يدرس الجيش الإسرائيلي إمكانية شن هجوم رابع على اليمن في سياق تصاعد المواجهة مع جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، وفقًا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، مساء الثلاثاء. وكان الجيش الإسرائيلي قد شن هجمات على اليمن يوم الخميس الماضي.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
في حين أشار التقرير إلى أن إسرائيل تخطط لشن هجوم "أعنف" من الهجمات السابقة على الحديدة وصنعاء، ذكرت أن سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية يعملان على "تحضير خطط أكثر عنفًا وزيادة بنك الأهداف في اليمن".
وقال مسؤول إسرائيلي للقناة إن الحوثيين قرروا تصعيد هجماتهم ضد إسرائيل بشكل كبير، حيث أطلقوا ثلاثة صواريخ باليستية منذ نهاية الأسبوع الماضي "بشكل مستقل، دون تعليمات من إيران". وبناءً عليه، اعتبر أن "من الضروري الاستمرار في استهداف الحوثيين".
يأتي ذلك فيما أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، تعليمات لبعثاتها الدبلوماسية في أوروبا، بالسعي لتصنيف الحوثيين "تنظيما إرهابيا"، كما طالبت مجلس الأمن، بعقد جلسة طارئة "لإدانة هجمات الحوثيين".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، قال في بيان إن "الحوثيين يشكلون تهديدًا ليس لإسرائيل فحسب، بل أيضًا للمنطقة والعالم بأسره"، مشددا على أن تصنيف الجماعة كـ"تنظيم إرهابي" هو الخطوة الأولى الضرورية.
وأضاف ساعر أنه بعث برسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي وطلب عقد جلسة طارئة "لإدانة هجمات الحوثيين ودعم إيران المستمر لهم". وقال إن الولايات المتحدة والسعودية وماليزيا والإمارات وأستراليا وكندا ونيوزيلندا وإسرائيل تصنف الحوثيين حاليا تنظيما إرهابيا.
وفشل الجيش الإسرائيلي يوم السبت في اعتراض صاروخ أطلق من اليمن وسقط في منطقة تل أبيب-يافا مما أسفر عن إصابة نحو 20 شخصا؛ ودعما لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية، يطلق الحوثيون طائرات مسيرة وصواريخ نحو إسرائيل.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الحوثيون استهداف منطقة تل أبيب بصاروخ باليستي، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي عن "اعتراض" صاروخ أطلق من اليمن قبل دخوله "المجال الجوي الإسرائيلي".
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان، "استهدفت القوة الصاروخية هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع ‘فلسطين 2‘، وقد حققت العملية أهدافها".
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد صرّح بأنه أوعز الى الجيش "تدمير البنى التحتية للحوثيين" بعدما أطلقوا صاروخين على الأقل باتجاه الدولة العبرية الأسبوع الماضي، أسفر أحدهما عن إصابة 16 شخصا بجروح طفيفة في تل أبيب.
ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بدأ الحوثيون شنّ هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، في إطار إسناد قطاع غزة.
من جهتها، شنّت إسرائيل غارات جوية على اليمن ثلاث مرات خلال الأشهر الماضية، آخرها في 19 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، استهدفت موانئ وبنى تحتية للطاقة في صنعاء والحديدة. وأعلن الحوثيون أن هذه الضربة أسفرت عن استشهاد تسعة مدنيين.