كشف تقرير جديد أصدره حملة - المركز العربيّ لتطوير الإعلام الاجتماعيّ بعنوان "الأمان الرقميّ للأطفال الفلسطينيّين في شرق القدس: بين الانتهاكات والفاعليّة الرقميّة،" عن التحدّيات الملحّة والانتهاكات الرقميّة الّتي يواجهها الأطفال الفلسطينيّون في القدس الشرقيّة في الفضاء الرقميّ.
ويبرز التقرير المخاطر الواسعة الّتي يتعرّض لها الأطفال في الفضاء الرقميّ، ويبحث مستوى وعيهم بهذه المخاطر ومدى معرفتهم بوسائل الحماية الرقميّة. بالإضافة إلى ذلك، يدرس التقرير دور السلطات الإسرائيليّة، الأقران، العائلات، المدارس ومؤسّسات المجتمع المدنيّ في تقويض أو تعزيز حقوق الأطفال الرقميّة.
ويتناول القسم الأوّل من التقرير تأثير المحيط الاجتماعيّ للأطفال على الانتهاكات والاعتداءات الرقميّة الّتي يتعرّضون لها، فيما يستعرض في القسم الثاني الاعتداءات الرقميّة الّتي تعرّض لها الأطفال على خلفيّة سياسيّة في أعقاب السابع من تشرين الأوّل 2023، مع التمييز بين الدور الّذي لعبته السلطات الإسرائيليّة، وذلك الّذي لعبته شركات التكنولوجيا. وفي القسم الثالث، يستعرض التقرير دور مقدمي الرعاية في تجارب الأطفال وأمانهم الرقميّ، يشمل دور الوالدين والأسر، دور المدارس ودور مؤسّسات المجتمع المدنيّ. في القسم الرابع والأخير، يستعرض التقرير آليّات وأدوات الحماية الشائعة بين الأطفال والشبكات الاجتماعيّة الّتي يتوجّه لها الأطفال طلبًا للمساندة والدعم عند تعرّضهم لاعتداءات رقميّة.
]وأظهرت الدراسة أنّ مستويات المراقبة الرقميّة مرتفعة للغاية، حيث يعتقد العديد من الأطفال الفلسطينيّين وأسرهم في القدس الشرقيّة أنّهم يخضعون لمراقبة رقميّة مكثّفة، ممّا يؤدّي غالبًا إلى الرقابة الذاتيّة وتقليص حرّيّة التعبير. كما كشفت الدراسة عن انتشار واسع لمخاطر رقميّة تشمل التحرّش الإلكترونيّ، انتحال الهويّة، والتعرّض لمحتويات ضارّة، وسط غياب الأدوات والمعرفة اللازمة للحماية.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت النتائج إلى قلّة الدعم المتاح، حيث تظهر الدراسة افتقار الأسر والمدارس إلى الموارد والوعي الكافي لمعالجة التهديدات الرقميّة، ممّا يزيد من تعرّض الأطفال للخطر. وأوضح التقرير أنّ قضايا السلامة الرقميّة تتأثّر بعوامل متقاطعة، مثل النوع الاجتماعيّ والوضع الاقتصاديّ، ممّا يضع الفئات الأكثر تهميشًا في خطر متزايد.
ويدعو التقرير إلى اتّخاذ خطوات عمليّة وشاملة لمواجهة التحدّيات الرقميّة الّتي يتعرّض لها الأطفال الفلسطينيّون في القدس الشرقيّة. ويؤكّد على أهمّيّة إنهاء الاحتلال وإزالة الحواجز العسكريّة ومحاسبة المتورّطين في الانتهاكات. كما يشدّد على ضرورة تحديث قائمة حقوق الطفل لتشمل الأطفال في مناطق النزاع، وضمان مساءلة الحكومات المتورّطة في الانتهاكات. ويحثّ شركات التكنولوجيا على تبنّي خوارزميّات تحمي الأطفال من المحتوى غير اللائق، وإيقاف ممارسات الحظر ضدّ المحتوى الفلسطينيّ، مع إشراك الأطفال في تحديثات المنصّات الرقميّة. ويدعو التقرير المموّلين لدعم استدامة المشاريع الرقميّة ودمج الأمان الرقميّ في خططهم، مع تعزيز الحوار بين الأطفال ومقدمي الرعاية لتوجيه استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابيّ. كما يدعو المؤسّسات التعليميّة لتطوير سياسات رقميّة شاملة، وتأهيل المعلّمين والأطفال على الأمان الرقميّ لضمان بيئة تعليميّة آمنة ومستدامة.
للاطلاع على التقرير كاملًا، يمكنكم/ن زيارة الرابط، هنا.