تعرض كلّ جهة مشاركة في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات الّذي ينطلق الثلاثاء منتجًا على الأقلّ قائمًا على الذكاء الاصطناعيّ، وتزخر الأجنحة تاليًا بسيّارات أو ثلّاجات أو أجهزة تلفزيون ذكيّة أو روبوتات تؤدّي دور الحيوانات الأليفة.

ومع أجهزة تلفزيون يمكن طرح أسئلة عليها أو سيّارات تقترح للسائقين طرقًا معيّنة من دون طلب ذلك منها، تسعى الجهات العارضة في لاس فيغاس هذا العام إلى جعل الذكاء الاصطناعيّ على اتّصال بالمستهلك.

ويؤشّر ظهور المساعدين الصوتيّين كـ"جيميناي" من "غوغل" الّذي بات مدمجًا في تلفزيون ذكيّ من إنتاج شركة "تي سي إل"، إلى الرغبة في إبراز الذكاء الاصطناعيّ لتسريع استخدامه.

ويشير رئيس مجموعة "سامسونغ" جيه إتش هان، إلى أنّ شركته تسعى إلى تمكين المستهلكين، بفضل الذكاء الاصطناعيّ، من "العيش بشكل أفضل وأسهل وأبسط عن طريق فهم مختلف احتياجاتهم الفرديّة".

أمّا شركة "إل جي" المنافسة لـ"سامسونغ"، فتسعى بدورها إلى "دمج الذكاء الاصطناعيّ في مختلف تفاصيل الحياة"، على ما يؤكّد مديرها العامّ وليام تشو.

وليس من قبيل الصدفة أن يكون رئيس شركة "نفيديا" الكبرى المتخصّصة بأشباه الموصّلات جنسن هوانغ، الضيف المميّز في المعرض، إذ سيلقي كلمة مساء الاثنين عشيّة افتتاح المعرض للعامّة الثلاثاء.

وقد أصبحت مجموعته من أبرز الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ، والمستهلكة الرئيسيّة لرقائقه، وهي بطاقات رسوميّة باتت شهيرة، من أجل تطوير هذه التقنيّة.

(Getty)

يؤدّي الذكاء الاصطناعيّ والحوسبة بشكل عامّ دورًا متزايد الأهمّيّة في عالم السيّارات، وقد بات هذا القطاع لاعبًا رئيسيًّا في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات.

ويقول المحلّل في شركة "تيكسبوننشل" إنّ "معرض لاس فيغاس للإلكترونيات بات بمثابة معرض للسيّارات منذ فترة، وسيصبح ذلك أكثر وضوحًا هذا العام".

وستكون شركات "تويوتا" و"بي إم دبليو" و"مرسيدس" و"هيونداي" و"بي واي دي" الصينيّة حاضرة في المعرض، وكذلك شركة "وايمو" التابعة لـ"غوغل" والمتخصّصة بالمركبات الذاتيّة القيادة، فضلًا عن شركة "موبيلاي" المتخصّصة في برامج المساعدة على القيادة.

وبحسب وسائل إعلام عدّة، يفكّر الرئيس الأميركيّ المنتخب دونالد ترامب الّذي يتولّى منصبه رسميًّا في 20 كانون الثاني/يناير، في تخفيف القواعد التنظيميّة المتعلّقة بالمركبات الذاتيّة القيادة بالكامل.

وفي قسم النقل أيضًا، يتوقّع المحلّل المستقلّ روب إندرله أن "يرى زوّار المعرض مركّبات طائرة متاحة للبيع".

وتخطّط شركة "إكسبنغ" الصينيّة لتقديم "لاند إيركرافت كاريير"، وهي مركّبة كهربائيّة تنقل آليّة طائرة أشبه بطائرة مسيرة عملاقة، يمكن استخدامها بشكل منفصل.

وتعتزم الشركة المصنّعة بيعها اعتبارًا من عام 2026 بسعر يقدّر بـ280 ألف دولار للمركبة الواحدة.

لكنّ "الحصول على رخصة للطيران سيكون موضوعًا آخر"، بحسب إندرله.

ومن بين المواضيع الرئيسيّة الأخرى في المعرض هذه السنة "الصحّة الرقميّة الّتي ستكون حاضرة بقوّة"، وفق المحلّل الّذي يقول "نشهد عددًا أكبر بكثير من الأشخاص يضعون أجهزة متّصلة يمكنها قياس المؤشّرات الصحّيّة".

وستجد التكنولوجيا طريقها أيضًا إلى المنازل، من خلال ثلّاجة من نوع "ال جي" LG قادرة على اقتراح وصفات بناء على الموادّ الغذائيّة الّتي تحتويها، أو مرآة ذكيّة تكتشف حالة اللياقة البدنيّة للفرد الموجود أمامها.

تبرز في المعرض روبوتات مصمّمة لتوفير الراحة لأصحابها أو لتأدية دور الحيوانات الأليفة.

لكن سيكون التهديد الّذي يلوّح به ترامب بفرض رسوم جمركيّة جديدة حاضرًا في أذهان المجموعات الأجنبيّة الموجودة في السوق الأميركيّة أو الطامحة إلى ذلك.

من المؤكّد أنّ هذه التعريفات الجمركيّة ستؤدّي إلى زيادة أسعار معظم القطع المعروضة في معرض لاس فيغاس للالكترونيّات، وفق إندرله.

ويتوقّع المحلّل أن "يكون هناك الكثير من العارضين القلقين، لكنّهم يفضّلون التعبير عن ذلك على انفراد حتّى لا يثيروا نفورًا لدى الحكومة المستقبليّة".

وتقول المحلّلة في شركة "كرييتيف ستراتيجيز" كارولينا ميلانيسي "سيكون من المثير للاهتمام التحدّث مع الممثّلين الأجانب لمعرفة كيف يرون تأثير أربع سنوات من حكم ترامب وماسك على التكنولوجيا"، في إشارة إلى رئيس شركة "تيسلا" الملياردير الّذي سيوكل إليه ترامب دورًا رئيسيًّا في مجال التكنولوجيا خلال ولايته المقبلة.

ومن بين الشركات الصينيّة الكثيرة الّتي جرى الإعلان عن مشاركتها في المعرض، يواجه عدد منها بالفعل بيئة تنظيميّة وسياسيّة صعبة.

وتمنع الرسوم الجمركيّة المرتفعة شركات صناعة السيّارات الصينيّة من بيع منتجاتها للولايات المتّحدة.

وقد حظرت الأخيرة أيضًا تسويق المعدّات من شركة "هواوي" الصينيّة العملاقة للهواتف الذكيّة.