أعلنت تل أبيب، مساء اليوم الأربعاء، إصابة إسرائيلييْن دهسا في مدينة نيو أورلينز الأميركية، حيث يتمّ التحقيق بالدهس على أنه "عمل إرهابي".

وقُتل 15 شخصا على الأقل، وأصيب عشرات آخرون، عندما دهست شاحنة صغيرة حشدا من المحتفلين برأس السنة في حي سياحيّ في مدينة نيو أورلينز الأميركية، فيما فتح مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) تحقيقا في "عمل إرهابي".

وأكدت شبكة "إي بي سي" الأميركية، ارتفاع عدد ضحايا الدهس إلى 15 قتيلا، وعشرات المصابين.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان مقتضب، مساء الأربعاء، إن "مواطنين إسرائيليين، أُصيبا في الدهس وإطلاق النار، في الحيّ الفرنسي في نيو أورلينز".

وذكرت تقارير إسرائيلية أن عددا من الإسرائيليين قد أُصيبوا، مشيرة إلى أن إصابة أحدهم خطيرة.

وأضافت أن "وزارة الخارجية والقنصلية العامة في هيوستن على اتصال بالمستشفيات وعائلات المصابين، وبتوجيه من وزير الخارجية، غدعون ساعر، فإن ممثل القنصلية في طريقه إلى نيو أورلينز".

عنصر سابق في الجيش الأميركي

وأعلن مكتب التحقيقات الفدرالي، أنّ المشتبه بتنفيذه عملية الدهس في مدينة نيو أورلينز، عنصر سابق في الجيش الأميركي.

وقالت العميلة الخاصة في "إف بي آي"، أليثيا دانكن في مؤتمر صحافي: "ما أستطيع أن أقوله هو أنّ هذا الشخص كان عنصرا في الجيش، ونعتقد أنّه تمّ تسريحه في شكل نظامي، ولكننا نعمل لمعرفة كلّ المعلومات" في هذا الشأن.

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، إن "منفذ هجوم نيو أورليانز يدعى شمس الدين جبار، وعمره 42 عاما وهو مواطن أميركي من تكساس"، مشيرا إلى العثور على أسلحة وعبوات ناسفة محتملة في الحي الفرنسي بنيو أورلينز.

وحسبما أفاد مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، لاحقا، فقد عثر المحقّقون على قنبلتين يدويتين، وقالت دانكن "حتى الآن، تمّ العثور على قنبلتين يدويتين وتمّ تفكيكهما".

وأفاد مكتب التحقيقات الفدرالي أيضا بأنّه تم العثور على راية تنظيم داعش في مركبة منفّذ عملية الدهس.

وقال المكتب إنه "يتحرى عن مجموعة من المشتبه في مشاركتهم بهجوم نيو أورليانز"، فيما أشارت تقارر إلى أنه لم يعمل منفردا.

وأعلن حاكم ولاية لويزيانا "حالة الطوارئ في نيو أورليانز، لتمكين الجهات الأمنية من إجراء التحقيق في ظروف مناسبة".

محاولة "دهس أكبر عدد ممكن من الأشخاص" وتبادل إطلاق نار

وقال مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) إن الرجل سائق الشاحنة الذي فر في بادئ الأمر، بعد تبادل إطلاق النار مع الشرطة "قتل"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وأكدت المسؤولة في شرطة المدينة، آن كيركباتريك، خلال مؤتمر صحافي عقب الهجوم أن سائق شاحنة صغيرة حاول "دهس أكبر عدد ممكن من الأشخاص". وقالت إنه "كان عازما بشدة على التسبب في مجزرة".

وأعلنت هيئة الطوارئ المحلية في بيان، مقتل عشرة أشخاص على الأقل، وإصابة 35 آخرين بجروح.

وقالت الشرطة الفدرالية في بيان "هذا الصباح، اقتحم شخص بسيارته حشدا من الناس في شارع بوربون في نيو أورلينز، ما اسفر عن مقتل عدد من الاشخاص واصابة عشرات آخرين".

وأضافت "ثم حصلت مواجهة بين الشخص وقوات إنفاذ القانون المحلية وقد قتل. إن مكتب التحقيقات الفدرالي هو وكالة التحقيق الرئيسية، ونعمل مع شركائنا على التحقيق في الأمر بوصفه عملا إرهابيا".

وقع الهجوم قرابة الساعة 3,15 فجرا (09,15 بتوقيت غرينتش)، في منطقة مكتظة بالمحتفلين بالعام الجديد في شارع كانال وبوربون في الحي التاريخي والسياحي الشهير المعروف باسم "الحي الفرنسي".

ونقلت شبكة "سي بي إس نيوز" عن شهود قولهم إن شاحنة تسير "بسرعة كبيرة" صدمت الحشد قبل أن يقفز سائقها ويبدأ بإطلاق النار، ما دفع الشرطة إلى الرد.

وأكدت الشرطة إصابة اثنين من عناصرها بإطلاق نار خلال الهجوم.

وقالت آن كيركباتريك "هذا الرجل، الجاني، أطلق النار على عناصرنا من سيارته خلال العملية، وأصيب اثنان منهم وحالتهما مستقرة".

ونيو أورلينز إحدى المدن الأكثر استقطابا للزوار في الولايات المتحدة، ووقع الهجوم قبيل استضافة المدينة مباراة كبرى لكرة القدم الأميركية بين فريقي جامعتي جورجيا ونوتردام.

بايدن: لن نقبل بأيّ هجوم... ترامب يربطه بالهجرة غير النظامية

وأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن يتابع آخر تطورات هجوم الدهس "المروع".

ولاحقا، قال بايدن في بيان "لا شيء يبرر العنف مهما كان، ولن نقبل بأي هجوم على السكان في بلادنا".

وذكر بايدن أن "مكتب التحقيقات الفيدرالي يقود التحقيق في حادث نيو أورليانز المروع، باعتباره عملا إرهابيا".

من جهته، ربط الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، هجوم نيو أورلينز بالهجرة غير النظامية، القضية التي كانت محور انتصاره في الانتخابات.

وكتب ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي "عندما قلت إنّ المجرمين القادمين (إلى البلاد) أسوأ بكثير من المجرمين الموجودين في البلاد... اتضح أن هذا صحيح".

وأكدت بلدية المدينة نشر عدد كبير من عناصر إنفاذ القانون خلال فترة رأس السنة، مع استعداد السلطات لتوافد حشود ضخمة إلى الشوارع.

وأعلنت إدارة شرطة المدينة "تعبئة كل قواها، بمساعدة 300 عنصر إضافي من هيئات شريكة لإنفاذ القانون" بينها فرق خيالة، وتسيير دوريات.

في 20 كانون الأول/ ديسمبر في ماغديبورغ بألمانيا، نفذ طالب جواد العبد المحسن، وهو طبيب سعودي يبلغ 50 عاما جاء إلى ألمانيا عام 2006، هجوما دهسا بسيارة في سوق لعيد الميلاد، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 200 بجروح.