قال مسؤول أميركي إن انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني قد يستغرق أقل من 60 يوما المحددة في الجدول الزمني الذي ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، مشيرا إلى أن عملية الانسحاب قد تبدأ خلال الساعات الـ24 المقبلة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن انسحاب القوات البرية التابعة للجيش الإسرائيلي سيتم بشكل تدريجي تحت "تغطية جوية كثيفة"، وستشمل إزالة أعلام إسرائيلية نُصبت في مواقع عسكرية لبنانية ومناطق احتلتها القوات الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن "الجيش اللبناني سيبدأ بالانتشار خلال فترة الشهرين المقررة، لمنع حدوث فراغ أمني، مع ضمان إبعاد حزب الله شمالاً ونزع سلاحه الثقيل".
وأشار المسؤول إلى وجود آليات رقابة دولية تشمل الولايات المتحدة وفرنسا، بالتعاون مع الجيش اللبناني، لضمان التزام الأطراف بالاتفاق. وأضاف أن لجنة عسكرية مشتركة ستوفر دعمًا تقنيًا وماديًا للجيش اللبناني لضمان تنفيذ المهام.
وحول آلية الرقابة، قال إن الولايات المتحدة وفرنسا ستنضمان إلى آلية موجودة بالفعل تشمل اليونيفيل وإسرائيل ولبنان، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستقول هذه الآلية. وأضاف "ستُرفع تقارير عن أي خروقات، وستعمل الولايات المتحدة مع الجيش اللبناني على معالجتها".
وشدد على أن "الآلية لا تتضمن وجود قوات أميركية على الأرض، لكنها ستوفر دعمًا عسكريًا للجيش اللبناني بالتعاون مع فرنسا". وأفاد المسؤول بأنه "سيتم تشكيل لجنة عسكرية مشتركة تضم دولًا أخرى، ستوفر معدات للجيش اللبناني وتعمل على تدريبه ودعمه ماليًا".
وقال: "على عكس حرب لبنان الثانية، نحن ملتزمون بالبقاء على الأرض لمتابعة ما يحدث، خصوصًا في ما يتعلق بحزب الله أو أي تنظيمات أخرى"، واعتبر أن الاتفاق يمثل فرصة للبنان لاستعادة سيادته، مع دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية.
كما اعتبر المسؤول أن حزب الله "في أضعف حالاته عسكريًا"؛ من جانب آخر، عبّر المسؤول عن أمله في أن يؤدي نجاح الاتفاق في لبنان إلى تحريك الملف الفلسطيني، مشيرًا إلى أن العزلة الدولية قد تدفع حماس إلى إعادة تقييم مواقفها.
وأكد المسؤول أنه تم إطلاع فريق الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، على المحادثات بشأن لبنان، مشيرًا إلى أن "بايدن يرى التطبيع فرصة لتغيير المشهد في الشرق الأوسط". وقال: "نعمل لضمان استمرارية الجهود، لأن هذا الاتفاق في مصلحة الولايات المتحدة والمنطقة".
وعند سؤاله عن دور إيران في المفاوضات، قال: "لم نتفاوض مع إيران، ولا ينبغي لها أن تؤثر في ما يحدث في لبنان. القرار يجب أن يكون لبنانيًا بالكامل عبر البرلمان ورئيس الوزراء، وإذا انتُخب رئيس، فمن خلاله أيضًا".
ونفى المسؤول الأميركي صحة الادعاءات الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة هددت بعدم استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لدعم إسرائيل، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، قائلاً: "هذا لم يحدث، ولم يُطرح هذا الموضوع على الإطلاق".