شنّ الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، غارات إسرائيلية استهدفت عدّة مواقع في جنوب لبنان، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء اللبنانية، بينما أعلن جيش الاحتلال مهاجمة منصات إطلاق صواريخ لحزب الله في منطقة النبطية.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن "مقاتلات سلاح الجوّ، هاجمت قبل قليل، وبتوجيهات استخباراتية، منصات إطلاق صواريخ متوسطة المدى، يستخدمها حزب الله، في موقع عسكري للمنظمة".
كما "هوجمت منصات إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله، قرب موقع عسكري آخر في منطقة النبطية".
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه "في إطار تطبيق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان، قبل الهجوم، تم إرسال طلب إلى الجيش اللبناني، لتحييد منصات الإطلاق، التي شكلت تهديدا للخلفية الإسرائيلية وقواتنا"، وادّعى أنه "لم تتم مهاجمة منصات الإطلاق، إلا بعد عدم تلبية الطلب من قِبل الجيش اللبناني".
ويمثل هذا التطور أحدث خرق إسرائيلي لاتفاق هش لوقف إطلاق النار بين تل أبيب و"حزب الله" دخل حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية، أن "غارة معادية (إسرائيلية)، استهدفت مرتفعات الريحان - جبل الزغرين"، وأُخرى "استهدفت المنطقة الواقعة بين زحلتا وجباع".
وأكدت أن "الطيران الحربي المعادي، أغار قرابة السابعة وخمس دقائق من مساء الخميس، مستهدفا منطقة البريج، عند الأطراف الشمالية لمنطقة إقليم التفاح ، بصاروخي جو - أرض أحدث انفجارهما دويا، تردّد في منطقتي إقليم التفاح، والنبطية".
وأضافت الوكالة أن "هذا العدوان الجويّ، يعتبر هو الأول الذي تتعرض له منطقة إقليم التفاح، منذ وقف إطلاق النار".
وفي وقت سابق الخميس، توغلت دورية للجيش الإسرائيلي، في بلدة بيت ليف جنوبي لبنان للمرة الأولى منذ تصعيد الحرب على لبنان في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن "دورية معادية معززة بدبابات ميركافا وآليات وجرافة توغلت في أطراف بيت ليف" في قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي لم يسبق أن توغل في هذه البلدة خلال عمليات التوغل البري التي بدأت مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وذكرت أن الجنود الإسرائيليين قاموا بـ"تفتيش بعض المنازل والأحراج" في البلدة.
كما أفادت الوكالة اللبنانية أن "دوريات معادية تقوم بالدخول إلى بلدة بيت ليف، وتعمل عناصرها على تفتيش المنازل الواقعة لجهة بلدتي راميا والقوزح".
وإضافة إلى هذا التوغل، ارتكب الجيش الإسرائيلي، حتى عصر الخميس، 3 خروقات أخرى، إذ قالت الوكالة اللبنانية إن "منطقة الرومية بين بيت ليف وياطر تعرضت لقصف مدفعي معاد".
وصباحا، حلق طيران حربي إسرائيلي مسيّر في أجواء العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية على علو منخفض، فيما حلقت طائرات استطلاعية على علو منخفض أيضا في أجواء مدينة صور وقرى القضاء بمحافظة الجنوب.
وبدعوى التصدي لـ"تهديدات من حزب الله" ارتكبت إسرائيل 336 خرقا لوقف إطلاق النار حتى الثلاثاء، ما أدى إجمالا إلى استشهاد 32 شخصا وإصابة 39.
ودفعت هذه الخروقات "حزب الله" إلى الرد، في 2 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، للمرة الأولى منذ سريان الاتفاق، بقصف صاروخي استهدف موقع "رويسات العلم" في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب نهر الليطاني، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و63 شهيدا و16 ألفا و664 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.