قطعت "هيئة تحرير الشام" وفصائل حليفة لها، الطريق الدوليّ الذي يصل العاصمة السورية دمشق بحلب، كبرى مدن شمال البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، وذلك على وقع اشتباكات متواصلة منذ الأربعاء مع جيش النظام السوريّ، عقب هجوم مباغت للهيئة على مناطق النظام في شمال غرب البلاد، واندلاه معارك أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص.
وقال المرصد: "قطعت هيئة تحرير الشام والفصائل المساندة لها طريق دمشق-حلب الدولي (إم 5) عند بلدة الزربة في ريف حلب.
وأكد "السيطرة على عقدة الطريقين الدوليين ’إم 4’ و’إم 5’ عند مدينة سراقب"، ما أدّى إلى توقّف الطريق الدولي عن العمل، بعد سنوات من إعادة فتحه.
وذكر المرصد أن المعارك أسفرت عن مقتل 182 من المسلحين هم "102 من هيئة تحرير الشام و19 من فصائل ’الجيش الوطني’ الموالية لتركيا"، إضافة إلى 61 من جيش النظام السوري وفصائل حليفة له. كما قُتل 19 مدنيا على الأقلّ "بقصف روسي" على قرى في ريفي حلب وإدلب، بحسب المصدر ذاته.
وفي سياق ذي صلة، قُتل ضابط في الحرس الثوري الإيراني في هجوم شنّه مسلحون قرب مدينة حلب في شمال سورية، حيث تدور المعارك، بحسب ما أفادت وكالة أنباء إيرانية، اليوم.
وأوردت وكالة تسنيم نبأ "استشهاد العميد كيومرث بور هاشمي المعروف بالحاج هاشم، أحد كبار المستشارين الإيرانيين، في حلب في هجوم شنّه المرتزقة التكفيريون الإرهابيون".
وأكد الحرس الثوري مقتل أحد "المستشارين العسكريين في العراق وسورية"، مشيرا الى أنه كان من قدامى الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988).
وأتى مقتل المستشار العسكري فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل أكثر من 150 عنصرا بجيش النظام السوري، ومقاتلا من هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى في اشتباكات عنيفة اندلعت في شمال غرب البلاد، بينما أفادت وزارة الدفاع التابعة للنظام، بالتصدي "لهجوم كبير" في ريفي حلب وإدلب.
وأشار إلى أن الاشتباكات اندلعت بعد شنّ الهيئة وفصائل متحالفة معها "عملية عسكرية" منذ الأربعاء على مناطق سيطرة النظام في حلب.
وتعدّ المعارك في ريفي حلب وإدلب "الأعنف" في المنطقة منذ سنوات، وفق المرصد، وتدور في مناطق تبعد قرابة 10 كيلومترات من أطراف مدينة حلب.
من جهته، عدّ وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي أن هذه التطورات الميدانية في سورية "هي مخطط أميركي-صهيوني لإرباك الأمن والاستقرار في المنطقة، عقب إخفاقات وهزائم الكيان الصهيوني أمام المقاومة"، وفق تصريحات أوردتها الوزارة، الخميس.
وتُعدّ إيران من أبرز الداعمين لنظام بشار الأسد، وأرسلت منذ أعوام العديد من "المستشارين العسكريين" لمساندة قواته في النزاع الذي اندلع في البلاد عام 2011.