قُتلت مربية فيما أُصيب 39 آخرون، بينهم طفل، بجراح حرجة، فيما أُصيب معظمهم بجراح طفيفة، إثر سقوط صاروخ أُطلق من لبنان، بشكل مباشر على منزل في مدينة شفاعمرو، مساء الإثنين.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وأفادت مصادر محلية بأنّ القتيلة، هي المربية صفاء قط (عواد) من شفاعمرو، وتبلغ من العمر 51 عاما، فيما أُصيب طفل في الرابعة من عمره بجراح حرجة.

وفي وقت متأخر من مساء الإثنين، أعلنت مشفى بحيفا، استقبال "39 مصابا من شفاعمرو، بينهم 8 أطفال"، مشيرة إلى أن "إصاباتهم طفيفة، والبعض سيخضع للمراقبة".

وذكرت مشفى "رمبام" في مدينة حيفا، أنه "تم نقل 30 مصابا إلى المستشفى، أصيبوا نتيجة القصف في شفاعمرو".

المربية صفاء قط (عواد)

وأشارت المشفى إلى أن "من بينهم امرأة تبلغ من العمر 41 عاما (التي أُقرّت وفاتها) وطفل يبلغ من العمر 4 أعوام، تم نقلهما إلى غرفة الصدمات (عقب إصابتيهما الحرجتيْن)".

وأكدت المشفى أن من بين المصابين، "سيدة حامل تم تحويلها للمراقبة، والبقية مصابون بجروح طفيفة، وبهالهَلع، وبينهم أطفال في غرفة الطوارئ وغرفة الطوارئ الخاصّة بالأطفال".

رئيس البلدية: لا ملاجئ بحيّ "الفوّار"... قررنا التحوُّل للتعليم عن بُعد

وفي حديث لـ"عرب 48"، قال رئيس بلدية شفاعمرو، ناهض خازن، إن "شفاعمرو حزينة لهذا الفقد المفجع للمربية صفاء قط - عواد"، مشيرا إلى أن المدينة "فقدت قبل عدة أسابيع أمًّا وابنها، عدا عن إصابة سبعة شفاعمريين نرجو لهم الشفاء العاجل".

وأضاف خازن: "شفاعمرو اليوم وخاصة منطقة البلدة القديمة، وأطراف البلد كحيّ الفوّار مثلا، لا تتوفر بها ملاجئ".

وقال إن "عددا من البيوت قد تضرّرت"، مضيفا: "نحن في بلدية شفاعمرو نتوجه لعائلات البيوت المتضررة؛ أنه في حال أرادوا التوجه لفنادق، فنحن مستعدّون لكلّ أمر".

وأضاف: "في لقاء طارئ مع جميع مديري الأقسام في بلدية شفاعمرو، قرّرنا أن يتحوّل التعليم في شفاعمرو عبر تقنية ’زوم’ (تعليم عن بُعد)، وبخاصة أن شفاعمرو تعيش وضعا غير آمن".

وذكر أنه "تم الإعلان عن تشكيل غرفة طوارئ، بجميع المتطلّبات من دعم نفسيّ، ودعم بالأمور اللوجستيّة".

"حدث جلَل"... منازل لـ3 معلمات من المدرسة تعرّضت لأضرار

من جانبها، قالت مديرة مدرسة "الفوار"، المربية علا عنبتاوي، والتي تواجدت في موقع سقوط الصاروخ لـ"عرب 48": "زميلتي المرحومة صفاء سكنت حيّ الفوار، وربطتها علاقة حبّ وانتماء تجاه طلاّب المدرسة، الذين هم جيرانها، وأبناء الحيّ ذاته".

وذكرت أن "صفاء تحلّت بالقيم الانسانية، وتميّزت بعطائها ومهنيتها في التعامُل مع الطلاب والأهالي وزملائها في المدرسة"، مشيرة إلى أن المدينة "تفقد إنسانة سبّاقة في عمل الخير، وشجاعة".

وتابعت: "نحن أمام حدث جلل؛ فُقدان مربية، وإصابة ابنها، وهو طالب في الصفّ الخامس في مدرستنا".

وأضافت عنبتاوي: "لحقت الأضرار بمنازل تعود لثلاث معلمات من حيّ الفوار واللاتي يعملن في المدرسة، نرجو الشفاء للمصابين، وللمرحومة صفاء الرحمة".

وفي ما يتعلّق بالتعليم في المدرسة عقب الفاجعة، ذكرت عنبتاوي أنه "لا يوجد تعليم غدا، بل سنعقد جلسة عبر ’زوم’ مع الطاقم التدريسي والإداري للمدرسة، حتى نستوعب الحدث، ثم لنتمكن من دعم الطلاب والأهالي".

قبل ذلك، أعلنت طواقم طبية وصلت إلى المكان، إصابة 6 أشخاص، لفتت إلى أن من بينهم امرأة مصابة بجراح حرجة، كانت فاقدة للوعي، تمّ إقرار وفاتها، بعيد وقت وجيز من إصابتها؛ علما بأن القتيلة كانت تتواجد في منطقة آمنة، حينما أصاب الصاروخ المكان الذي تواجدت بداخله.

وقدّ تعرّض الغديد من المصابين، لإصابات إثر تحطُّم زجاج، عقب سقوط الصاروخ.

وذكرت الشرطة في بيان، أن "صواريخ سقطت على شفاعمرو، أدت إلى دمار كبير وإصابات"، مضيفة أن قوّاتها "تعمل بقيادة نائب قائد لواء الشمال، على إخلاء المصابين والبحث تحت الأنقاض".

وطالبت الأهالي "تجنّب الوصول إلى المناطق المتضرّرة، لعدم إعاقة عمليات الطوارئ".

بدوره، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه "في ساعات المساء، تمّ إطلاق نحو خمسة صواريخ من لبنان باتجاه مناطق في الجليل الأعلى ووسط الجليل".

ووفقًا له، فقد تم تفعيل الإنذارات بين الساعة 18:27(السادسة و27 دقيقة) و18:28، و"تم تنفيذ محاولات لاعتراض الصواريخ. ورغم تلك المحاولات، تم رصد سقوط عدد من الصواريخ في المنطقة".

7 ضحايا عرب جراء قذائف وشظايا صاروخية

وبمقتل ضحية القصف الإثنين، وصل عدد المواطنين العرب الذين قُتلوا بسبب سقوط صواريخ أُطلقت من لبنان، أو شظايا اعتراضية؛ إلى 7، منذ بدء الحرب.

ونهاية الشهر الماضي، قُتلت امرأة وابنها، جرّاء شظايا صاروخية سقطت بقربها، أثناء قطفهما الزيتون قرب شفاعمرو.

وكان 4 مواطنين عرب آخرين قد قُتلوا، جرّاء صواريخ اعتراضية وسقوط قذائف وشظايا صاروخية أطلقت من لبنان منذ بدء التصعيد والقصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله.

وفي 9 آب/ أغسطس، توفي الشاب ميخائيل سمارة من كفر ياسيف متأثرا بإصابته بشظايا صاروخ اعتراض إسرائيلي جنوب نهريا.

وفي 25 تشرين الأول/ أكتوبر، قتل الشاب حسن علي سواعد من بلدة البعنة والشابة أرجوان عبد الحليم مناع من بلدة مجد الكروم جراء سقوط شظايا صاروخية على محل تجاري في مجد الكروم.

وفي 29 تشرين الأول/ أكتوبر، قتل الشاب محمد ياسر قيطان نعيم من ترشيحا إثر سقوط مباشر لقذيفة صاروخية وشظايا بينما كان في طريقه إلى الملجأ للاحتماء.