اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة، أمس الثلاثاء، منزل عائلة مصري في بلدة نحف، وحطّمت وخربت محتوياته، عقِب اعتقال أفراد من العائلة، بعد شجار نشب بين الابن الأصغر للعائلة مع عنصر شرطة، أمام محطة الشرطة في مدينة كرمئيل المجاورة.

وتواردت الأنباء في البداية حول طعن استهدف شرطيًّا، فيما ذكرت الشرطة الإسرائيلية لاحقا، أنه يتمّ التحقيق في "كل الاتجاهات" في إشارة إلى احتمال أن يكون الطعن الذي حصل خلال الشجار، عملية نُفِّذت "على خلفيّة قوميّة".

وخلافا لذلك، تبيّن من تفاصيل الحدث، أن شجارا قد نشب بين الشاب وعنصر الشرطة، بعد جدال دار بينهما.

وفي حديث لـ"عرب 48"، قالت والدة الشاب، كوثر مصري: "يوم أمس، وصلتنا الأخبار عن اعتداء الشرطة على ابني واعتقاله، وقد علمنا في البداية أنه أُصيب بإطلاق نار، وتبيّن أن ذلك غير صحيح، وبعدها بوقت قصير، استدعتنا الشرطة للمحطة، للتحقيق معنا".

وتابعت مصري: "في ساعات المساء أطلقوا سراحنا، عدا عن ابني الأصغر، وما إن عُدنا إلى المنزل، حتى وجدناه مقلوبا رأسا على عقب".

وأضافت أنه "بحسب الجيران وكاميرات المراقبة، فقد علمنا أن قوات كبيرة من الشرطة، قد اقتحمت المنزل، ونحن قيد الاعتقال".

وذكرت مصري أن الشرطة باقتحامها، "سبّبت دمارا وخرابا شاملا في كل المحتويات، من الممتلكات الصغيرة، حتى الزجاج والخزائن والتلفزيون، وحتى البلاط في المنزل، تمّ تحطيمه، بالإضافة لتكسير محتويات مشغل سيراميك نمتلكه بالإضافة إلى مكتب المشغل"، مشيرة إلى أن "حجم الخراب الذي أحدثته الشرطة بالممتلكات، يتجاوز 300 ألف شيكل".

وأضافت: "رأينا كم من الحقد والغل في اعتدائهم على ابني أمام مركز الشرطة، وبتخريبهم لمحتويات المنزل، حتى أن أحد عناصر الشرطة في المركز، قال لي: ’ابنك إرهابي’، كما تم الاعتداء على ابني الثاني، ومُصادرة مبلغ ماليّ كان في جيبه".

وقالت مصري: "ابني إنسان مسالم، وليس عدوانيًا أبدا، وقد ذهب لمركز الشرطة لأخذ هاتفه الذي صادروه منه قبل 6 أشهر، ويبدو أن جدالا قد نشب بينه وبين الحارس، ما أدى للاعتداء عليه من قِبله كما رأينا في التوثيق".

واختتمت مصري حديثها بالقول: "نسعى لتقديم شكوى ضد الشرطة، والمطالبة بتعويض الخسائر المادية الفادحة التي أحدثتها".

وكانت مصادر محلية قد أفادت، أمس الثلاثاء، بأن شخصا طعن عنصر أمن وشرطيا، ووصفت جروح الحارس بأنها خطيرة ​​وجروح الشرطي طفيفة؛ وذلك أمام مدخل مركز الشرطة في مدينة كرميئيل، فيما أعلنت الشرطة في بيانها أنها اعتقلت مشتبها (20 عاما)من قرية نحف، وأن خلفية الحادثة، على ما يبدو، جنائية، لتضيف لاحقا، أنها تحقق في كافة الاتجاهات.