عكس ما عثر عليه في مكتب رئيس النظام المخلوع بشار الأسد في القصر الرئاسي في العاصمة دمشق، الأيام الأخيرة التي عاشها الأسد، حيث وجد على مكتبه أقراص المضادة للقلق، وجهاز تحكم عن بعد للتلفاز، بينما تناثرت أوراق على أرضية المكتب.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
واقتحم السوريون خلال الأيام الأربعة الماضية جميع القصور التي يملكها الأسد وزوجته في مختلف أنحاء دمشق واللاذقية، ناشرين على وسائل التواصل الاجتماعي الثراء التي عاشت بكنفه عائلة الأسد، في حين كان الشعب يزداد فقرا.
وتحول القصر الرئاسي في حي المهاجرين بدمشق منذ سقوط الرئيس المخلوع، الأحد الماضي، إلى مزار للسوريين المبتهجين بسقوط نظام حكم بالاستبداد والدموية طيلة 5 عقود، ومع تجول المدنيين في أروقة القصر، وجدوا لمحات عن الأيام الأخيرة للرئيس الهارب.
ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، امتلأ مكتب الأسد المهجور بشرائط من أقراص "البنزوديازيبين" المضادة للقلق، وتناثرت أوراق على أرضية المكتب.
وأضافت أن كتابا عن تاريخ الجيش الروسي، وخريطة شمال شرق سورية، وسيرة ذاتية لنفسه وجدت على المكتب أيضا.
كذلك عثر على خريطة للجولان السوري المحتل، فضلا عن صور لبشار الأسد وزوجته أسماء، ووالده حافظ الأسد، مزقها السوريون في القصر الذي تحول لعلامة هزيمة النظام المخلوع، وفق وول ستريت جورنال.
من جانبها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه كانت هناك طاولة في أحد المكاتب، عليها فنجان قهوة نصف منته، وعشرات أعقاب السجائر، وجهاز التحكم عن بعد، وهذا يستحضر صورة الأسد وهو يدخن بعصبية بينما يشاهد أخبار تقدم الفصائل المسلحة على التلفزيون.
ولا يزال السجاد الأحمر يتدفق على طول الممرات الفسيحة في القصر الرئاسي، كما تتدلى الثريات الضخمة في غرف الاستقبال المزخرفة المليئة بالأثاث الخشبي الدمشقي باهظ الثمن.
وأضافت صحيفة "نيويورك تايمز" أن القصر يحتوي على حمام داخلي خاص ببثينة شعبان، التي عملت مستشارة لعائلة الأسد لعقود من الزمن.
كما كانت هناك صور مؤطرة لما بدا أنه حفل عيد ميلادها الـ70 موضوعة على إحدى الطاولات.
وعثر على غلاف مؤطر من مجلة "تايم" إصدار عام 1983، والذي ظهر فيه والده، على عنوان "سورية: الصدام مع الولايات المتحدة، والسعي إلى دور أكبر".
ويحتوي القصر على غرفتين على الأقل لاجتماعات مجلس الوزراء، واحدة فوق الأرض وأخرى تحت الأرض، فيما يبدو أن الغرفة تحت الأرض بنيت لمواقف تشابه الأيام الأخيرة للأسد في قصره.
وفي الطابق الثالث تحت الأرض، وجدت -في غرف معيشية كاملة- لوحات نحاسية تحدد مقاعد وزير الدفاع والقادة العسكريين المختلفين، وتصنف الأسد بصفته القائد العام.
وتبلغ مساحة القصر نحو 95 كيلومترا مربعا، وكان حتى هذا الأسبوع يقع داخل مجمع محمي بشكل كبير تبلغ مساحته نحو 1539 كيلومترا مربعا، ويضم مستشفى خاصا ومقرا للحرس الجمهوري، وفق نيويورك تايمز.
وصمم القصر المهندس المعماري الياباني كينزو تانج واكتمل بناؤه في عام 1990 في ظل حكم والد الأسد.