تجددت، الأربعاء، في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، الاشتباكات المسلحة بين المقاومين وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وسط استمرار الأزمة التي أدت إلى استشهاد 3 فلسطينيين، بينهم قائد ميداني في كتيبة جنين، وإصابة آخرين، بينهم عناصر من الأجهزة الأمنية.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وتواصل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، لليوم الـ 14 على التوالي، فرض حصار مشدد على مخيم جنين للاجئين، في الجانب الغربي من مدينة جنين، مطالبة المقاومين بتسليم سلاحهم ووقف المقاومة في المخيم.
ويوم 15 كانون الأول/ديسمبر الحالي، أطلقت السلطة الفلسطينية المرحلة الثانية من عملية "حماية وطن" والتي قالت إنها تستهدف مسلحين خارجين عن القانون، ونشرت القوات الأمنية التابعة لها عند مداخل مدينة ومخيم جنين.
وأعلنت أجهزة أمن السلطة أنها تلاحق من وصفتهم بالخارجين عن القانون، ونزع سلاحهم وبسط السيطرة على المخيم، في حين تشدد كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، على أن الهدف من هذه الحملة هو ملاحقة المقاومين ونزع سلاحهم، وترفض تسليم السلاح.
وقال الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب، في بيان لوسائل الإعلام إن ما يحدث في جنين "حملة أمنية تستهدف الخارجين عن القانون".
وأكد الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني أن عملية حماية وطن مستمرة ومتواصلة حتى تحقيق أهدافها بفرض الأمن والنظام، وبسط سيادة القانون، ولن يكون هناك تهاون مع الخارجين على القانون أو مع من يتورط في ترويع المواطنين وتهديد سلامتهم.
وقال المسؤول الفلسطيني إنه في الوقت الذي تضع فيه الأجهزة الأمنية مصلحة المواطنين والحفاظ على حياتهم وأمنهم كأولوية قصوى، يستمر الخارجون على القانون في استهداف المواطنين في حياتهم وأمنهم والتضييق عليهم في حركتهم في مدينة جنين ومخيمها، بعد أن اتخذوا مسارا داعشيا في ممارساتهم وسلوكهم، بحسب ما جاء في البيان.
وتابع أنه بالإشارة إلى أن السيارة رقم 4 التي فخخها الخارجون على القانون بمواد متفجرة شديدة التأثير، حيث قاموا بتفجير اثنتين منها في وسط مدينة جنين، وتمكنت الأجهزة الأمنية من إبطال مفعول اثنتين، فإنهم مستمرون في زرع العبوات المتفجرة في الشوارع والطرقات العامة، وبجانب المرافق الحكومية والخدمية، معتقدين أنهم بسلوكهم الداعشي هذا أنهم قادرون على ثني الأجهزة الأمنية عن المضي قدما في العملية الأمنية.
وفي المقابل، نددت فصائل فلسطينية بالعملية التي أطلقتها السلطة باسم "حماية الوطن" وأسفرت عن استشهاد يزيد جعايصة القيادي في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس والمطلوب لدى الاحتلال الإسرائيلي.
ودعت حركة إلى الحشد الواسع في فعاليات "يوم الغضب"، نصرة للمقاومة ومخيم جنين. مؤكدة ضرورة "حماية وإسناد المقاومة".
وأكد القيادي في حركة حماس، عبد الرحمن شديد، في بيان، اليوم الأربعاء، ضرورة وأهمية دعم المقاومين وتعزيز قوتهم لمواجهة اقتحامات الاحتلال الإسرائيلي، وصد جرائم المستوطنين في الضفة الغربية.
وأضاف: "ينبغي لنا إسناد المقاومين وتوفير الحماية الكاملة لهم بدلًا من ملاحقتهم والاشتباك معهم، (..)، البوصلة يجب أن تكون دائما نحو الاحتلال".
وطالب بحماية وإسناد المقاومة في جنين، والحشد الواسع في فعاليات "يوم الغضب"، نصرة لمخيم جنين، "الذي يتعرض لحصار من قبل أجهزة السلطة وممارسات قمعية تستهدف أبناء شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة"، على ما جاء في البيان.