يشكو المواطنون العرب في حيفا من عدم توفر الملاجئ والغرف الآمنة في أحيائهم وحاراتهم في ظل التصعيد الخطير والمستمر في الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، ويخشى سكان حي الحليصة، على وجه الخصوص، من سقوط الصواريخ وشظاياها، إذ يعاني الحي من إهمال وتهميش منذ عقود، وبعض أبنيته القديمة آيل للسقوط.
يدخل أهالي الحليصة في حالة خوف وقلق مع دوي كل صافرة إنذار، إذ لا تتوفر الملاجئ لتؤويهم عند سقوط القذائف والشظايا الصاروخية، ومنهم من يحاول الاختباء في المناطق الآمنة في المنزل بعيدًا عن النوافذ وبالقرب من أدراج البنايات.
وكانت حيفا قد تعرضت، أمس الأحد، لقصف صاروخي، ما أسفر عن أضرار في عدد من المنازل والسيارات.
وقالت الناشطة المجتمعة، سحر أبو العلا، لـ"عرب 48" إن "الأوضاع في حيفا حقيقةً صعبة وتحديدًا في الأحياء العربية عموما وحي الحليصة خصوصا، وهو يفتقر لوسائل الحماية والأماكن الآمنة في ظل الحرب والتصعيد المتواصل".
وأضافت: "أنا أم لأربعة أبناء، نشعر بعدم الأمان في ظل انعدام وسائل الحماية عندما يتم تفعيل صافرات الإنذار في المدينة، ولا تتوفر أماكن آمنة ومحصنة هنا لنحتمي بها".
وأكدت أبو العلا أن "المباني التي نسكن بها قديمة وتحديدًا في حي الحليصة، حيث أن البناية السكنية التي نسكنها بُنيت منذ أكثر من 70 عامًا، والبناء بات هشا، وتنعدم فيه الغرف الآمنة، وهذا ينطبق على معظم المباني في الحي".
وعن الأماكن التي يحتمي بها الأهالي في الأحياء العربية في حيفا عندما يتم تفعيل صافرات الإنذار في المدينة، أوضحت أنه "عندما نسمع دوي صافرات الإنذار نحاول الاحتماء في أي مكان نعتقد أنه يحمينا من الصواريخ، نختبئ تحت الدرج في البناية التي نسكن بها، وهناك من كبار السن الذين لا يجدون ولا يستطيعون التحرك بسرعة نحو الأماكن الآمنة، ومن الضروري تأمين مكان آمن لهم".
وختمت أبو العلا بالقول إن "بلدية حيفا تهمل المواطنين العرب والأحياء العربية، وهي لا توفر ملاجئ في الأحياء العربية كتلك التي في الأحياء اليهودية، وهذا دليل واضح على التمييز العنصري الذي تنتهجه البلدية في تعامها مع المواطنين العرب".
وقال الشاب هادي بيومي لـ"عرب 48" إن "تخوفات كثيرة يعيشها المواطنون العرب في مدينة حيفا في أعقاب القصف المتواصل للصواريخ وسقوط قذائف وشظايا في المنطقة".
وأكد أن "شوارع حي الحليصة في المدينة فارغة ولا يقصدها المواطنون خشية سقوط صواريخ في أعقاب التصعيد الخطير أمس الأحد، ومشاهد الدمار في عدد من البنايات والشقق السكنية جراء سقوط صواريخ وشظايا عمقت حالة الخوف والقلق بين الأهالي".
وختم بيومي بالقول إن "حي الحليصة الذي يسكنه عدد كبير من المواطنين العرب، لا تتوفر فيه ملاجئ وغرف آمنة بشكل كاف للمواطنين، وبلدية حيفا تهمل الحليصة، وهذا التمييز يضع حياة المواطنين العرب في دائرة الخطر ويهددهم، لذلك المطلوب زيادة عدد الملاجئ والغرف الآمنة في حي الحليصة والأحياء العربية الأخرى بمدينة حيفا".
اقرأ/ي أيضًا | حيفا: وادي النسناس بلا متسوقين والمحلات التجارية فارغة