دعا محافظ اللاذقية، محمد عثمان، جميع مكونات الشعب السوري إلى "الاطمئنان"، مشددا على أن الحكومة ملتزمة بالمحافظة على السلم الأهلي والتماسك المجتمعي، فيما أطلقت إدارة العمليات العسكرية عملية في طرطوس لـ"ضبط الأمن وملاحقة فلول ميليشيات الأسد" في طرطوس.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
جاء ذلك بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، اليوم الخميس، تعليقا على مظاهرات واعتداءات شهدتها بعض المدن السورية، أمس الأربعاء.
وشدد عثمان على أن قوات الأمن والشرطة تقوم بمهامها لضبط الأمن في محافظة اللاذقية، ودعا الشعب إلى عدم الانجرار خلف ردود الأفعال.
ومساء الأربعاء، شهدت مدنا سورية بينها اللاذقية وطرطوس مظاهرات احتجاجا على ادعاءات بحدوث اعتداء على مزار لشخصية دينية من الطائفة العلوية في محافظة حلب.
وخرجت الاحتجاجات إثر تداول مقطع فيديو قالت السلطات السورية الجديدة إنه قديم.
وذكرت السلطات أن بعض "فلول" النظام البائد في الساحل السوري حاولت استغلال الشائعات، واستهدفت قوات وزارة الداخلية "ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى".
وأعلن وزير الداخلية بالإدارة الجديدة، محمد عبد الرحمن، في تصريح لـ"سانا"، مقتل 14 عنصر أمن وإصابة 10 آخرين، في كمين نصبه فلول نظام بشار الأسد ضد قوات الأمن التابعة للإدارة الجديدة بمحافظة طرطوس.
وأطلقت إدارة العمليات العسكرية السورية بالتعاون مع وزارة الداخلية، بحسب "سانا"، "عملية لضبط الأمن والاستقرار والسلم الأهلي وملاحقة فلول ميليشيات الأسد في الأحراش والتلال بريف المحافظة".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تسعة أشخاص قتلوا، الأربعاء، في اشتباكات بمحافظة طرطوس، بعد أن حاولت قوات الأمن اعتقال ضابط عسكري تولى مناصب في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، مرتبطة بسجن صيدنايا.
وبحسب المرصد، قتل 6 عناصر من قوى الأمن العام و3 مسلحين من فلول نظام الأسد في خربة المعزة، حين حاول مسلحون التصدي لقوات الأمن أثناء محاولتها توقيف ضابط "شغل منصب مدير إدارة القضاء العسكري ورئيس المحكمة الميدانية" وهو "أحد المسؤولين عن جرائم سجن صيدنايا".
وقال المرصد إن "شقيق المطلوب وشبانا مسلحين من أتباع الضابط طردوا الدورية من القرية، ونصبوا كمينا لهم قرب القرية، واستهدفوا إحدى سيارات الدورية، مما أدى إلى مقتل 6 عناصر وإصابة آخرين من قوى الأمن العام".
بدوره، قال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال السورية، محمد العمر، إن "حفظ السلم الأهلي أولوية للحكومة السورية الجديدة، وقد انتهى عهد التجاذبات الطائفية التي غذّاها النظام الأسدي الساقط"، بحسب ما نقل عنه تلفزيون سوريا.
وأضاف العمر أن "هناك أيادٍ خفية تسعى لإثارة الفتن الداخلية، وسيتم التعامل معها بحزم لضمان استقرار البلاد". وذكر أن "سورية عاشت لمئات السنين بتنوع طوائفها وأعراقها، وهي اليوم أكثر قوة واستعدادا لترسيخ السلام والمحبة".
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري سيطرت الفصائل السورية على دمشق وقبلها مدن أخرى، لينتهي 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، تكليف محمد البشير رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.