صادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، على خطط عسكرية في لبنان في حال انهيار تسوية بين الجانبين يجري التفاوض حولها، وفي حال تم التوصل إلى اتفاق تسوية كهذه و"خرقه" حزب الله، وفي كلتا الحالتين ستدرس إسرائيل استمرار التوغل البري في لبنان، حسبما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية اليوم، الإثنين.
وأضافت القناة أن القوات الإسرائيلية المتوغلة في جنوب لبنان عملت في الأيام الأخيرة في منطقة تبعد 6 كيلومترات عن الحدود، بادعاء تدمير آلاف القذائف الصاروخية ومئات المنصات لإطلاقها.
وطالب هليفي خلال لقائه في نهاية الأسبوع الماضي مع قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي (سنتكوم)، مايكل كوريلا، بأن يشمل اتفاقا مع لبنان أن يجمع الجيش اللبناني، بإشراف قوات أميركية، كافة الأسلحة الموجودة جنوب نهر الليطاني.
وحسب القناة، فإن انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان سيتم بموجب "مدى جدية عمل الجيش اللبناني"، وأنه طالما أن إسرائيل لا تقتنع بأن "الجيش اللبناني يعمل بصورة جيدة"، لن تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان.
وأضافت أن التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي هي أن "محاولات خرق الاتفاق ستصل سريعا، ولذلك سترد إسرائيل بسرعة".
إلا أن المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، رسم صورة مختلفة، اليوم، لوضع الحرب على لبنان، وأشار إلى أن حزب الله بات يطلق في الأيام الأخيرة أكثر من 200 قذيفة صاروخية يوميا على مناطق واسعة تمتد من شمال إسرائيل إلى وسطها، وتسجيل إصابات وأضرار.
واعتبر أن تكثيف إطلاق القذائف الصاروخية يأتي بهدف الانتقام من محاولة اغتيال القيادي في حزب الله، أبو علي حيدر، أول من أمس؛ واستغلال الأحوال الجوية الشتوية التي تضع مصاعب أمام عمليات سلاح الجو الإسرائيلي؛ وسعي حزب الله إلى ترسيخ معادلة بموجبها أن الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت تقابل بإطلاق قذائف صاروخية على وسط إسرائيل؛ "وربما أيضا تسجيل إنجازات إدراكية أخيرة، كلما تقدمت المفاوضات حول وقف إطلاق نار إلى نهاية إيجابية".
وأشار هرئيل إلى أن "الحياة في شمال البلاد لا تزال معرقلة بالكامل، وتعطيلها اليومي يمتد باتجاه وسط البلاد. وفيما تعلن الحكومة عن انتصارات وتتباهى بإنجازات الجيش الإسرائيلي، فإن شعور المواطنين بالأمن الشخصي يتقوض مرة أخرى بشكل كبير".
وأضاف أن "حقيقة أن سلاح الجو يلحق أضرارا بالقصف على بيروت والبقاع اللبناني هو عزاء لأشخاص قليلين وحسب"، وشددت على أنه "في هذه الأثناء لا يبدو أنه توجد خطوة عسكرية حاسمة ستجعل حزب الله والحكومة اللبنانية يسرعان إلى اتفاق".
وتابع أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإنه سيكون انطلاقا من "اعتبار إستراتيجي بارد، خاصة من جانب إيران، المعنية بتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة قبيل دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد شهرين".
ووفقا لهرئيل، فإن "ادعاء الجيش الإسرائيلي هو أنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق، بدعم أميركي، وأن ضلوع الولايات المتحدة في دعمها للجيش اللبناني وكمشرفة على تنفيذ الاتفاق، سيساعد على استقرار الوضع على طول الحدود".