أعلنت محامية جزائريّة رفع شكويّين ضدّ الكاتب الجزائريّ-الفرنسيّ كمال داوود وزوجته الطبيبة النفسيّة بتهمة استخدام قصّة إحدى مريضاتها في رواية "حوريّات" الّتي نال عنها أخيرًا جائزة غونكور الأدبيّة العريقة في باريس.
وقالت المحامية فاطمة بن براهم "بمجرّد صدور الكتاب تقدّمنا بشكويّين ضدّ كلّ من كمال داود وزوجته عائشة دحدوح الطبيبة العقليّة الّتي عالجت الضحيّة" سعادة عربان، والّتي ظهرت في قناة جزائريّة تتّهم الكاتب باستغلال قصّتها في الرواية من دون إذن منها.
وأضافت المحامية "الشكوى الأولى باسم المنظّمة الوطنيّة لضحايا الإرهاب"، و"الثانية باسم الضحيّة"، مشيرة إلى أنّ المدّعين لم ينتظروا فوز الكتاب بجائزة غونكور أوائل الشهر الحاليّ لتقديم الشكوى، وإنّما فعلوا ذلك مباشرة بعد صدور الكتاب في آب/أغسطس.
وأوضحت فاطمة بن براهم "تقدّمنا بالشكويّين أمام محكمة وهران، مكان إقامة كمال داود وزوجته، بعد أيّام من صدور الكتاب، لكنّنا لم نرد الحديث عنهما حتّى لا يقال إنّنا نشوّش على ترشيح الكاتب للجائزة".
وأكّدت المحامية المعروفة في الجزائر أنّ موضوع الشكويّين يتعلّق بـ "إفشاء السرّ المهنيّ، فالطبيبة أعطت كلّ ملفّ مريضتها لزوجها، وكذلك قذف ضحايا الإرهاب ومخالفة قانون المصالحة الوطنيّة" الّذي يمنع نشر أيّ شيء عن فترة الحرب الأهليّة في الجزائر بين 1992 و2002.
وقبل أيّام، ظهرت سعادة عربان في قناة تلفزيونيّة محلّيّة لتؤكّد أنّ قصّة رواية "حوريّات" تروي نجاتها من الموت بعد تعرّضها لمحاولة قتل ذبحًا على يد مسلّحين.
ولم يردّ الكاتب كمال داود على هذه الاتّهامات، لكنّ دار "غاليمار" الفرنسيّة الناشرة لأعماله ندّدت الاثنين "بحملات تشهير عنيفة مدبّرة من النظام الجزائريّ" ضدّ الكاتب منذ صدور روايته وفوزها بأكبر جائزة أدبيّة في فرنسا.
وقال أنطوان غاليمار في بيان "في حين أنّ رواية حوريّات مستوحاة من أحداث مأسويّة وقعت في الجزائر خلال الحرب الأهليّة في التسعينيّات، إلّا أنّ حبكتها وشخصيّاتها وبطلتها خياليّة بحتة".
وأضاف رئيس دار النشر "بعد منع الكتّاب ودار النشر من المشاركة في معرض الجزائر للكتاب" خلال الشهر الحاليّ، "جاء الآن دور زوجته (وهي طبيبة نفسيّة) الّتي لم تزوّد (زوجها الكاتب) بتاتًا بأيّ مصدر لصياغة الحوريّات، ليمسّ بنزاهتها المهنيّة".
وتحكي الرواية الّتي بعض أحداثها في وهران قصّة شابّة فقدت القدرة على الكلام بعد تعرّضها لمحاولة قتل ذبحًا في 31 كانون الأوّل/ديسمبر 1999، خلال الحرب الأهلية الّتي أسفرت عن 200 ألف قتيل بحسب أرقام رسميّة.