أعلن الحوثيون، الثلاثاء، استعدادهم "الفوري" لتوقيع خارطة الطريق الهادفة لحل الأزمة اليمنية المستمرة منذ نحو 10 سنوات، مؤكدين رفضهم أي ربط بين عملية السلام في البلاد، وملف تصعيد هجماتهم في البحر الأحمر.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية في حكومة الحوثيين، جمال عامر، مع مدير مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن محمد الغنام، والمستشار الاقتصادي بالمكتب ديرك يان أومتزيغت، في العاصمة صنعاء، وفقًا لوكالة أنباء "سبأ".
وقال عامر إن "موقف صنعاء واضح ولا يحتمل أي لبس بشأن استعدادها الفوري للتوقيع على خارطة الطريق، باعتباره المدخل لبدء عملية التسوية السياسية في اليمن"، بحسب المصدر ذاته.
وعدّ أن "الحديث عن أن خارطة الطريق المجمدة في الوقت الحالي، يأتي في إطار الاستجابة للضغوط الأميركية على صنعاء، لوقف عملية الدعم والإسناد لقطاع غزة".
وأكد عامر أن "صنعاء ترفض جملة وتفصيلا أي محاولة للربط بين ملف السلام والتوقيع على خارطة الطريق وملف التصعيد في البحر الأحمر"، محذّرا من أن "أي ضغط بهذا الاتجاه، سيأتي بنتائج عكسية".
وفي اللقاء ذاته، شدد عامر على ضرورة "معالجة الملف الاقتصادي عبر وضع محددات ومعايير متفق عليها لعمل اللجنة الاقتصادية المشتركة، والتركيز على نقاط الالتقاء لضمان نتائج تلبي تطلعات الشعب اليمني".
وتشكلت اللجنة الاقتصادية المشتركة ضمن اتفاق ستوكهولم الموقّع في كانون الأول/ ديسمبر 2018 برعاية الأمم المتحدة، بين الحكومة اليمنية والحوثيين، بهدف معالجة الأوضاع الاقتصادية، ودفع رواتب الموظفين.
ولم يصدر تعليق فوري من قبل الحكومة اليمنية على موقف الحوثيين، حيال التوقيع على خارطة الطريق، لكنها سبق أن اتهمت الحوثيين بعرقلة التوقيع على هذه الخارطة.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد دعا، الأربعاء الماضي، جميع أطراف الصراع إلى الانخراط الجاد في تنفيذ خارطة الطريق التي أُعلن عنها قبل نحو عام.
وفي 23 كانون الأول/ ديسمبر 2023، أعلن غروندبرغ التزام الحكومة والحوثيين بحزمة تدابير ضمن "خارطة طريق" تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار، وتحسين ظروف معيشة المواطنين.
لكن حتى اليوم، لم يتم تنفيذ خارطة الطريق، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة والحوثيين، بشأن التسبب بعدم إحراز تقدم في هذا المسار.
ومنذ قرابة عامين ونصف، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات ومدن بينها صنعاء، منذ أيلول/ سبتمبر 2014.