قتل أكثر من 150 جنديا في جيش النظام السوري ومقاتلا من "هيئة تحرير الشام" وفصائل أخرى في اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين في شمال غرب البلاد، بحسب حصيلة جديدة صدرت اليوم، الخميس، عن لمرصد السوري لحقوق الإنسان.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري عن التصدي "لهجوم كبير" من تلك الفصائل في ريفي حلب وإدلب، فيما أفاد المرصد بارتفاع عدد القتلى خلال المعارك المستمرة منذ 24 ساعة إلى أكثر 153 قتيلا.

وبحسب المصدر، فإن من بين القتلى 80 من "هيئة تحرير الشام"، و19 من "فصائل الجيش الوطني"، و54 عنصرا من قوات جيش النظام السوري في الاشتباكات التي اندلعت بعد شنّ الهيئة وفصائل متحالفة معها "عملية عسكرية" على مناطق النظام في حلب.

وتعدّ هذه المعارك التي تدور في ريفي إدلب وحلب "الأعنف" في المنطقة منذ سنوات، وفق المرصد، وتدور في مناطق تبعد قرابة 10 كيلومترات من أطراف مدينة حلب.

وأشار المرصد إلى أن الفصائل تمكنت من تحقيق تقدّم في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي حيث سيطرت على "قرى ذات أهمية إستراتيجية لقربها من طريق حلب-دمشق الدولي" في محاولة لقطعه.

وبحسب المرصد، سيطرت الفصائل على "قريتي داديخ وكفربطيخ، إضافة إلى قرية الشيخ علي" في ريف إدلب الشرقي، وعلى قريتين في ريف حلب الغربي. وأفادت مصادر محلية بأن المعارك العنيفة متواصلة منذ صباح الأربعاء شرق مدينة إدلب، ترافقت مع غارات جوية.

من جهتها، قالت وزارة جيش النظام السوري إن هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى موجودة في ريفي إدلب وحلب قامت "بشن هجوم كبير وعلى جبهة واسعة صباح يوم الأربعاء بأعداد كبيرة من الإرهابيين وباستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة مستهدفة القرى والبلدات الآمنة ونقاطنا العسكرية في تلك المناطق".

وأضافت أن القوات السورية تصدّت للهجوم "الذي ما زال مستمرًا حتى الآن". وبالإضافة إلى "قصف مدفعي وصاروخي عنيف"، أفاد المرصد بـ"غارات جوية" من "الطائرات الحربية الروسية" استهدفت خصوصا محيطة مدينة سرمين في إدلب.

وذكرت وكالة "الأناضول" التركية أن غارات روسية على بلدة دارة عزة في الريف الغربي لمحافظة حلب شمال سورية، أسفرت عن مقتل 4 مدنيين، وذكرت أن مقاتلات روسية أقلعت من قاعدة حميمين العسكرية في محافظة اللاذقية، شنت غارات على دارة عزة.

وبحسب الوكالة، سيطرت قوات "هيئة تحرير الشام"، الخميس، على خمس قرى شرق مدينة إدلب، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام السوري. وقالت إن عدد القرى التي سيطرت عليها فصائل المعارضة، الأربعاء، زاد عن 30 قرية في ريف حلب الغربي شمال سورية.

وفي تطور جديد، فتحت المعارضة جبهة قتالية بمنطقة سراقب شرق إدلب، حيث استولت على قرى ترنبة وداديخ وكفر بطيخ وجوباس وشابور، التي كانت خاضعة لسيطرة قوات النظام. وشنت القوات هجومًا بطائرات مسيرة على مطار النيرب العسكري في حلب، ما أدى إلى تدمير مروحية في الساعات الأولى من صباح الخميس.

وذكرت "الأناضول" أن "المعارضة باتت تسيطر على منطقة تقدر مساحتها بنحو 250 كيلومترًا مربعًا، مقتربة إلى مسافة خمسة كيلومترات فقط من مدينة حلب". وفي المقابل، كثفت قوات النظام استهداف المناطق السكنية بصواريخ أرض-أرض مع استمرار الاشتباكات.

وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة. وشهدت جبهات ريف حلب في شمال سورية هدوءًا لأشهر طويلة قبل هذه المعارك.

ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من آذار/ مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو، الداعمة للنظام في دمشق، وأنقرة، الداعمة لفصائل ومجموعات معارضة، وأعقب هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة اشهر.

وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفًا متبادلاً تشنّه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب دمشق وموسكو. لكنّ وقف إطلاق النار لا يزال صامدًا إلى حدّ كبير.