يستدل من معطيات وإحصاءات نشرتها جمعية مكافحة السرطان في إسرائيل، اليوم الأحد، بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، أنه تم خلال عام 2024 تشخيص حوالي 33,570 امرأة ورجل مصابا بالسرطان في البلاد، أي ما يقرب من 92 مريضا جديدا كل يوم، وتوفي حوالي 12 ألف مواطن بسبب المرض.
وبحسب بيانات وزارة الصحة، تم تسجيل 33145 حالة جديدة في السجل الوطني للسرطان في عام 2021. وكان أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال اليهود سرطان البروستات وسرطان الرئة، بينما لدى الرجال العرب، فإن سرطان الرئة يحتل المرتبة الأولى والبروستات الثانية، وبين النساء (يهوديات وعربيات) سرطان الثدي وسرطان القولون. في عام 2021 توفي حوالي 11,582 شخصا بسبب السرطان. ومن بين الذين توفوا، كان السبب الأكثر شيوعا للوفاة لدى الرجال هو سرطان الرئة، ولدى النساء سرطان الثدي.
وأكدت جمعية مكافحة السرطان أن اتباع أسلوب حياة صحي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان بنسبة 50% وفي الوقت نفسه، يذكر أن الكشف المبكر يمكن أن ينقذ الأرواح من خلال الفحوصات التي تُجْرَى مجانًا من قبل شركات التأمين الصحي ضمن سلة الصحة.
وأفاد مدير فعاليات جمعية مكافحة السرطان في المجتمع العربي، فاتن غطاس، بأن استطلاع رأي جديد حول مواقف الجمهور الإسرائيلي تجاه صحتهم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أظهر أن 62% لم يحدث أي تغيير في موقفهم تجاه الصحة، بينما يولي 24% أهمية أكبر للحفاظ على نمط حياة صحي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأظهر الاستطلاع أيضًا اختلافات بين مناطق البلاد: في المنطقة الشمالية، أفاد واحد من كل خمسة أن الحفاظ على نمط حياة صحي أصبح أقل أهمية بالنسبة لهم منذ بداية الحرب، مقارنة بنحو 6 - 9% من سكان منطقة تل أبيب - المناطق الوسطى والجنوبية.
وأُجري الاستطلاع بمبادرة من جمعية مكافحة السرطان، وبناءً عليه، طُلب من المشاركين معرفة ما إذا كانت تصوراتهم عن السرطان قد تغيرت منذ الحرب. وفي أغلب الأحيان، لم يكن هناك تغيير ملحوظ في التصورات بعد الحرب (78%). وذكر نحو 6% أن الواقع الجديد جعلهم يرون المرض بنسب مختلفة، وبصورة أكبر قليلًا بين من تبلغ أعمارهم 55 عاما فأكثر (%16-12). وذكرت نسبة مماثلة بلغت 6% أن الوضع الحالي زاد الخوف من المرض.
وبحث الاستطلاع الجديد أيضًا ما إذا كان هناك تغيير في نهج الاختبارات للكشف المبكر عن السرطان منذ الحرب. وأظهرت النتائج أن 4% قالوا إن القضية أصبحت أقل أهمية بالنسبة لهم، و1313% أجابوا بأنهم يولون أهمية أكبر لمثل هذه الاختبارات، وقالت أغلبية الجمهور (77%) إنه لم يحدث أي تغيير في موقفهم. وفيما يتعلق بقضية الكشف المبكر، لم تكن هناك فروقات تقريبًا بين مختلف مناطق البلاد، مما يشير إلى أن غالبية الجمهور في إسرائيل تدرك أهمية القضية، ولم تبدل نهجها، في أعقاب الحرب على عدة جبهات.
وأوضح المدير العام لجمعية مكافحة السرطان في إسرائيل موشيه بار حاييم، أنه "على الرغم من عدم ملاحظة أي اختلافات في الإدراك فيما يتعلق بالتشخيص المبكر في المسح الذي أجريناه، إلا أنه في الممارسة العملية هناك اختلافات بين مناطق مختلفة من البلاد في إجراء اختبارات الكشف المبكر، وفي إمكانية الوصول للخدمات الصحية بشكل عام وعلم الأورام بشكل خاص. يؤثر مرض السرطان على كل بيت، وأفضل طريقة هي منع تطور المرض مسبقًا. على سبيل المثال، أكثر من 85% من حالات سرطان الرئة ناجمة عن التدخين، كما وجد أن حوالي 55% من حالات السرطان التي شُخِّصَت لدى النساء، و24% من الحالات لدى الرجال، مرتبطة بالسمنة. ومن ناحية أخرى، تشير الدراسات إلى أن الحفاظ على وزن الجسم الطبيعي، والتغذية السليمة، والنشاط البدني يقلل من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان. وبالإضافة إلى ذلك، فإن فحوصات التشخيص المبكر تزيد فرص الشفاء بشكل كبير، لذا من الضروري إجراء الفحوصات. ندعو الجمهور إلى اتباع نهج حياة صحي والاستمرار في الاستفادة من صندوق التأمين الصحي وإجراء الفحوصات المجانية حسب العمر."
