مع اقتراب انتهاء مهلة الستين يومًا التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، بدأ الجيش اللبناني انتشاره في بنت جبيل بالجنوب اللبناني عقب انسحاب القوات الإسرائيلية وفقًا للاتفاق.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وعلى وقع الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي لا تترك سماء المنطقة، يتوافد السكان لتفقد منازلهم ومحالهم التجارية التي سويت بالأرض.
وعلى الرغم من الدمار الكبير الذي ألحقه القصف الإسرائيلي في أحياء البلدة وبنيتها التحتية ومنازلها ومحالها التجارية، وسوقها ومركز بلديتها وشبكات كهربائها ومياهها، يعبّر الأهالي النازحون عن فرحتهم بالعودة إلى مدينتهم، مؤكدين أنهم سيباشرون فورًا بالإعمار من أجل "نفض غبار الحرب عنها، وإعادة الحياة إلى هذه المدينة التي لا تموت".
أم حسين (75 عامًا) وهي تنظر إلى منزلها المدمر كليًا، تقول إنها "كل يوم تأتي" لتفقد منزلها، "وخاصة أني الآن أسكن في منطقة قريبة عند ابنتي منذ بداية الحرب".
أما محمد عطوي، صاحب محال لبيع المواد الغذائية، فيوضح، في حديث لوكالة "الأناضول"، أنه "منذ إعلان الهدنة أتيت إلى هنا" لافتًا إلى أن "الإسرائيلي دخل إلى هنا بعد الهدنة واستباح كل شيء، ولم يلتزموا بوقف إطلاق النار".
وأشار إلى أن "الحرب أتت قاسية وطويلة"، وإلى أن أهالي المدينة بدأوا يتوافدون لتفقد منازلهم منذ دخول الجيش اللبناني يوم الأحد الماضي. (2025.1.19).
"الخروقات لم تتوقف"
وفق وكالة الأنباء اللبنانية، عملت قوات إسرائيلية (الثلاثاء 2025.1.21) على تفجير بوابات عدد من المنازل في منطقة التوغل عند أطراف بنت جبيل لجهة مارون الرأس، وسط إطلاق نار متقطع في المكان.
ولفتت إلى أن "جرافات إسرائيلية تقوم بعمليات تجريف الطرقات، التي تربط الأحياء الداخلية في بلدة مارون الراس".
كما توغلت "قوة إسرائيلية من بلدة الطيبة نحو بلدة عدشيت القصير الحدودية" جنوب لبنان.
إلى ذلك أفادت بتوغل إسرائيلي من بلدة بني حيان في اتجاه وادي السلوقي، وتنفيذها "سلسلة عمليات نسف ضخمة في وادي السلوقي، بعدما كانت فجرت مسجدًا".
تجدر الإشارة إلى أن هذه الخروقات الإسرائيلية تأتي قبل أيام من انتهاء مهلة الـ60 يومًا التي تحل في 26 كانون الثاني/ يناير الجاري، والتي بموجبها يفترض أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من البلدات التي احتلها جنوب لبنان في الحرب الأخيرة ضد "حزب الله".
ومنذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفًا متبادلاً بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر الفائت.
"الجيش الإسرائيلي سرق منزلي"
وبزعم التصدي لـ"تهديدات من حزب الله"، ارتكبت إسرائيل مئات الخروقات للاتفاق، ما خلّف 37 شهيدًا و45 جريحًا، وفق بيانات رسمية لبنانية.
ابن مدينة بنت جبيل، سمير (57 عامًا) يقول إنه كان يشاهد من بعيد "كيف دخل عناصر الجيش الإسرائيلي إلى منزلي، وسرقوا أغراضي.. وقبل أن يخرجوا منه حطموه من الداخل وخربوه".
ويضيف أنه أتى الآن إلى منزله، ورأى عن قرب مشاهد الخراب "الذي أحدثه هؤلاء، من إطلاق الرصاص على الجدران وأدوات المنزل".
وعلى صلة، يذكر، أنه وبحسب الاتفاق، تنسحب إسرائيل تدريجيًا خلال مهلة مدتها 60 يومًا من المناطق التي احتلتها في لبنان أثناء تلك الحرب، على أن ينتشر الجيش اللبناني على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.