إذا كنت واحداً من الأشخاص الذين يصابون بالصداع النصفي أو الشقيقة فأنت تعرف حق المعرفة أنه ليس صداعاً عادياً. وتفيد الإحصاءات أن حوالي 90% من الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة يصبحون عاجزين عن العمل أو أداء وظائفهم اليومية خلال نوبات الشقيقة.

عادة ما يلجأ مرضى الشقيقة إلى تناول الأدوية والعقاقير المسكنة إلا أن البعض يفضلون الاعتماد على العلاجات الطبيعية أو التقليدية. قبل أن يتوصل العلم إلى العلاجات الموجودة حالياً للصداع النصفي، كان يتم استخدام المكونات الطبيعية لتخفيف أعراض هذه الحالة المرضية ولا يزال الكثيرون يحتفظون ببعض الوصفات والعلاجات القديمة.

من الصحيح أن معظم العلاجات الطبيعية لم يتم دراستها علمياً لتأكيد قدرتها على شفاء الصداع النصفي، إلا أن تجربة الكثيرين تفيد أنها نافعة كما أنها من الطرق غير الضارة للصحة مما يعني أنه يمكن تجربتها حتى الوصول إلى الوصفات الناجحة.

ما هي أنواع الصداع النصفي؟

الشقيقة بدون الأورة

أكثر أنواع الشقيقة شيوعاً وتتزايد شدته خلال عدة ساعات قبل أن يبلغ الألم ذروته خلال ما يقارب 72 ساعة. عادة ما يختبر الأشخاص المصابون بهذا النوع من الصداع عدة نوبات منه خلال العام، وإذا تكررت هذه الحالة عدة مرات خلال السنة فيفضل استشارة الطبيب الذي قد يشخص الحالة بالصداع النصفي المزمن.

الصداع النصفي المصاحب بالأورة

يترافق الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص مع اضطراب في الجهاز العصبي يدعى الأورة التي قد تتضمن الأعراض التالية:

الشقيقة الشبكية

تتضمن الشقيقة الشبكية فقدان الرؤية في عين واحدة، وعلى عكس عارض فقدان الرؤية الموجود في الشقيقة المصاحبة بالأورة يقتصر فقدان الرؤية هنا على عين واحدة فقط.

الشقيقة المزمنة

يصنف الأطباء الصداع النصفي المزمن بأنه هجمات من الشقيقة تستمر لمدة تزيد عن 15 يوم في الشهر وتتكرر على مدى ثلاثة أشهر.

قد يكون تواتر الصداع النصفي المزمن كفيلا بشلّ المريض عن كل وظائفه وفي هذه الحالة قد يكون من المهم إجراء تقييم طبي لتحديد خطة العلاج المناسبة ولمعرفة ما إذا كان هناك أسباب أخرى لهذا الصداع.

أهم الأعشاب والزيوت المستخدمة لعلاج الصداع النصفي

النعناع الفلفلي

يعتبر النعناع الفلفلي نوعاً هجينا من النعناع وهو خليط من النعناع الرمحي ونعناع الماء وينمو في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا. يمكن استخدام أوراق النعناع الفلفلي أو زيته الأساسي للعلاج الطبي ولأغراض الطبخ أيضاً. بالإضافة إلى علاج الصداع النصفي يستخدم النعناع الفلفلي لعلاج الحالات الصحية التالية:

يستخدم زيت النعناع الفلفلي وخصوصاً المكون الفعال الأهم فيه وهو المنثول على هيئة سائلة ضمن كبسولات إلا أن هناك أصنافاً تجارية من الشاي الخاص به متوفرة في المتاجر.

وفي دراسة تم إجراؤها في 2010 تبين أن وجود المنثول في محلول مائي بنسبة 10% يمكن أن يعطي نتائج رائعة لشفاء الصداع النصفي والتخفيف من أعراض الغثيان عند فرك الجبين والصدغين به.

الزنجبيل

الزنجبيل نبات مداري آسيوي وقد استخدم منذ القدم كنوع من العلاج في الصين. يعتبر الزنجبيل أيضاً من ثوابت مكونات المطبخ الهندي والعربي ولطالما تم استخدامه كعلاج للحالات المرضية التالية:

يعتبر الزنجبيل من مضادات الالتهاب والفيروسات والفطريات وكذلك هو عامل مضاد للبكتيريا. بالإضافة إلى ذلك تشير دراسة تم إجراؤها في 2013 إلى أن مسحوق الزنجبيل له فوائد تقارب فوائد "السوماتريبتان" وهو عقار دوائي يوصف في حالات الصداع النصفي للتخلص من الأعراض إلا أن الآثار الجانبية للزنجبيل أقل إزعاجاً من آثار العقار الدوائي.

بإمكان معظم الأشخاص تحمل طعم الزنجبيل الطازج أو المجفف أو متمماته الغذائية أو خلاصته، ولكن من المهم عدم تناول الزنجبيل أو متمماته مع مميعات الدم حيث يمكن أن يتسبب ذلك بتداخل دوائي.

الكافيين

أصبحت المشروبات التي تحتوي على الكافيين شائعة في الصين خلال حكم سلالة مينغ وانتشرت بشكل شاسع في أوروبا خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر.

في الطب الصيني التقليدي لطالما استخدم القدماء الشاي الأخضر مع بعض الأعشاب الأخرى لتخفيف آلام الصداع النصفي، أما القهوة، وهي أشهر المشروبات التي تحتوي على الكافيين، فقد بدأت شعبيتها من المنطقة العربية، ومشروب المتة ذو محتوى الكافيين الأقل نسبياً موطنه الأصلي هو أمريكا الجنوبية.

وقد استخدم الناس من مختلف الحضارات الكافيين لعلاج بعض الحالات الصحية مثل:

يوجد الكافيين في بعض أنواع المسكنات في الوقت الحالي وتتركز معظم الدراسات الحديثة على وظيفته المرافقة للمسكنات حيث أنه يعتبر إضافة آمنة في الأدوية بالنسبة للكثير من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي.

زيت اللافندر

يعرف زيت اللافندر برائحته الحلوة ويتم تحضير زيته الأساسي عبر تقطير أوراق أزهار هذه النبتة ذات الرائحة الفواحة. يعود موطن اللافندر الأصلي إلى الجبال المنتشرة في حوض المتوسط وهو شائع في أوروبا وأستراليا وأمريكا الشمالية.

استخدم المصريون القدماء زيت اللافندر في عملية التحنيط بفضل خصائصه المضادة للميكروبات وعطره المنعش وبعد ذلك انتقل استخدامه إلى روما واليونان وبلاد فارس حيث كان يتم استخدامه في الحمامات. ولطالما تم استخدام الزيوت الأساسية في شفاء الصداع والأرق والمشاكل النفسية مثل التوتر والإرهاق ولا تزال بعض هذه الاستخدامات القديمة ساريةً حتى يومنا هذا.

وتفيد دراسة تعود لعام 2012 أن استنشاق زيت اللافندر خلال نوبة الشقيقة يمكن أن يساهم في شفاء الأعراض بشكل أسرع.