وقالت جمعية مكافحة السرطان إن "الاستطلاع بتمويل من جمعية السرطان الإسرائيلية، بفضل التبرعات العامة من خلال شركة Research Market Ipsos، في عينة تمثل المستوى السكان في إسرائيل من بين 505 رجال وامرأة تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا وأكثر خلال شهر كانون الثاني/ يناير 2025. يُحْتَفَل باليوم العالمي للسرطان في جميع أنحاء العالم في الرابع من شباط/ فبراير من كل عام بمبادرة من المنظمة العالمية للسرطان، وفي إسرائيل بمبادرة من جمعية مكافحة السرطان، وهي عضو في المنظمة إلى جانب 172 منظمة صحية من جميع أنحاء العالم.".
دراسة جديدة: الالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة
ووفقا للجمعية، يركز النظام الغذائي لحوض البحر المتوسط على استهلاك الأطعمة النباتية، الأسماك، والدهون الصحية، وقد يكون له دور في الوقاية من السرطان من خلال تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي، وهما عاملان رئيسيان في تطور المرض. سعى باحثون من عدة مؤسسات بحثية حول العالم إلى تقديم فهم أعمق لفوائد هذا النظام في الوقاية من سرطان الرأس والرقبة.
لهذا الغرض، أُجريت دراسة تحليلية شاملة (ميتا – تحليل) تم فيها تحليل بيانات من 11 دراسة مقارنة شملت 6,106 مرضى شُخِّصُوا بسرطان الرأس والرقبة، و9,166 شخصًا آخر لم يُشَخَّصُون بالمرض. أظهرت النتائج أن الالتزام العالي بالنظام الغذائي المتوسطي مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة بنسبة 44%. كما أظهر تحليل مركّز للعناصر الغذائية أن الاستهلاك العالي للفواكه والخضروات يعد عاملًا مهمًا في تقليل المخاطر.
نُشِرَت الدراسة في مجلة Nutrients في كانون الثاني/ يناير 2025، وتمت ترجمتها وإتاحتها للجمهور من قبل مركز المعلومات التابع لجمعية مكافحة السرطان بمناسبة اليوم العالمي للسرطان 2025.
دراسة واسعة بين مرضى السرطان: النشاط البدني يقلل من خطر الوفاة بسبب المرض
وأفادت الجمعية بأن دراسة جديدة أُجريت في جنوب إفريقيا لفحص العلاقة بين النشاط البدني وتفاقم مرض السرطان أو الوفاة بسببه بين المرضى الذين شُخِّصُوا في المرحلة الأولى من المرض. شملت الدراسة 28,248 مشاركًا، وثقوا نشاطهم البدني بوسائل مختلفة، مثل أجهزة مراقبة النشاط البدني، التسجيل في صالات الرياضة، أو المشاركة في فعاليات رياضية، خلال الـ12 شهرًا التي سبقت تشخيص إصابتهم بالسرطان بين عامي 2008 و2022.
صُنِّف المشاركون إلى ثلاث مجموعات وفقًا لمستوى نشاطهم البدني:
• غير نشطين بدنيًا.
• مستوى نشاط منخفض (بمعدل 60 دقيقة أو أقل أسبوعيًا).
• مستوى نشاط معتدل إلى مرتفع (60 دقيقة أو أكثر أسبوعيًا).
أظهرت نتائج الدراسة أنه خلال الـ24 شهرًا بعد التشخيص، كان خطر تفاقم المرض أو الوفاة بين غير النشطين بدنيًا 26%. أما بين من مارسوا نشاطًا بدنيًا منخفضًا، فقد انخفض الخطر إلى 22% وبين من كانوا نشطين بمستوى معتدل أو مرتفع، انخفض إلى 20%.
مع مرور الوقت، استمرت الفجوات في الظهور. بعد 36 شهرًا من التشخيص، كان خطر تفاقم المرض بين غير النشطين 29%، مقارنة بـ25% لدى أصحاب النشاط المنخفض و%22% لدى أصحاب النشاط المعتدل إلى المرتفع. بعد خمس سنوات من التشخيص، ارتفع خطر تفاقم المرض أو الوفاة إلى 34% بين غير النشطين، مقابل 30% بين أصحاب النشاط المنخفض، و28% بين أصحاب النشاط المعتدل والمرتفع.
بإيجاز، تشير نتائج الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يمارسون النشاط البدني لديهم خطر أقل لتفاقم مرض السرطان أو الوفاة بسببه، وأن هذا الخطر يقل كلما زاد مستوى النشاط البدني، مقارنةً بالأشخاص غير النشطين. علاوة على ذلك، تستمر هذه الفجوات بين المجموعات على مدار سنوات بعد التشخيص، مما يعزز أهمية تبني نمط حياة صحي وممارسة الرياضة.
ونُشرت الدراسة في كانون الثاني/ يناير 2025 في مجلة British Journal of Sports Medicine، وجرى ترجمتها وإتاحتها للجمهور من قبل مركز المعلومات التابع للجمعية مكافحة لمكافحة السرطان بمناسبة اليوم العالمي للسرطان 2025.