عبّر مسؤولون في فريق المفاوضات الإسرائيلي للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، عن استيائهم من التصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيسها، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، وشددوا على أنها تقلص فرص التوصل إلى اتفاق.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
جاء ذلك بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مساء الأربعاء، عبر موقعها الإلكتروني، ونقلت عن المسؤولين أنه "من الصعب أن نسمع تصريحات وزير الأمن في محور فيلادلفي (صلاح الدين) بأن السيطرة الأمنية على غزة ستظل بيد الجيش الإسرائيلي وأنه لن يكون هناك حماس وأن الحرب لن تنتهي، دون أن نستشيط غيظا".
وأضافوا أنه "نحن في أيام حاسمة، حيث يتعين اتخاذ قرارات مهمة، مثل الحصول على قائمة الأسرى (الأحياء، من حركة حماس). هذه الأيام تتطلب مرونة والتعبير عن إرادة حسنة، فهي اللحظات الحاسمة في المفاوضات. لا يمكننا أن نعلن أننا لن ننهي الحرب وأن الجيش سيظل مسيطرًا على غزة".
وتابع المسؤولون في فريق المفاوضات أن "التصريحات تسببت في ضرر كبير. إنها تستفز حماس، ولكن في نهاية المطاف أننا لا نلقي بالا للأسرى. من الذي تضرر من هذه التصريحات؟ حماس؟ لا، الأسرى هم من تضرروا. هذا أمر صادم. رغم ذلك، هذا لا يعني أن الصفقة مستحيلة، ولكن تصريحات وزير الأمن بعد تصريحات رئيس الحكومة في مقابلة مع 'وول ستريت جورنال' لم تساهم في دفع المفاوضات قدما".
واعبتر المسؤولون أن فرص التوصل إلى صفقة لا تزال قائمة، وشددوا على الحاجة لمواصلة الضغط "الإرادة السليمة والمرونة والإيمان؛ علينا الذهاب إلى صفقة بهدف الوصول إلى المرحلة الثانية والثالثة وإعادة جميع الرهائن بما في ذلك الجنود. إذا قلنا لحماس 'لا يوجد مرحلة ثانية أو ثالثة'، 'نحن سنسيطر'، لماذا سيوافقون على تنفيذ المرحلة الأولى؟". وشددوا على أن هناك شعورا سائدا لدى فريق المفاوضات بأن "هذه التصريحات لا تساهم في تقدم المفاوضات، بل تخلق عقبات وقد تضر بالمفاوضات وتقلص فرص إعادة الأسرى".
من ناحية أخرى، ترى الأجهزة الأمنية أنه إذا لم يتم التوصل إلى صفقة مع حماس قريبًا، سيكون من الضروري إعادة تقييم المهام في غزة مع القيادة السياسية، بحسب ما أوردت صحيفة "هآرتس" في وقت سابق، الأربعاء؛ ونقلت عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية قولهم إن "الهدف من العمليات العسكرية هو زيادة الضغط على حماس من أجل التوصل إلى صفقة. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبًا، علينا التفكير في اتخاذ خطوات أخرى لزيادة الضغط على الحركة".
ووفقًا للمسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، "يجب فحص ما إذا كانت العمليات العسكرية في شمالي غزة تحقق الضغط المطلوب على حماس"، فيما يعترف الجيش الإسرائيلي بأن استمرار القتال يؤدي إلى تصاعد الإضرار بالقيم العسكرية والأخلاقية" في الجيش؛ وبحسب الصحيفة، يعتقد كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي أن الحرب على غزة قوّضت "القيم" وأدت إلى تدهور أخلاقي في الجيش؛ مشددين على أن ذلك يتصاعد مع مرور الوقت.
بدوره، رد مكتب نتنياهو على الانتقادات الداخلية واعتبر ووصفها بأنها "صدى كاذب لدعاية حماس من قبل جهات مجهولة في فريق المفاوضات الذين يعملون بناءً على أجندة سياسية. رئيس الحكومة ملتزم بإعادة جميع الأسرى إلى ديارهم، وتحقيق أهداف الحرب في غزة. من الأفضل لهؤلاء أن يركزوا على المهمة المقدسة المتمثلة في إعادة أسرانا، ويتوقفوا عن اللعب لصالح حماس".