يعيش أهالي سخنين كسائر المواطنين العرب في منطقة الجليل، شمالي البلاد، حالة من القلق منذ اندلاع الحرب على لبنان، إذ دوّت صافرات الإنذار في المدينة 22 مرة لغاية اليوم، ولحسن الحظ لم تسقط في المدينة صواريخ حتى الآن، غير أن الخوف الشديد ينتاب سكان البلدة القديمة على وجه الخصوص، والتي تنعدم فيها الغرف الآمنة والملاجئ، ولا يتوفر في سخنين أي ملجأ عمومي، بينما يوجد في مدينة كرميئيل القريبة 126 ملجأ عموميا.
ويعاني نحو 75% من سكان البلدة القديمة في سخنين من عدم توفر غرف آمنة أو ملاجئ في بيوتهم أو ملاجئ عمومية كحل بديل.
وقال أحد سكان سخنين، ساعد زبيدات، لـ"عرب 48" إنه "نسكن هنا في منطقة البلدة القديمة، بيتي لا يتوفر فيه أي ملجأ وفي حال أصاب صاروخ المنزل فكله معرض للخطر وحياتنا جميعا في خطر".
وأضاف أنه "لدي ابنة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يتوفر حل أبدا لجميع السكان هنا حيث طالبنا بوضع غرفة آمنة متنقلة، ولكن لم يتوفر حتى اليوم أي حل، وكافة البيوت في المنطقة بدون ملاجئ وليس لنا أي حل سوى التوكل على الله".
وتطرق منذر شعبان في حديثه لـ"عرب 48" عن صعوبة الوضع في البلدة القديمة، وقال "أسكن هنا في البلدة القديمة ولا يتوفر أي مكان للجوء إليه عند سماع دوي صافرة الإنذار".
وتابع شعبان "نحن تحت رحمة الله، إما أن نقف تحت الدرج أو البحث عن المكان الأكثر أمانا، حسب توجيه الجبهة الداخلية. لدينا أطفال صغار، وحالة الخوف هنا دائمة خاصة الخوف على الأطفال، إنها تسيطر على الجميع هنا".
وقال أحمد حسون من سكان وسط البلدة القديمة في سخنين، لـ"عرب 48" إن "الأهل جميعا في هذا الحي يمرون بحالة خوف. في بيتي هناك ملجأ، ولكن الحي بالكامل بدون ملاجئ لأن هذه البيوت بُنيت منذ أمد بعيد وهي قديمة جدا".
ووصف ما يحدث عند انطلاق صافرات الإنذار "عندما تدوي صافرات الإنذار يأتي أخوتي وأبنائي، بحثا عن ملاذ آمن. للأسف الحرب مستمرة ونحن معرضون للخطر".
وقال مسؤول الأمان في بلدية سخنين، هشام أبو ريا، لـ"عرب 48" إنه "لغاية اليوم ليس لدينا أي إصابة مباشرة نتيجة سقوط الصواريخ. منذ اندلاع الحرب دوت صافرات الإنذار 22 مرة في المدينة، ولكن فقط في حالتين كان لدينا سقوط شظايا ولحسن الحظ لم يسجل وقوع إصابات وإنما بعض الأضرار المادية الطفيفة للسيارات، وبعض حالات الهلع. معظم ما سقط في مدينة سخنين حتى اليوم هو شظايا في مناطق مفتوحة".
وعن عدم توفر ملاجئ، قال إن "مشكلة عدم توفر ملاجئ هي مشكلة عامة في المجتمع العربي وليست مشكلة مدينة سخنين لوحدها. تقريبا لا توجد بلدة عربية توفر ملاجئ ومعظم السكان يتوجهون في مثل هذه الحالات للملاجئ في المؤسسات العامة التابعة للسلطة المحلية، أو إلى الغرف الآمنة المتنقلة، ونحن حصلنا على 9 غرف آمنة متنقلة ووزعناها على مناطق تمكن من استمرارية سير الحياة اليومية مثل المصارف والعيادات لكي نضمن استمرارية لسير الحياة اليومية في المدينة".
وتطرق أبو ريا إلى طلاب المدارس في هذه الأيام العصيبة، مؤكدا أنه "لدينا 11200 طالب وطالبة في مختلف المراحل العمرية، وجميع الطلاب يدرسون في أماكن توفر حماية وملاجئ. في البداية كنا نواجه صعوبات، ولكن اليوم هناك إدراك لدى الأهالي أن الطلاب يدرسون في مناطق آمنة وقد تكون أكثر أمانا من بيوتهم، وكذلك هناك وعي أعمق لدى السكان بالحاجة للدخول إلى الغرف الآمنة عند دوي صافرات الإنذار. كنا نعاني في بداية الحرب من خروج الناس للتصوير من خلال الشرفات واليوم نلاحظ أن الظاهرة اختفت لأن الوعي ازداد وأيضا بسبب وقوع إصابات عينية في البلدات العربية القريبة".
اقرأ/ي أيضًا | عكا القديمة: الكساد الاقتصادي يهدد مصير السوق
اقرأ/ي أيضًا | حيفا: وادي النسناس بلا متسوقين والمحلات التجارية فارغة