أطلقت جمعية كيان - تنظيم نسوي، اليوم الأحد، "حملة 16 يوما للقضاء على العنف ضد المرأة #مش_شايفينا".
وقالت الجمعية "بأيّ وجه يعود إلينا اليوم العالميّ للقضاء على العنف ضدّ المرأة بعد أن حصدت حرب الإبادة عشرات آلاف الغزّيات والغزّيين؟ شاهدنا على مرّ أكثر من سنة كيف خذل العالم بحكوماته ومؤسّساته ومواثيقه ومعاهداته نساء فلسطين، اللواتي استشهدن بالآلاف، وثكلن أطفالهنّ وأحباءهنّ وتشرّدن وخسرنَ كل شيء، فيما يتفرّج المجتمع الدولي ويتكرّم علينا بالشعارات الخاوية بين الفينة والأخرى".
وأضافت أن "هذا اليوم هو اليوم الأول في حملة 16 يوما للقضاء على العنف ضدّ المرأة. وهي الحملة العالميّة التي تديرها جمعيّة كيان - تنظيم نسويّ في البلاد منذ سنوات طويلة، وتطلقها كلّ سنة بالتعاون مع منتدى جسور النسائي القطري، ضمن جهودها الجارية على مدار السنة لرفع الوعي ومناهضة العنف والتمييز ضدّ النساء. وتولي الجمعيّة للحملة أهميّة كبرى لكونها حملة عالميّة تكثّف خلالها المدافعات عن المرأة وحقوقها جهودهنّ حول العالم، لرفع الوعي بقضايا النساء والسعي للحدّ من العنف ضدّهن. أمّا في هذا العام فتأتينا الحملة العالميّة على شكل سائحة عابرة تلقي بشعاراتها الرنّانة عن المساواة الجندريّة فوق أخبار وصور الركام والأشلاء. فكيف نستقبلها؟! قرّرنا أن نجري الحملة كما في كلّ سنة، على أن يسلّط موضوع الحملة الضوء على النفاق وازدواجيّة المعايير في تعامل ما يسمّى بالمجتمع الدولي والنسوي مع النساء الفلسطينيّات، والذي يتلخّص بالتواطؤ مع الإبادة المنهجيّة المستمرّة".
وأشارت إلى أنه "ليس سرّا أن المرأة الفلسطينيّة تشهد منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي أشكالا ومستويات غير مسبوقة من العنف، على مرأى ومسمع العالم أجمع. ومع أن الانتهاكات لحقوق الفلسطينيّات خارج غزّة، تبدو خفيفة إذا ما قورنت بما يجري لنساء غزّة، لا بدّ أن نذكّر بالهجمة العنصريّة الشرسة والمستمرّة على المجتمع الفلسطينيّ في الضفّة وفي الداخل، منذ بدء حرب الإبادة، والتي أسفرت عن اعتقال الآلاف على خلفيّة المواقف الوطنيّة الإنسانيّة والمنشورات التي تعبّر عن الرأي السياسيّ. منذ بداية الحرب اعتقلت إسرائيل بشكل تعسّفي النساء الفلسطينيّات بحجج واهية وبأعداد غير مسبوقة".
وأكدت أن "حملتنا هذه السنة ستسلّط الضوء على غزّة التي أرادوا لنا أن نسكت عنها، وعلى أشكال العنف والتمييز العديدة ضدّ مجتمعنا؛ كسياسة تكميم الأفواه والحرب التي تشنّ على هويّتنا وإنسانيّتنا وكلّ ما يعبّر عنها، وسقوط النسبة الأكبر من ضحايا الصواريخ في بلداتنا المحرومة من الحدّ الأدنى من الحماية والمساحات الآمنة، وتواطؤ السلطات مع الإجرام المنظّم الذي ضاعف عدد ضحاياه في آخر سنتين، وجرائم قتل النساء المتفاقمة عاما بعد عام".
وختمت "كيان" بالقول إنه "نكرّر مطالبتنا للقائمين على حملة 16 يوما العالميّة ومثيلاتها بالالتفات إلى نساء فلسطين وتسليط أضواء العالم على الإبادة التي حلّت بهنّ. كذلك الأمر نساء السودان والمناطق المنكوبة بالحروب في الجنوب العالميّ. لا يتعارض ذلك مع أهميّة مناهضة العنف ضدّ النساء في كلّ العالم. بل نؤكّد على أن المناهضة الصادقة للعنف الذكوريّ تحتاج إلى تشريعات وتغييرات سياسيّة واتّخاذ خطوات فعليّة لحماية النساء. فلا جدوى ترجى من الفعاليّات التي تحييها بعض الحكومات والجهات التجاريّة التي تستغلّ الحملة كلّ سنة لتسويق نفسها، بينما لا تساهم هذه الجهات في توفير حلول جذريّة للنساء المعنّفات والمهدّدات".