بعث وزراء خارجية السعودية، وقطر، ومصر، والأردن، والإمارات، رسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أعربوا فيها عن رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وشددوا على أهمية إشراك الجانب الفلسطيني بشكل مباشر في عملية إعادة إعمار القطاع، وفقًا لما كشفه موقع "أكسيوس" الأميركي، مساء الإثنين.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وجاءت الرسالة موقعة باسم وزراء خارجية مصر بدر عبد العاطي، والأردن أيمن الصفدي، والسعودية فيصل بن فرحان، وقطر محمد بن عبد الرحمن، والإمارات عبد الله بن زايد، وذلك استكمالا للاجتماع الوزاري العربي الذي عقد في القاهرة، السبت الماضي، بمشاركة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
ودعا الاجتماع الوزاري العربي، بحسب ما جاء في بيانه الختامي، السبت، إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بكامل مراحله، بما يشمل انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، ورفض أي محاولات لتقسيم القطاع أو تهجير سكانه، وتمكين السلطة الفلسطينية من تولي مسؤولياتها في غزة باعتبارها جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على إعادة إعمار القطاع وفق رؤية شاملة تحافظ على استقراره.
وتم تسليم الرسالة إلى وزارة الخارجية الأميركية، الإثنين، عبر سفراء الدول العربية الخمس في واشنطن، وذلك بالتزامن مع اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المقرر الثلاثاء. وتأتي الرسالة كجزء من الجهود لوقف أي مخططات لتهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن أو دول أخرى.
وجاء في الرسالة الموجهة إلى روبيو أن المنطقة تواجه "تحديات كبرى، لكنها أيضًا تحمل فرصًا كبيرة. لقد شهدت منطقتنا تغيرات مهمة مؤخرًا، وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بفضل الجهود الصادقة والمثابرة التي بذلها العديد من الأطراف، بما في ذلك إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي لعبت دورًا محوريًا في التوصل إلى هذا الاتفاق".
وحذر الموقعون على الرسالة من أن "الشرق الأوسط يعاني بالفعل من أكبر أعداد النازحين واللاجئين في العالم، ويشكل الفلسطينيون نسبة كبيرة منهم. علاوة على ذلك، فإن هشاشة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة تتفاقم بسبب النزاعات المستمرة. لذا، يجب أن نكون يقظين لمنع أي تدهور إضافي قد يهدد الاستقرار الإقليمي من خلال عمليات نزوح جديدة، حتى وإن كانت مؤقتة، لأنها تزيد مخاطر التطرف والاضطرابات الاجتماعية في المنطقة".
وشدد وزراء الخارجية العرب على ضرورة أن تتم إعادة إعمار غزة "من خلال المشاركة المباشرة للفلسطينيين أنفسهم. الفلسطينيون سيبقون في أرضهم، وسيساهمون في إعادة بنائها، ويجب ألا يتم تهميشهم أو تجريدهم من دورهم في هذه العملية، بل ينبغي أن يتحملوا مسؤولية إعادة الإعمار بدعم من المجتمع الدولي. هناك بالفعل تحرك إقليمي ودولي للمضي قدمًا في إعادة إعمار غزة، ومن المقرر أن تتوج هذه الجهود بمؤتمر دولي تستضيفه مصر بالشراكة مع الأمم المتحدة".
كما شددت الرسالة على أن المنطقة تشهد تطورات إيجابية أخرى، حيث "دخلت سورية مرحلة جديدة واعدة، كما أن وقف إطلاق النار في لبنان لا يزال صامدًا، ويسعى اللبنانيون إلى إعادة بناء مؤسسات دولتهم وإنهاء التدخلات الخارجية السلبية."
واختتم وزراء الخارجية رسالتهم بالتأكيد على أن "تُبذل جهود كبيرة لإنهاء الصراعات والمخاطر الأخرى التي تهدد المنطقة، كما تستمر معركتنا المشتركة ضد الإرهاب، مستندة إلى النجاحات التي حققناها في دحر هذه الظاهرة. رسالتنا واضحة: يجب أن تُبنى العلاقات الإقليمية على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والالتزام بالقانون الدولي، وهذا الموقف يلقى صدى أقوى من أي وقت مضى".