كشفت شهادات جديدة من داخل الأسر عن الانتهاكات التي يتعرض لها معتقلو قطاع غزة في السجون الإسرائيلية، بحسب ما جاء في تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
والشهادات الواردة في التقرير تم جمعها من معتقلين تم زيارتهم في سجن النقب الصحراوي، حيث أظهرت معاناتهم المستمرة جراء التعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الطبي المتعمد، وكشفت الشهادات عن تفاصيل مروّعة وصعبة، حول ما تعرض له الأسرى خلال عملية اعتقالهم، وخلال فترة التّحقيق.
وعكست الشهادات، بحسب ما جاء في التقرير، "مستوى التّوحش الذي تمارسه منظومة الاحتلال بحقّ الأسرى والمعتقلين بشكل غير مسبوق من حيث المستوى والكثافة منذ بدء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة من السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023.
وركز المعتقلون على استمرار انتشار مرض "الجرب" (السكايبوس)، الذي تستخدمه منظومة السّجون أداة تعذيب بحقهم، وأوضح التقرير أن "غالبية المعتقلين الذين تمت زيارتهم، أجسادهم مغطاة بالدمامل، إلى جانب ذلك فقد حضروا للزيارة وهم يرتجفون من شدة البرد، خاصة أن بعضا منهم محتجزون في قسم الخيام".
وأكّدت الهيئة والنادي أن هذه الشهادات تشكّل جزءًا من العشرات من الشهادات التي عكست نفس المستوى من عمليات التّعذيب والتنكيل الممنهجة تحديدًا بحقّ معتقلي غزة، كما أنّ هذه الإفادات تأتي مع تصاعد أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين، وتحديدًا بين صفوف معتقلي غزة، حيث بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء حرب الإبادة إلى 54 شهيدا وهم المعلومة هوياتهم فقط فيما لا يزال العشرات من المعتقلين الشهداء من غزة رهن الإخفاء القسري.
فيما يلي بعض الشهادات التي تم توثيقها في التقرير:
المعتقل (م، ر): "تعرضت للاعتقال من الممر الآمن في مدينة الشيخ في شهر آذار/ مارس 2024، ومنذ اللحظة الأولى على اعتقالي تعرضت لكل أشكال التعذيب والتنكيل، وقد شاهدت الموت ألف مرة، ثم جرى نقلي إلى أحد المعسكرات في غلاف غزة، وبقيت هناك 82 يومًا".
وأضاف "خلال فترة احتجازي، بقيت مكبلًا ومعصوب العينين على مدار 24 ساعة، ممنوع من الحركة، وعلى المعتقل أن يجلس 16 ساعة باليوم ويمنع عليه الحديث. خلال فترة التحقيق، تعرضت للتعذيب الشديد مما دفعني إلى أن أطلب منهم أن يكتبوا الإفادة التي تناسبهم لأقوم بالتوقيع عليها".
وتابع "اليوم في سجن النقب الوضع صعب جدا ومأساوي، بسبب استمرار انتشار مرض الجرب (السكايبوس)، ومعظم الأسرى يعانون من التهابات ودمامل ولا يستطيعون النوم من شدة الحكة".
المعتقل (م، ح): "اعتقلت من مستشفى كمال عدوان، وخلال الأيام الأولى من الاعتقال تعرضت لكافة أشكال التعذيب والتنكيل، ذبحونا من الضرب على مدار يوم كامل. ثم جرى نقلي ومعتقلين آخرين إلى مكان آخر، وألقوا علينا مياه عادمة، وتبولوا علينا. ثم جرى نقلنا إلى معسكر لمدة 27 يومًا، وخلال فترة احتجازي هذه بقيت طوال الوقت على ركبتي ومعصوب العينين ومقيد من الأيدي والأرجل، ثم جرى نقلنا إلى سجن النقب واليوم نعيش الموت البطيء في كل لحظة".
وأفاد التقرير بأن المعتقل (م، ح) حضر إلى الزيارة بملابس ممزقة وخفيفة جدًا رغم البرد القارس الذي يجتاح سجن النقب الصحراوي، وجسمه مغطى بالدمامل بسبب مرض الجرب.
المعتقل (ح، ر): "اعتقلت من داخل مستشفى كمال عدوان في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ثم جرى نقلي إلى أحد المعسكرات في غلاف غزة، حيث بقيت فيه لمدة 30 يومًا، تعرضت خلالها لكافة أشكال التعذيب والتحقيق على مدار الساعة، وتعمدوا رشقي بالماء الساخن، وبعدها نقلت إلى سجن النقب حيث أعاني كما غالبية الأسرى من مرض الجرب، جسمي مغطى بالدمامل، ولا أستطيع النوم من شدة الألم".
المعتقل (أ، ن): "الموت أرحم مما نعيشه في السجن، حتى اليوم ورغم دخول فصل الشتاء ما يزال الأسرى في لباسهم الصيفي نعاني من البرد الشديد والجوع والأمراض دون استثناء وتحديدًا من جراء انتشار مرض الجرب، كما وأصبت بأمراض أخرى بسبب ظروف السجن القاهرة".
المعتقل (ج، ص): "أعاني من مرض الجرب منذ عدة شهور والدمامل تغطي جسدي، واليوم لا أستطيع الوقوف أو المشي بسهولة، كما وأعاني من أمراض ومشاكل صحية أخرى، وتفاقم وضعي بسبب عمليات التعذيب والضرب المبرح، وأصبحت أخرج دمًا بسبب ما تعرضت له. وكان الشهيد أشرف أبو وردة الذي ارتقى في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2024، معي بنفس الزنزانة. وضعه كان جدا صعبًا، فقد فقد القدرة على الكلام، والتذكر، كما فقد القدرة على الوقوف على قدميه"، علمًا بأن هذه الزيارة تمت قبل يومين من استشهاد المعتقل أشرف أبو وردة
المعتقل (س، ع): "إدارة السجن تتعمد سحب الفرشات يوميًا في الصباح وتعيدهن في المساء، وذلك رغم البرد القارس، كما وتتعمد أحيانًا معاقبتنا بتأخير إعادة الفرشات حتى منتصف الليل".
أسماء المعتقلين المحتجزين في سجن النقب بحسب ما نقل الأسرى الذين تمت زيارتهم: