يشهد مخيم جنين عدوانًا إسرائيليًا متصاعدًا، حيث يلجأ الجيش الإسرائيلي إلى تكتيكات عسكرية تشمل عمليات حصار وتضييق في المخيم، وتفجير المنازل، واستخدام القوة النارية بشكل مكثف، في محاولة للقضاء على المقاومة الفلسطينية وتدمير البنية التحتية فيه.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وادعى الجيش الإسرائيلي، في إحاطة قدمها لوسائل الإعلام أن قواته "تعمل على تمشيط المخيم بشكل دقيق، وتفتيش المباني واحدًا تلو الآخر بحثًا عن مسلحين وأسلحة"، وأضاف أنه يعمل على "محاصرة المسلحين ضمن مساحة محددة، ما يدفعهم إلى ارتكاب أخطاء تكشف مواقعهم".
وقال إنه "بخلاف العمليات السابقة التي ركزت على الاقتحامات السريعة، فإن العملية تستهدف تفكيك كتيبة جنين بشكل كامل، وتحييد قدراتها العسكرية والتنظيمية"، وأضاف "تهدف العملية إلى شلّ القدرات العملياتية والتنظيمية لكتيبة جنين".
وادى الجيش الإسرائيلي أن الكتيبة "كانت تشكل تهديدًا أمنيًا مستمرًا خلال الأشهر الماضية"، مؤكدا أن حصيلة ضحاياه في المخيم بلغت 13 شهيدا، بينهم اثنان قال إنهما "كان جزءًا من الخلية التي نفذت الهجوم في قرية فندق"، في إشارة إلى قتيبة الشبلي ومحمد نزال.
من جهة أخرى، يدعي الجيش الإسرائيلي أنه لم يفرض إغلاقا شاملا على الضفة الغربية، وفق ما تتداوله وسائل التواصل، علما بأن الجيش الإسرائيلي شدد إغلاقاته بالضفة وعزز إجراءاته، ما أدى إلى تقييد حرية حركة المواطنين.
وفي الأسبوع الأخير فقط، أضاف جيش الاحتلال أكثر من 14 بوابة وحاجزا عسكريا في الضفة الغربية، في حين ارتفع مجموع الحواجز والبوابات من 872 بوابة وحاجزا نهاية 2024، إلى أكثر من 898 حاجزا وبوابة، بحسب مسؤول في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
وواصل الجيش الإسرائيلي، الخميس، ولليوم الثالث على التوالي، عدوانه على منطقة جنين، في عملية قال إن قواته تستعد لها منذ شهر، ويشارك فيها قوات تشمل وحدة "إيغوز" الخاصة، ووحدة "دوفدوفان"، بالإضافة إلى وحدة "يمام"، وكتيبتين من "حرس الحدود".
ومنذ ظهر الثلاثاء، بدأ الجيش بمصادقة من المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) عملية عسكرية بمدينة جنين ومخيمها أطلق عليها اسم "السور الحديدي" استشهد خلالها 13 فلسطينيا وأصيب العشرات بجراح، وفق مصادر رسمية فلسطينية.
وجاءت عملية جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. وخلال عدوانه على جنين، أجبر جيش الاحتلال المئات من أهالي المخيم على النزوح حيث أحرق عدة منازل وحول أخرى إلى ثكنات عسكرية.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب، في تصريحات لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن الاحتلال أجبر المواطنين في مخيم جنين على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح وبالقوة وبعد تخويفهم، وفتح ممرا واحدا يضطر فيه الناس إلى المرور عبر كاميرات لفحص بصمات العين والوجه، حتى وصولهم إلى دوار العودة غرب المخيم.
ولفت إلى أنه حسب مدير الخدمات في المخيم محمد الصباغ ومديرة الوكالة في المخيم، فإن أعداد العائلات التي نزحت عن المخيم تقدر بالمئات بمعدل 4-5 أفراد من كل عائلة.
وأشار أبو الرب إلى فتح المركز الكوري ومراكز أخرى في المدينة لاستقبال النازحين كما في الاقتحامات السابقة، إلا أن الاحتلال منع توجه الناس إلى المدينة، وأجبرهم على سلوك طريق واد برقين باتجاه دوار العودة.
وأضاف أن البلديات في قرى الخط الغربي من المدينة أعطيت تعليمات بفتح مراكز وشقق للنازحين واستقبالهم وإمدادهم بالاحتياجات الضرورية.
وبموازاة الحرب على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 873 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.