تواصل سيدة عربية من قلنسوة، تلقي العلاج في مستشفى "مئير" بمدينة كفار سابا بعد تعرضها لاعتداء عنيف على يد الشرطة الإسرائيلية، يوم الإثنين الماضي. الاعتداء الذي تم توثيقه عبر كاميرات المراقبة المثبتة على منزلها، شمل ضربًا مبرحًا وتجريدها من حجابها، عندما سألت الشرطة عن سبب إزالة كاميرات المراقبة الخاصة بعائلتها.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وتعاني السيدة البالغة من العمر 30 عامًا (اسمها محفوظ لدى هيئة التحرير)، من وضع صحي صعب، إذ إنها مصابة بأمراض مزمنة، بينها مرض السرطان، وهو ما يزيد خطورة الاعتداء الوحشي الذي تعرضت له. وتسبب الاعتداء بنزيف داخلي وأضرار جسدية كبيرة، تطلبت إدخالها إلى المستشفى لإجراء جراحة طارئة.
وتؤكد السيدة أن الدوافع وراء الهجوم تحمل طابعا عنصريا، حيث تجسد الحادثة ممارسات الشرطة الإسرائيلية الممنهجة ضد المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني. وأوضحت أن الشرطة لم تكتف بالاعتداء الجسدي، بل تجردت من أي اعتبار إنساني، حيث جُردت المرأة من حجابها، واحتُجزَت دون إبلاغ عائلتها أو السماح لها بالتواصل مع محامٍ للدفاع عنها.
وفي حديث لـ"عرب 48"، قالت السيدة إنه "كنت في منزلي عندما وصلت الشرطة، وبدأت بقطع أسلاك الكاميرات. توجهت إليهم وسألتهم عن السبب، لكنهم بدأوا بالاعتداء عليّ جسديًا ولفظيًا دون أي سبب مقنع".
وأوضحت أن الشرطة كانت قد وصلت إلى المنزل قبل أسبوعين من الحادثة، بحجة فحص كاميرات المراقبة التي ثبتتها العائلة على مدخل المنزل، رغم تأكيد العائلة للشرطة حينها أن الكاميرات هي ملكية خاصة وضعت لحماية المنزل بسبب موقعه القريب من الشارع العام، والذي تعرض لعدة محاولات سرقة وتخريب سابقًا.
ومع ذلك، عادت الشرطة مجددا يوم الحادثة، وقامت بقطع أسلاك الكاميرات وإزالتها دون أي توضيح أو مبرر قانوني. وعندما توجهت السيدة لاستفسارهم عن سبب هذا التصرف، تعرضت لاعتداء عنيف.
وأوضحت أن "الضرب المبرح الذي استهدف منطقة البطن تسبب لي بضرر كبير، خاصة أنني أعاني مرض السرطان، وخضعت لست عمليات جراحية سابقة. هذا الاعتداء تسبب لي بنزيف داخلي، ومن المتوقع أن أحتاج إلى عملية جراحية جديدة".
وأضافت "عندما كانوا يعتدون عليّ، كنت أصرخ وأخبرهم أنني أعاني أمراضًا مزمنة، لكنهم لم يكترثوا. حتى عندما قُيِّدَت يدي، أوضحت لهم أنني أعاني التهابًا في المفاصل، لكنهم استمروا في الاعتداء الوحشي".
وعبرت السيدة عن حالتها النفسية بعد الاعتداء، وقالت إنه "حتى اللحظة لم أستوعب ما حصل معي. أحاول فهم الذي جرى، ولكنني عاجزة عن استيعاب السبب وراء هذا الاعتداء. الأمر تسبب لي بصدمة نفسية وخوف لا ينقطع".
وأضافت أنه "كلما تذكرت تفاصيل الحادثة، أشعر بقلق شديد، خصوصًا أن هذا الاعتداء جاء من الشرطة، التي من المفترض أن تحمي المواطنين، وليس أن تكون مصدرًا للعنف والاعتداء عليهم".
وشددت على أن ما تعرضت له كان بدافع عنصري، وقالت إن "هذا الاعتداء حصل فقط لأنني عربية. أحمد الله أن كاميرات المراقبة، وثّقت كل شيء، وسأتابع الأمر قضائيًا، ولن أتنازل عن حقي".
من جانبه، قال شقيق السيدة لـ"عرب 48": "شقيقتي تعرضت للاعتداء المبرح عند مدخل منزلها وداخله، فقط لأنها سألت الشرطة عن سبب إزالة كاميرات المراقبة. لم يراعوا حالتها الصحية، وواصلوا ضربها واعتقالها دون السماح لها بالتحدث مع محامٍ أو إبلاغ العائلة بمكان احتجازها".
وتابع مستنكرا "حتى إنهم جردوها من حجابها". وأكد أن "حالة شقيقتي الصحية مستقرة الآن، لكنها تعيش في حالة من الخوف والصدمة. الشرطة التي يُفترض بها أن توفر الأمن أصبحت مصدرًا للرعب".
وعن حالة شقيقته الصحية، قال إن: "حالة شقيقتي الصحية حاليًا مستقرة، ولكنها متخوفة جدًا من الحادثة التي حصلت، خاصةً أن الاعتداء حصل من الشرطة التي من المفترض أن تؤمن الأمان للمواطنين، وليس الاعتداء عليهم واستخدام أساليب عنيفة، بتنا نشعر بعدم الأمان".
وأشار إلى أن العائلة ستتقدم بشكوى رسمية، مؤكدا "لن نصمت عن هذا الاعتداء، وسنلاحق الشرطة قانونيًا. هذا العنف لا يمكن القبول به".