أكّدت تقارير عديدة، بينها تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية، الإثنين، اقتراب التوصُّل إلى وقف لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيليّ وحزب الله في لبنان.
ويتضمن الاتفاق المقترح وقفًا لإطلاق النار يستمر لمدة 60 يومًا، يتم خلالها انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا من جنوب لبنان، فيما يتولى الجيش اللبناني الانتشار في المناطق الحدودية. كما يتعين على حزب الله نقل أسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني.
وذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية العامة ("كان 11)، أن "الاتفاق منتهٍ (ناجز)"؛ كما أشارت إلى أن الاتفاق "سيخفف الضغط الأميركي بشأن غزة، ويلغي تأخير إرسال الأسلحة إلى إسرائيل".
ويجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) الثلاثاء، للمصادقة النهائية على الاتفاق؛ وذلك بعد اجتماع لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزراء ائتلافه الحكوميّ، المقرّر اجتماعهم صباحا.
وأشارت القناة الإسرائيلية 12 إلى أنه يُتوقّع أن يُعلن نتنياهو للجمهور الإسرائيليّ، الثلاثاء، الاتفاق، ويعرضه أمامهم.
تفاؤل حذِر
وفي ما يتعلّق بالفترة الزمنية التي يُتوقّع التوصُّل خلالها لوقف إطلاق النار، والإعلان بشكل رسميّ عنه؛ فقد أشارت تقارير إلى أنه قد يُعلن عنه "في غضون ساعات" قليلة، بينما أشارت تقارير إلى أن الإعلان الرسميّ، سيكون الأربعاء.
وفيما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء أن الولايات المتحدة أبلغت مسؤولين لبنانيين، بأن وقف إطلاق النار، قد يتم خلال ساعات، بدت واشنطن أكثر تريّثا، إذ أعلنت وزارة خارجيّتها، مساء الإثنين، أنها "لا تعتقد أننا توصلنا بعد لاتفاق بشأن لبنان"، مشيرة إلى أنه "لا تزال هناك خطوات يتعين علينا اتخاذها".
وقالت الخارجية الأميركية: "نعتقد بأنه أمكن تضييق الفجوات بين الجانبين إلى حد بعيد، لكن لا تزال هناك خطوات يجب اتخاذها".
البنود الرئيسية للاتفاق
وستتوسّط الولايات المتحدة والأمم المتحدة، بين إسرائيل ولبنان في مسألة مراجعة الحدود، وسيعيّن كلّ جانب ضابطا نيابة عنه، للانضمام إلى آلية المراقَبة.
اتفاق ينتظر مصادقة رسمية؛ واشنطن تتيح لإسرائيل تنفيذ اعتداءات بسورية
ونقلت القناة الإسرائيلية 12 عن مسؤول إسرائيليّ، وصفته برفيع المستوى مساء الإثنين، القول: "نحن في مرحلة تصحيح الصياغة، والحروف (في إشارة إلى تبقّي أمور شكليّة فقط)".
وأضاف المصدر ذاته: "لن يتغير شيء جوهريّ؛ الاتفاق جاهز، وينتظر الموافقة الرسميّة".
ووفق تقرير القناة 12، فإنّ واشنطن قد نقلت إلى تل أبيب "رسالة مفادها أنهم يفضلون أن تكون الإجراءات الإسرائيلية المضادة، في حال حدوث انتهاكات، في الأراضي السورية وليس في الأراضي اللبنانية".
يأتي ذلك فيما شنّ الجيش الإسرائيلي عدوانا على سورية، مساء الإثنين، وقصف جسورا في منطقة القصير بريف حمص على الحدود مع لبنان؛ وقد أقرّ بذلك في خطوة قلّما يقوم بها، وادّعى أن المحاور التي قصفها "كانت تُستخدَم لنقل الأسلحة إلى منظمة حزب الله".
"لا اتفاق بدون فرنسا"
وبحسب تقرير القناة الإسرائيلية 12، فإن السبب وراء قبول إسرائيل بانضمام فرنسا إلى الاتفاق، رغم معارض أولية من تل أبيب، هو أن المبعوث الأميركي، عاموس هوكشتاين، قد نقل رسالة إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة، في ظلّ إصرار لبنانيّ على هذه النقطة، وقال إنه "من دون الفرنسيين، لن يكون هناك اتفاق".
وكانت تقارير إسرائيلية قد أشارت خلال الأيام الأخيرة، إلى أن "إحدى القضايا التي لا تزال بحاجة إلى حلّ، هي تشكيل اللجنة التي تشرف على تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل ولبنان"، مشيرة إلى أن تل أبيب "تصرّ على ألّا تكون فرنسا جزءًا من الاتفاق، ولا جزءًا من اللجنة التي ستشرف على تنفيذه".
ولفتت التقارير إلى أن ذلك يأتي ذلك في أعقاب المواقف الفرنسية الرسمية التي وصفها بالمناهضة لإسرائيل، من قِبل إدارة الرئيس الفرنسيّ، إيمانويل ماكرون.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الإثنين، عن تقييدات بالجولان السوريّ، شمالي البلاد، وذلك في ظلّ تقديرات تشير إلى احتمال اشتداد المواجهة مع حزب الله، قبل التوصّل إلى اتفاق مُحتمَل لإطلاق النار، فيما أعلنت بلديات بلدت إسرائيلية عديدة، إغلاق كافة الأنشطة التعليمية في حتى الخميس.