خلافا للتقارير في اليومين الماضيين حول حدوث تقدم كبير في المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وأن الجانبين على وشك الاتفاق حولها، وإن كانت "صفقة صغيرة"، إلا أن هذه التقارير ليست صحيحة، وتوصف بأنها ليست أكثر من كونها "خدع إعلامية" كاذبة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وتناقلت وسائل إعلام أن حماس سلمت قائمة مؤلفة من 33 أسيرا وأسيرة إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة، وكأن حماس هي التي اختارت هذه الأسماء، لكن تبين أن هذه قائمة إسرائيلية جرى نقلها إلى حماس منذ أشهر عديدة ونشرتها صحف إسرائيلية، في أيلول/سبتمبر الماضي

وبحسب محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين بيرغمان، اليوم الثلاثاء، فإنه "لا يوجد أي اتفاق لتحرير الأسماء المذكورة في القائمة، وحتى أن المفاوضات ليست قريبة من ذلك"، وأن إسرائيل ترفض مطالب حماس، التي لم تتغير منذ بدء المفاوضات. "وهذه قائمة إسرائيلية نُقلت إلى حماس، وليست قائمة قدمتها حماس إلى إسرائيل".

وأكد بيرغمان على أن سبب الحملة الإسرائيلية "المتفائلة" بقرب التوصل إلى اتفاق هو نشر حماس مقطع فيديو لأسيرة إسرائيلية، قبل يومين، والتخوف "من ضغط محلي في إسرائيل من أجل التوصل بسرعة إلى صفقة كاملة".

مظاهرة في تل أبيب، السبت، للمطالبة بتبادل أسرى ووقف إطلاق النار (Getty Images)

ولفت بيرغمان إلى أن "مطالب حماس لم تتغير بشكل جوهري منذ تفجر وقف إطلاق النار الأول في بداية كانون الأول/ديسمبر 2023. فقط طالبت حينها وتطالب اليوم بإنهاء الحرب، انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة وتحرير جارف للأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل".

وأشار إلى أن موضوع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة تم طرحه مرات قليلة في الكابينيت السياسي – الأمني، منذ حل كابينيت الحرب، لكنه لم يطرح أبدا في الهيئة الكاملة للحكومة الإسرائيلية.

وأضاف بيرغمان أن مزاعم إسرائيل بأن حماس تعرقل التوصل إلى صفقة "هدفه الدفاع عن نفسها أمام اتهامها بأنها تفضل الاحتلال في غزة على حياة المخطوفين".

وتابع أنه "رغم الأقوال التي تأتي من إسرائيل، فإن حماس بالذات تريد التوصل إلى صفقة، لكن بشروطها. تماما مثلما تريد إسرائيل صفقة بشروطها. ومطلبا حماس الأساسيان – إنهاء الحرب وانسحاب من القطاع – مسجلان في الفصل للخطة التي وافقت إسرائيل عليها ونقلتها إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، في 27 أيار/مايو الماضي".

وأضاف أن حماس أرادت صفقة واحدة كبيرة، "لكن إسرائيل أصرت على صفقة معقدة ومرشحة للانفجار". ولم تكن قائمة أسماء الأسرى الإسرائيليين مشمولة في مقترح 27 أيار/مايو، لكنها ظهرت في "رسالة توضيحات نتنياهو" إلى بايدن في 27 تموز/يوليو، وجاء فيها أن "33 مخطوفا تحررهم حماس في المرحلة الأولى ستشمل جميع المخطوفين الإسرائيليين الإنسانيين المرفقة في الملحق 2"، الذي شمل أسماء النساء والأطفال في الأسر والمجندات والذين فوق سن 50 عاما وقائمة الأسرى الإسرائيليين المرضى والجرحى.

ونقل بيرغمان عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن "خدعة نتنياهو هي أنه يوجد نقاش حول من يوصف بأنه ’مريض’. وبإمكان حماس أن تدعي أن فلان ليس مريضا برأيها، أو ليس مريضا بشكل كاف كي يُشمل في القائمة، وعندها تعرقل المفوضات لأسابيع أو أشهر من النقاشات".

ولفت إلى أن الخلاف المركزي في المفاوضات ما زال يتمحور حول "من يوصف كمريض"، ومن دون وضع تعريف أو معايير لمن يعتبر مريض، "لكن الحقيقة هي أنه بعد 15 شهرا في الأنفاق، جميعهم مرضى وبعضهم في حالة خطيرة جدا. وإسرائيل كبّلت نفسها في هذه القائمة، وهذا التكبيل لا يسمح بتفكيك القائمة إلى أجزاء أمام أنظار عائلات المخطوفين".