلاثاء، مستغربًا كل ما أشيع عن إلغائها وتسبب في "تبديد التفاؤل الذي ساد الأجواء الإيجابية التي يبنى عليها لتقديم الحل السياسي على الخيار العسكري".

ويتولى نبيه بري عملية التفاوض نيابة عن لبنان، وأفادت مصادر مطلعة بأن حزب الله أبلغ بري بملاحظاته على مسودة المقترح الأميركي. وتشمل أبرز الملاحظات طلب ضمانات دولية، وخاصة أميركية، تلتزم بموجبها إسرائيل بتنفيذ الاتفاق، مع التأكيد على توفير هذه الضمانات من قبل كل من إدارة جو بايدن والإدارة القادمة برئاسة دونالد ترامب.

وشدد بري على أن الزيارة في موعدها وأن هوكشتاين سيتسلم الرد اللبناني على المبادرة الأميركية لوقف إطلاق النار؛ في المقابل، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن واشنطن أطلعت تل أبيب على تفاصيل زيارة هوكشتاين الوشيكة إلى لبنان.

وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن زيارة هوكشتاين إلى بيروت تقررت بعد أن "حصل على توضيحات (إيجابية) تسمح بالتقدم نحو توقيع اتفاق" على وقف إطلاق النار لإنهاء العدوان الإسرائيلي المتصاعد على لبنان.

في موازاة ذلك، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الإثنين، إن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضد حزب الله حتى في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وذلك خلال خطاب له أمام الهيئة العامة للكنيست.

وقال نتنياهو إن الشروط الأساسية لإسرائيل لوقف إطلاق النار في لبنان هي "إبعاد حزب الله عن الحدود، والحفاظ على حرية عمل إسرائيل (في لبنان)، وإغلاق خط أنابيب الأكسجين (خطوط الإمداد) عبر الحدود السورية لمنع التسلح في المستقبل".

والجمعة، قال مسؤول رفض الكشف عن اسمه إنّ السفيرة الأميركية، ليزا جونسون، التقت يوم الخميس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مضيفا أنّها عرضت "مقترحا أميركيا من 13 نقطة".

وأشار إلى أنّ "بري طلب مهلة ثلاثة أيام" لدرس المقترح.

ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن المقترح الأميركي، غير أنّه أوضح أنّه "في حال تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، فإنّ الولايات المتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان"، مضيفا أنّه "سيكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما وسيبدأ لبنان بنشر الجيش على الحدود".

من جانبه، أفاد مصدر حكومي آخر، الجمعة، بأنّ "الصياغة المقترحة ناتجة من آخر لقاء بين بري وهوكشتاين حصل خلاله تفاهم على خارطة طريق لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701".

وأشار المصدر الحكومي نفسه إلى أن لبنان سيعارض اتفاقا يعطي إسرائيل حرية في تنفيذ عمليات ضد حزب الله في لبنان. ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر مقربة من بري أن "المقترح الأميركي الأخير أخذ بكثيرٍ من الملاحظات اللبنانية".

وأضافت أنه "كما بات معروفا فإنّ المسودة لا تتضمن أي نوع من حرية الحركة لجيش الاحتلال في لبنان، الأمر الذي كنّا نعارضه ونعتبره مسّا بالسيادة الوطنية، كما لا تتضمن بند نشر قوات من حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو غيرها في لبنان، والنقاش هو حول لجنة الإشراف على تنفيذ القرار 1701".