مرّت رحلة فرار ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام المخلوع في سورية، بشار الأسد، من بلده إلى العراق، بحسب ما أفاد تقرير صحافيّ، الثلاثاء.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عبر موقعها الإلكترونيّ، عن مصادر أن "رحلة هروب ماهر الأسد من دمشق، الأسبوع الماضي مرّت ببغداد، ثم إقليم كردستان شمال العراق، قبل أن يغادر إلى الخارج".
وأكّدت ثلاثة مصادر أمنية وسياسية، لم يسمّها التقرير، أن "ماهر الأسد دخل العراق الأسبوع الماضي، وتحديدا مساء السبت (7 كانون الأول/ ديسمبر الجاري)، وهي الليلة التي دخلت فيها قوات وفصائل هيئة تحرير الشام إلى العاصمة دمشق، وشهدت انهيارا مدويا لقوات جيش النظام".
ليلة في بغداد ثم إلى قُرب الحدود مع إيران
وذكرت المصادر أن "ماهر لم يبقَ في بغداد سوى ليلة واحدة، ثم غادر إلى مدينة السليمانية في إقليم كردستان شمالي العراق، الحدودية مع إيران".
ولفتت إلى أنه "لا توجد معلومة مؤكدة بشأن مغادرته أو بقائه في المدينة، عقب ذلك، لكن المرجّح أنه غادر".
يأتي ذلك رغم نفي عراقيّ رسميّ، لوجود شقيق رئيس النظام السوري المخلوع، داخل الأراضي العراقية، والذي جاء على لسان الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية، مقداد ميري.
وقالت المصادر إن "تعليق وزارة الداخلية حول وجود ماهر الأسد في بغداد، صحيح وحقيقيّ، لكنه كان يقصد الوقت الذي أطلق فيه التعليق وليس الوقت الذي سبقه، إذ إن الوزارة العراقية علقت وأكدت عدم وجود ماهر الأسد، في الوقت الذي كان فيه المقصود أنه خرج من العراق بالفعل".
وأضافت أن "عملية وصول ماهر الأسد كانت سرية جدا، وتحت إشراف فصيل عراقي مسلّح بارز، وقد أودع في منزل بحي الجادرية الراقي، ثم تم نقله إلى السليمانية".
أما في ما يتعلّق عن المكان الذي توجّه إليه ماهر في العراق، قال صحافيون ومتابعون للشأن السياسي والأمني في العراق، إن ماهر الأسد موجود في محافظة السليمانية بشمال العراق، بضيافة زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني.
وأضافوا أنه تواجد هناك برفقة مستشارين اثنين، من دون أن يتم تأكيدها من أي مصدر رسمي.
ولم تنفِ إدارة محافظة السليمانية هذه الأنباء، حتّى الآن.
وفي وقت سابق، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، وجود ماهر الأسد في روسيا، وذلك بعد نقله إلى العراق في طائرة مروحية.
في المقابل، أشارت وسائل إعلام إلى وجود ماهر في منطقة جبال قنديل شمالي العراق، التي تقع على الحدود العراقية التركية الإيرانية، والتي تُعدّ المعقل التقليدي لمسلحي الحزب المصنف على لائحة "الإرهاب" في تركيا.
ووفق التقرير، فإن "تأكيدات لم تصدر عن هذه المعلومات التي قد تكون مستبعدة، لأنها تحت مرمى الطيران والاستخبارات التركية".
أصدقاء لعائلة الأسد... حلفاء لإيران
ونقل التقرير عن الناشط السياسي العراقي أيهم رشاد، قوله إن "أسرة الأسد تمتلك أصدقاء كثرا في بغداد، وتحديدا بعض القوى الحليفة لإيران، بالإضافة إلى حزب الاتحاد الكردستاني بزعامة بافل الطالباني، بالتالي فإن تأمين وجود ماهر الأسد في العراق هو أمر طبيعي".
وأضاف أن "المعلومات كثيرة وبعضها غير صحيح بشأن التفاصيل والسرد، لكن الواضح حتى الآن أن ماهر دخل بغداد، ثم خرج منها، ولا أحد يعرف إن غادر إلى روسيا أو ما زال في منطقة عراقية".
وكان ماهر الأسد قد شكّل درع حماية لنظام الأسد، عبر اعتماده على عمليات وحشية في سورية، ضد المدنيين والمتظاهرين والمعارضين، بصفته قائدا للفرقة الرابعة ولمجموعات مسلحة عُرفت بـ"الشبيحة".
وتفيد تقارير بأن الفرقة المدرعة الرابعة مارست عمليات تهريب مخدرات "الكبتاغون" التي كان يشرف على تصنيعها ماهر الأسد بنفسه.