صادقت الهيئة العامة للكنيست، اليوم الثلاثاء، على مشروع قانون يمنح إعفاءات ضريبية لشركات على جزء من أرباحها ضمن مشروع قانون الميزانية للعام 2025، وذلك بالقراءتين الثانية والثالثة، في جلسة مطولة شهدت مشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي غادر المستشفى خصيصًا للمشاركة في التصويت.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وصّوت 59 عضو كنيست من الائتلاف لصالح المشروع مقابل 58 ضده. وأكد نتنياهو، في بيان صدر عنه، أن "هذه لحظة مهمة وانتصار للائتلاف"، مشيرًا إلى أن المصادقة على مشروع القانون تعد إنجازًا اقتصاديًا هامًا رغم التحديات التي واجهها في الائتلاف الحكومي من قبل حزب "عوتسما يهوديت" برئاسة وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير.

وفي وقت سابق اليوم، غادر نتنياهو مستشفى "هداسا – عين كارم" في القدس، الذي خضع فيه لعملية جراحية لاستئصال البروستاتا، أول من أمس، بهدف المشاركة في تصويت في الكنيست، وذلك بالرغم من معارضة الأطباء، فيما رافق نتنياهو طبيبه الشخصي إلى الكنيست.

وصوتت الهيئة العامة للكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة، على مشروع قانون يمنح شركات إعفاء من الضرائب على جزء من أرباحها، على خلفية أزمة في الائتلاف إثر إعلان حزب "أغودات يسرائيل" في كتلة "يهدوت هتوراة" وحزب "عوتسما يهوديت"، بعدم تأييد مشروع القانون، الأمر الذي كاد أن يؤدي إلى سقوطه لولا مشاركة نتنياهو في عملية التصويت.

وتم التوصل إلى اتفاق مع عضوي كنيست من "أغودات يسرائيل" عبر امتناعهما على التصويت وعدم تصويتهما ضده الأمر الذي أدى إلى المصادقة على مشروع القانون، في ظل إصرار "عوتسما يهوديت" برئاسة إيتمار بن غفير على رفضه للتصويت مع الائتلاف على جميع القوانين التي تطرحا وزارة المالية، في ظل خلافه مع وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش.

وشهدت الهيئة العامة للكنيست جلسة مطولة تم خلالها التصويت على آلاف الاعتراضات التي قدمتها المعارضة ضد مشروع القانون، مما أدى إلى تمديد الجلسة لساعات طويلة. وتم التصويت على بعض الاعتراضات بشكل علني مع تسمية جميع أعضاء الكنيست البالغ عددهم 120، وأسفرت النتيجة عن رفض الاعتراضات المقدمة من المعارضة بأغلبية ضئيلة.

وكانت حكومة نتنياهو مهددة بأن عدم المصادقة على مشروع القانون سيحول دون المصادقة على ميزانية الدولة للعام 2025 في الكنيست، أو أنه سيؤدي إلى عجز في الميزانية بمبلغ 10 مليارات شيكل، حسبما نقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مسؤول رفيع في وزارة المالية.

نتنياهو: على بن غفير التوقف عن زعزعة استقرار الحكومة

وفي بيان صدر عنه، قال نتنياهو إن الحكومة صادقت على مشروع قانون مهم في إطار الميزانية، رغم التحديات التي واجهتها، معتبرا أن القانون يهدف إلى "تعزيز أمن إسرائيل واقتصادها". وأضاف نتنياهو أن "دولة إسرائيل في حالة حرب مع تحديات وجودية"، مشيرًا إلى ما اعتبر أنها إنجازات حققتها الحكومة في السنوات الأخيرة في عدة مجالات، بما في ذلك التصدي لإيران.

وشدد نتنياهو على أنه "في السنوات المقبلة، لدينا فرص هائلة للتعاون مع أصدقائنا الأميركيين"، محذرًا من أنه لا يوجد "حماقة غير مسؤولة أكثر من زعزعة استقرار الائتلاف في هذا الوقت أو المخاطرة بسقوط حكومة اليمين"، وذلك في رسالة إلى بن غفير؛ وتابع نتنياهو "أنا أؤيد مشروع الميزانية وأطلب من جميع شركاء الائتلاف أن يوافقوا على هذه الميزانية ككتلة واحدة".

ورفض نتنياهو انتقادات بن غفير بشأن تمويل الشرطة، مؤكدًا أن "شرطة إسرائيل تلقت زيادات كبيرة في ميزانيتها خلال العامين الماضيين، وذلك بشكل عادل"، مشيرًا إلى أن "ميزانية وزارة الأمن القومي ستزيد بشكل كبير في ميزانية 2025".

وفي الختام، قال نتنياهو إنه يتوقع من جميع أعضاء الائتلاف، بما في ذلك بن غفير، "التوقف عن زعزعة استقرار الائلاف والمخاطرة بوجود حكومة يمينية في هذه اللحظة الحاسمة في تاريخ إسرائيل. من الممكن ومن الضروري تجاوز الفجوات في الائتلاف دون زعزعته، وهذا ما سنفعله".

وظهر اليوم، قالت مصادر في الائتلاف إنه "حتى الآن لا يوجد تقدم في المفوضات مع الشركاء في الائتلاف"، فيما يسعى الائتلاف إلى إقناع أي عضو كنيست بتأييد مشروع القانون. كما تمت دعوة عضو الكنيست بوعاز بيسموت من حزب الليكود رغم أنه في فترة حداد إثر وفاة والدته.

وحضر رئيس طاقم مكتب نتنياهو، تساحي برافرمان، ومستشاره نتنياهو الإعلامي، عوفر غولان، إلى الكنيست في محاولة لحل الأزمة الائتلافية.

وعبر نتنياهو خلال مشاورات مع مستشاريه عن رغبته بمغادرة المستشفى من أجل المشاركة في التصويت في الكنيست إذا كان صوته يحقق أغلبية للمصادقة على مشروع القانون، لكن وسائل إعلام أشارت إلى أنه ليس واضحا إذا كان صوت نتنياهو سيكون كافيا للحصول على أغلبية مؤيدة لمشروع القانون.

وطالب أعضاء كنيست من الليكود بإقالة رئيس حزب "عوتسما يهوديت" ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، من منصبه وقالوا إنه "إذا سقطت الحكومة لن يعود لتولي منصب وزاري".

وبموجب قرار لجنة الكنيست، فإن الخطابات قبل التصويت على مشروع القانون يجب أن تنتهي قبل الساعة الثالثة بعد الظهر، لكن أعضاء كنيست من الائتلاف يلقون خطابات في الهيئة العامة بدون التقيد بمدة زمنية بهدف المماطلة وتأجيل التصويت في محاولة لمواصلة إقناع أعضاء الائتلاف بتأييد القانون.

يشار إلى أن نتنياهو طلب من المحكمة، أول من أمس، بإلغاء جلسات محاكمته الثلاث لهذا الأسبوع بسبب خضوعه للعملية الجراحية، فيما تعالى التساؤل اليوم حول ما إذا بإمكانه مغادرة المستشفى من أجل التصويت في الكنيست.