أجلت المحكمة المركزية في مدينة حيفا، اليوم الخميس، الاستماع لشهادة المعتقل عبيدة زيتاوي من قرية زلفة، المعتقل على خلفية أحداث هبة الكرامة عام 2021، وذلك بسبب رفض سلطة السجون السماح لمحامي الدفاع بزيارة موكله في سجن نفحة بالنقب، يوم الأحد الأخير.
وكان من المفترض أن تستمع المحكمة، اليوم، لشهادة المعتقل زيتاوي، فيما تقرر تأجيل الاستماع لشهادة المعتقل للأحد، وذلك حتى تتم زيارة المعتقل غدًا الجمعة.
واعتُقل زيتاوي عام 2021 على خلفية هبة الكرامة، وذلك بادعاء المشاركة في "الاعتداء على عائلة يهودية دخلت قرية زلفة"، إذ تمنع سلطة السجون محامي الدفاع من زيارة زيتاوي، بادعاء أنه يعاني من "أمراض وأوبئة في السجن".
وقال المحامي خالد محاجنة المترافع عن الشاب عبيدة زيتاوي أبو بكر لـ"عرب 48" إن "كان من المفترض أن يتم الاستماع لشهادة الشاب عبيدة زيتاوي اليوم، خلال جلسة المحكمة في مدينة حيفا، وذلك على خلفية القضية المعتقل بسببها منذ العام 2021 في أعقاب أحداث هبة الكرامة، ولكن المحكمة أجلت ذلك بسبب رفض سلطة السجون لنا بالالتقاء مع عبيدة، وتم تحديد موعد لزيارة عبيدة غدًا الجمعة".
ولفت محاجنة إلى أن "سلطة السجون رفضت إدخالنا لزيارة زيتاوي، يوم الأحد الأخير، في سجن نفحة بالنقب، وذلك من أجل أن يكون جاهزًا لجلسة المحكمة اليوم، ومن أجل الاطمئنان على أوضاعه الصحية والنفسية داخل المعتقل، إذ أنه كان ممنوعا من حضور جلسات المحكمة خلال الأشهر التي مرت، وكان معزولاً بادعاء أنه يعاني من أمراض وأوبئة في السجن منذ مدة، وبالتالي تم رفض الزيارة، وذلك بعد الموافقة على الزيارة قبل شهرين، وعندما وصلنا السجن في النقب ألغيت الزيارة من قبل سلطة السجون".
وعن الحكم، أوضح أن "معظم الشباب المعتقلين على خلفية هبة الكرامة من زلفة تم إصدار قرارات بحقهم ومنها أحكام عالية وجائرة بحق المعتقلين، وتبقى عبيدة إضافة لشابين آخرين قيد الاعتقال على خلفية ملف الاعتداء على عائلة يهودية في قرية زلفة خلال أحداث هبة الكرامة عام 2021".
وختم محاجنة حديثه بالقول إنه "ستعقد جلسة في المحكمة، يوم الأحد المقبل، وذلك بعد أن نلتقي عبيدة غدًا، إذ أننا نأمل أن يتم إصدار حكم مخفف على عبيدة وباقي الشبان، بعد الاستماع لشهادته".
واعتقلت الشرطة خلال هبة الكرامة العشرات من الشبان من قرية زلفة، فيما أبقت على اعتقال 12 منهم بعد تقديم لوائح اتهام بحقهم، وبعد ذلك جرى إطلاق سراح عدد من الشبان والبعض الآخر لا يزال قيد الاعتقال منذ أيار 2021 ولغاية اليوم.
وكانت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) قد نفذا حملة اعتقالات ضد مئات الشبان من المجتمع العربي على خلفية الاحتجاجات ضد العدوان على غزة واقتحام المسجد الأقصى ومحاولات تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداءات المستوطنين على مواطنين عرب في البلاد، في شهر أيار/ مايو 2021.
وأعلنت النيابة العامة الإسرائيلية، العام الماضي، عن تقديم 397 لائحة اتهام ضد 616 متهما، غالبيتهم العظمى من العرب، ورُبعُهُم قاصرون، على خلفية أحداث هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021، والتي جاءت احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة في العملية التي سُميت إسرائيليا بـ"حارس الأسوار"، والتي سبقتها اعتداءات قوات الأمن الإسرائيلية في القدس في رمضان من العام ذاته.
وذكرت النيابة العامة في التقرير أن المتّهمين الـ616 والذين تبلغ نسبة العرب من بينهم 89%، قد اعتُقِلوا منذ نيسان/ أبريل 2021 ولغاية ذلك اليوم، لافتة إلى أنه "خلال الفترة المذكورة، تمّ تقديم لوائح اتهام بشأن 108 أحداث ضدّ 239 متهمًا في ظروف مشددة لعمل إرهابيّ أو دوافع عنصرية، 85% منهم (عرب) و 15% يهود".